37 مليون شخص يعيشون بالفيروس المسبب لمرض الإيدز

تطورات علاجه ووسائل الوقاية تبشر بقرب القضاء عليه

37 مليون شخص يعيشون بالفيروس المسبب لمرض الإيدز
TT

37 مليون شخص يعيشون بالفيروس المسبب لمرض الإيدز

37 مليون شخص يعيشون بالفيروس المسبب لمرض الإيدز

يحتفل العالم هذا الشهر وابتداء من الأول منه كل عام، بالتوعية بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة، أو فيروس نقص المناعة البشري، والمتعارف عليه بالإيدز (AIDS)، والذي يستهدف فيروسه جهاز المناعة، ويضعف أنظمة الوقاية بالجسم.

- حجم المشكلة
تحدثت إلى «صحتك» الدكتورة بتول محمد سليمان، استشارية الأمراض الباطنة والمعدية بمستشفى شرق جدة، وعضو الجمعية السعودية للأمراض المعدية، موضحة أن آخر تقارير الأمم المتحدة تشير إلى أن هناك 37 مليون شخص يعيشون بفيروس نقص المناعة البشري في جميع أنحاء العالم، وهو أعلى رقم على الإطلاق، إلا أن الربع منهم لا يعرفون بأنهم مصابون بالفيروس. وأحد الأسباب هو عدم معرفتهم بأهمية الفحص والتحليل المبكر عند الشك في الإصابة بالمرض. كما أن عدد الإصابات الجديدة بالمرض في عام 2017 بلغ 1.8 مليون شخص في العالم.
وتكمن مشكلة مرض الإيدز اليوم، في المجتمع والطاقم الطبي غير الواعي وغير المدرك لما وصل إليه الطب الحديث في علاج هذا المرض. وأكدت على أهمية دور التوعية ونشر المعلومات الصحيحة غير المغلوطة من قبل أشخاص ذوي خبرة في هذا المجال. وأضافت أنه لم يعد ذلك الفيروس القاتل؛ بل أصبح ينظر إليه ويتم التعامل معه كمرض مزمن يمكن علاجه والوقاية منه، مثله في ذلك مثل مرض السكري وضغط الدم، وغيرهما من الأمراض المزمنة الأخرى.
وكان من ضمن الفعاليات التي شاركت بها المملكة، ندوة طبية وورشة عمل أقيمتا في مدينة الرياض خلال الأسبوع الماضي، تحت شعار: «استشر... افحص... ارتاح». ونظم الندوة وزارة الصحة السعودية، ممثلة في البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز، ومستشفى الملك فيصل التخصصي، ومركز الأبحاث بالرياض. وركزت مواضيع الندوة على كل ما له علاقة بمتلازمة الإيدز، ابتداء من علم الأوبئة ومجالات العلاج والوقاية والبحوث الخاصة بالمرض، وانتهاء بمناقشة الجوانب الاجتماعية وحقوق مريض الإيدز.

- أهمية الفحص والتحليل
وأضافت الدكتورة بتول أن أهم طريقة لاكتشاف المرض هو التحليل؛ لأن الفيروس يعيش لسنوات وسنوات في جسم الإنسان من دون ظهور أي أعراض. وهنا تكمن المشكلة؛ حيث لا يمكن التمييز ولا التشخيص من المظهر الخارجي للشخص، بإمكانية إصابته بالفيروس من عدمه، في السنوات العشر الأولى من الإصابة.
إن اختبار فيروس نقص المناعة البشري هو أمر ضروري لتوسيع نطاق العلاج، وضمان حياة صحية ومنتجة، لجميع الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشري، ومنع انتقال العدوى.
ورغم أن وزارة الصحة وفرت التحليل السريع الذي تظهر نتائجه خلال دقائق معدودة، بالإضافة للسرية التامة في عمل هذه التحاليل، وهو ما يسمى عيادات الفحص الطوعي والمشورة، المتوفرة في معظم مناطق المملكة، فإن - ولسوء الحظ - لا تزال هناك مجموعة من العوائق أمام القيام بإجراء اختبار فيروس نقص المناعة البشري، يأتي في مقدمتها الوصم والتمييز، الذي يساهم في منع الناس من إجراء اختبار فيروس نقص المناعة البشري. ولا يزال الوصول إلى اختبار فيروس نقص المناعة البشري مسألة مثيرة للقلق، ولا يزال كثير من الناس يخضعون للفحص بعد الإصابة بالمرض، وظهور الأعراض الانتهازية.
كما إن معرفة حالة الإصابة بفيروس نقص المناعة الذاتية تمكّن الناس من اتخاذ قرارات مستنيرة، بشأن خيارات الوقاية من فيروس نقص المناعة البشري، بما في ذلك الخدمات التي تمنع الأطفال من الإصابة بالفيروس، وتلك التي تحد من تضرر الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن، وعمل ختان الذكور الطبي الطوعي، واستخدام الواقي (condom) الذكوري والأنثوي، وغيرها مما يحمي المجتمع من ظهور حالات جديدة ويحد من انتشار المرض.

- تطورات العلاج والوقاية
يسير التطور في العلاج قدماً وبخطوات مذهلة، فبعد أن وصلت الأبحاث إلى العلاج بحبة واحدة يومياً، تجري الدراسات الآن على إبر يكون مفعولها طويل الأمد، تؤخذ مرة كل ثلاثة أو أربعة أشهر، وربما في القريب العاجل يصل العلم لدرجة الشفاء، إن شاء الله، كما هو الحال في فيروس الكبد الوبائي «ج».
وفي الوقاية، توصل العلم منذ عدة سنوات إلى حبوب وقائية تمنع من الإصابة بالفيروس لفئات معينة من الناس، إذا تم أخذها بإشراف أطباء مختصين (قبل التعرض للفيروس)، وهناك حبوب وقائية أخرى تؤخذ أيضاً بعد التعرض لأي وضع قد يسبب الإصابة بالفيروس لفترة بسيطة، تساهم في منع الانتقال ومنع الإصابة بالفيروس.
ووفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) فإن الأشخاص غير المصابين بالفيروس الذين يتناولون عقاراً توليفياً (مشتركاً) بجرعة ثابتة كل يوم، يتألف من عقارين مضادين للفيروسات القهقرية، هما تينوفوفير (tenofovir) وإمتريسيتابين (emtricitabine) يمكن أن يقلصا خطر الإصابة بالفيروس خلال ممارسة الجنس، بأكثر من تسعين في المائة.

- لقاح واقٍ
أوضحت الدكتورة بتول سليمان، أن الأبحاث ما زالت مستمرة في مجال تطوير لقاح ضد الفيروس، وأنه لا يوجد حتى اليوم لقاح تم اعتماده ضد فيروس نقص المناعة البشري - متلازمة نقص المناعة المُكتسَبة «الإيدز». ومع ذلك، فهناك عدد من الأمور المشجعة للغاية من أجل تطوير لقاح فيروس نقص المناعة البشري؛ حيث أظهرت تركيبة من لقاحين: مستضد فيروس نقص المناعة البشري الذي يُعتبر فيروساً جدارياً مُعدلاً، ولقاح يُسمى لقاح الوحدة الفرعية للبروتين، أنها توفر حماية بنسبة تزيد عن 30 في المائة من الإصابة بفيروس نقص المناعة في تايلاند، عام 2009، وقد وصفت التجربة بأنها إنجاز علمي؛ لأنها المرة الأولى التي يمكن فيها للقاح أن يمنع الإصابة بالفيروس، وما زالت تخضع لدراسات وتطويرات إلى الآن.

- ممارسات خاطئة
هل الممارسات الخاطئة والمشبوهة هي فعلاً السبب في إصابة هؤلاء الأشخاص بالفيروس؟
تجيب الدكتورة بتول سليمان: ليست هذه هي الحقيقة في كل الأحيان، كما أنه ليس من حق أي شخص الحكم على الآخرين أو عزلهم ونبذهم وسلبهم حقوقهم، على أساس حالتهم الصحية. فنحن لا ننبذ مريض السكري حتى إذا جلب لنفسه المرض عن طريق عادات غذائية خاطئة، ولا نمتنع عن معالجة المدخن عندما يصاب بسرطان الرئة. فلماذا نقف عند المتعايش مع الإيدز، ونقرر مصيره بناء على حكمنا أو توقعنا عن تصرفاته وسلوكه الشخصي!
* ما حقوق المرضى المتعايشين مع المرض؟
- السلامة الجسدية، والخصوصية، والصحة، والسكن، والتعليم، والعمل، والحصول على المتطلبات الحياتية، كلها حقوق وحريات للجميع، يكفلها قانون حقوق الإنسان الدولي، ويؤكد مجدداً على ضرورة مكافحة الوصم والتمييز، وعلى أن كفالة الحقوق والحريات الأساسية لجميع الأفراد عنصر أساسي في التصدي لانتشار الفيروس.
- مطالبة قطاعات التوظيف بعمل تحليل لفيروس نقص المناعة البشري، لكل متقدم للتوظيف، كي تمكنهم من العمل لديها، حتى المتقدمين لوظائف لا علاقة لها بالممارسات الصحية، ورفضها توظيف من تثبت إصابته بالمرض، هي صورة من انتهاكات حقوق الإنسان؛ لأنه أصبح مؤكداً أن هذا المرض لا ينتقل بالمخالطات اليومية في العمل وسواه.
- انتهاكات حقوق الإنسان بالتهميش والتحقير والرفض، من دون أي داعٍ، تجعل فئات معينة أكثر عرضة للإصابة بالعدوى وتزيد من انتشار الوباء. وفي أغلب الأحيان تتبع الإصابة بالفيروس مجموعة جديدة من انتهاكات حقوق الإنسان والحريات.

- الخوف من الإيدز
إذن، لماذا الخوف من الإيدز والمصابين به؟ ظل الإيدز، لسنوات طويلة، محاطاً بالغموض، إلى أن توصل العلماء لمعرفة طرق انتقال الفيروس وتطور المرض وطرق الوقاية من العدوى، وخرج من إطار المرض القاتل الذي كان بمثابة حكم إعدام لحاملي الفيروس منذ اكتشافه، وأصبح مرضاً مزمناً.
رغم عدم وجود علاج شافٍ، فقد توصل العلم لمجموعة من الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية (مثل فيروس نقص المناعة البشري)، تعمل على إبطاء تكاثر الفيروس داخل الجسم، وبالتالي تحسين وخفض حدة أعراضه، على نحو يمكن للمتعايش معه ممارسة حياته الطبيعية، كما تعمل على تحسين كفاءة ومتوسط عمر المتعايشين معه، والذي أصبح حالياً مثل متوسط عمر الشخص غير المصاب.
ولقد أصبح الشخص المصاب قادراً على الزواج من شخص سليم وغير مصاب، ولن ينقل له العدوى، وقادراً على إنجاب أطفال أصحاء غير مصابين بالفيروس.
إن مرض الإيدز من الأمراض المعدية، وليس من الأمراض السارية، فالأمراض السارية هي تلك الأمراض التي تنتقل عن طريق الاختلاط العادي اليومي بين الأشخاص، مثل الإنفلونزا والدرن، وهذا هو الذي يجدر بنا الخوف منه، وليس الإيدز.

- توصيات منظمة الصحة العالمية للوقاية من المرض
- أولاً: إجراء الاختبارات والحصول على المشورة الخاصة بفيروس نقص المناعة، والأمراض المنقولة جنسياً، عن طريق العيادات المخصصة لذلك، وهي سرية تماماً.
- ثانياً: فحص النساء الحوامل لمنع انتقال العدوى للجنين، إن وجدت.
- ثالثاً: الوقاية عن طريق استخدام الواقي للذكور والإناث.
- رابعاً: الوقاية عن طريق أخذ العقاقير المضادة للفيروسات، في مرحلة ما قبل وبعد التعرض.
- خامساً: ختان الذكور الطبي.
- سادساً: التوعية عن المخدرات وأضرارها التي تنتج عن طريق الحقن.
- سابعاً: الحفاظ على حقوق الإنسان وكرامته قبل كل شيء، ورفع الوصمة والتمييز عن المصابين بالفيروس.
وأخيراً، يقول الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: «ما زال هناك متسع من الوقت للتوسع في إجراء الفحوص من أجل اكتشاف الفيروس؛ وإتاحة العلاج لمزيد من الأشخاص؛ وزيادة الموارد اللازمة لمنع حدوث إصابات جديدة؛ والقضاء على الوصم. وعلينا الآن في هذا المنعطف الحرج، أن نسلك الطرق الصحيحة».

- استشاري طب المجتمع


مقالات ذات صلة

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

يوميات الشرق سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

حذّرت دراسة أميركية من أن الإفراط في تناول الدهون والسكريات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، وذلك من خلال تدمير الحمض النووي في خلايا الكبد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق شاي الكركديه يحتوي على نسبة عالية من مادة «البوليفينول» (غيتي)

مواد طبيعية قد تمنحك خصراً نحيفاً وقلباً صحياً وضغط دم منخفضاً

ثمة كلمة جديدة رائجة في مجال الصحة هي «البوليفينولات»، فبينما ظل العلماء يدرسون المركبات النباتية لسنوات، فقد جذب المصطلح الآن خيال الجمهور لسبب وجيه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

«هارد 75»... تحدٍّ جديد يجتاح «تيك توك» مع بداية العام

مع بداية العام الجديد، انتشر تحدٍّ جديد عبر تطبيق «تيك توك» باسم «هارد 75».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ليست جميع المشروبات قادرة بالفعل على علاجك من نزلات البرد والإنفلونزا (رويترز)

مشروب منزلي يساعد في التخلص من نزلات البرد

تحدثت اختصاصية التغذية كيلي كونيك لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية عن المشروب المنزلي الأمثل لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)

تناول الفواكه والخضراوات يقلل خطر إصابتك بالاكتئاب

أكدت دراسة جديدة أن زيادة كمية الفواكه والخضراوات في نظامك الغذائي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بمرور الوقت.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

«أسماك مزروعة بخلايا سرطانية»... جديد الأطباء لعلاج الأورام «بسرعة»

يبحث العلماء عن نموذج يتنبّأ بكيفية تأثير العلاج على أورام المرضى (رويترز)
يبحث العلماء عن نموذج يتنبّأ بكيفية تأثير العلاج على أورام المرضى (رويترز)
TT

«أسماك مزروعة بخلايا سرطانية»... جديد الأطباء لعلاج الأورام «بسرعة»

يبحث العلماء عن نموذج يتنبّأ بكيفية تأثير العلاج على أورام المرضى (رويترز)
يبحث العلماء عن نموذج يتنبّأ بكيفية تأثير العلاج على أورام المرضى (رويترز)

هل يستطيع أطباء الأورام اتخاذ قرارات أفضل لعلاج السرطان باستخدام الأسماك؟ تهدف تجربة سريرية من المقرر أن تبدأ هذا الشهر في البرتغال إلى معرفة ذلك.

وتُعدّ الدراسة التي استمرت خمس سنوات بقيادة عالمة الأحياء التنموية، ريتا فيور، من مؤسسة «تشامباليمود»، أول تجربة عشوائية يتلقّى فيها المرضى أدوية تم اختبارها مسبقاً في أجنة سمك الزرد المزروعة بالخلايا السرطانية وأعطت «نتائج واعدة» على الأسماك.

ويقول عالم أحياء الخلايا الجذعية من كلية الطب بجامعة هارفارد، ليونارد زون، الذي لم يشارك في التجربة: «يبحث الجميع عن شيء أكثر تنبؤاً» بكيفية تأثير العلاج في أورام المرضى. وتم استخدام الفئران والذباب قبل ذلك لتجربة أدوية للسرطان، لكن «جميعها كانت له حدود». ويضيف زون: «إذا أظهرت الدراسة الجديدة أن الأسماك لها قيمة تنبؤية عالية، فسوف يهتم الناس بهذا الأمر».

سيتم اختبار أدوية مجربة في سمك الزرد على المرضى لأول مرة (أ.ف.ب)

والاختلافات في أورام المرضى بسبب سمات مثل الوراثة، والتمثيل الغذائي، يمكن أن تجعل اختيار العلاج المناسب أمراً محيّراً لأطباء الأورام. ونظراً إلى إمكانية توفر الكثير من الخيارات المتماثلة تقريباً، فقد يضطر المرضى إلى تحمّل علاج ضار تلو الآخر حتى يستقروا على العلاج الذي يساعدهم. ويمكن للتحليل الجيني في بعض الأحيان أن يغربل الاختيارات، ولكن حتى عندما يحمل سرطان المريض طفرات تشير إلى علاج معين، فليس هناك ما يضمن أنه سيستجيب إليه، وفق ما ذكرته مجلة «ساينس» العلمية.

وبحثاً عن بديل أفضل، كان مختبر العالمة فيور يدرس سمك الزرد منذ ما يقرب من عقد من الزمن. وعزل الباحثون الخلايا السرطانية من المريض، ثم زرعوها في أجنة سمكة الزرد الشفافة التي تنمو بشكل طبيعي خارج الأم. وأضاف العلماء أدوية السرطان إلى مياه الأسماك، كما قدموا جرعات من الإشعاع، وراقبوا الخلايا السرطانية لقياس أي العلاجات «من المحتمل أن تكون فاعلة». وعلى القدر نفسه من الأهمية، ومن خلال الكشف عن الخيارات التي لم تنجح، تُنقذ التجربةُ على الأسماك المرضى من علاجات «قد تكون سامة وغير مجدية».

وفي تقرير صدر عام 2024، قال علماء إن الأسماك استطاعت التنبؤ بصورة صحيحة بالعلاج المناسب لـ50 مريضاً بالسرطان من وسط مجموعة تضم 55 مريضاً. ومن المميزات التي تشجع استخدام سمك الزرد هو أن هذه التجربة تقدّم نتائج سريعة بخصوص العلاج خلال 10 أيام فقط.

وفي التجربة السريرية، ستختبر فيور وفريقها دقة نتائج سمك الزرد على المرضى من خلال غربلة الخلايا السرطانية من السائل الذي يتراكم في بطن الأشخاص المصابين بسرطان الثدي أو المبيض، الذي عادة ما يتم تصريفه بوصفه جزءاً من العلاج.

وتقول فيور: «نحن لا نقوم بإجراءات إضافية على المرضى»، لكن سيتم زرع الخلايا السرطانية في أجنة الأسماك، وبدلاً من اختبار الأدوية التجريبية، كما تفعل الكثير من التجارب السريرية الأخرى، فستحدد الدراسة على الأسماك أي مجموعة من العلاجات المعتمدة تعمل بشكل أفضل، وسيحصل نصف المرضى على الأدوية التي تقترحها نتائج سمك الزرد، وسيتلقّى النصف الآخر العلاج الذي يختاره أطباؤهم، ثم سيجري تقييم النتائج.