استطاعت الفنانة المصرية بشرى، أن تضع اسمها في صفوف الفنانين المميزين خصوصاً بعد رئاستها مهرجان الجونة السينمائي على مدار دورتين متتاليتين، ورغم أنها تقدم أعمالاً فنية بشكل غير منتظم، فإنها من أولى الفنانات اللاتي جمعن بين مواهب الفن والغناء والتلحين والإنتاج أيضاً. بشرى قالت في حوار مع «الشرق الأوسط»، إنها فنانة غير مصنفة، ولا تحب أن تخضع لوصف محدد، لكنها شاملة، وكذلك سيدة أعمال لها دورها، ولكن أكثر ما يؤثر في ظهورها على الشاشة هو عدم وجودها كأحد أفراد «الشلة» التي تسيطر على الإنتاج بشكل كبير خصوصاً في الفترة الأخيرة... وإلى نص الحوار:
> هل بشرى ممثلة أم مطربة أم مسؤولة مهرجان، أم تركت كل ذلك واتجهت إلى البزنس؟
- التساؤلات حول تصنيفي لا تشغلني، لأنني دائماً أتعرض لهذا النوع منها، في النهاية أنا بشرى فقط، أما ما أقوم به، فهي رحلة طويلة ما بين الإنتاج والغناء والتمثيل والبزنس، وأفخر بأني قمت بكل ذلك من دون واسطة... فقط بدأت كمراسلة لقنوات عربية، وما بعد ذلك مشوار صنعته بنفسي لم أستعن حتى بعلاقات والدي في الوسط الثقافي.
> هل أنتِ مغامرة في قراراتك؟
- أنا مغامرة، لكن بشكل محسوب نسبياً، وليس عيباً أن أقوم بدور وأختفي فترة لأني وقتها أفتح مجالات أخرى للعمل غير السائدة، مَن يصدق أن شابة في عمري أنتجت 14 فيلماً، عندما كنت مسؤولة عن شركة «نيو سينشري» للإنتاج؟... بالطبع أشعر بمتعة في الخلق والابتكار سواء كان في «البزنس» أو الغناء أو التمثيل، من الممكن أن أقرر غداً فتح محل فول وطعمية ما دام لدي شغف وضمير والتزام، وأحب النجاح للغير، تلك هي وسائل نجاحي.
> لماذا يقال عنكِ إنكِ صعبة وجادة بشكل كبير في العمل؟
- لا أفهم لماذا يقال عني ذلك، أنا ست «محدش يقدر يغلّطني»، وما دمت على حق وأتابع عملي بضمير فلا يهمني أحد، أما أسلوبي الحازم فيرجع إلى المدرسة الأوروبية التي تعلمت فيها منذ ولادتي في إنجلترا.
> لماذا تأخرت بشرى في الوجود سينمائياً؟
- هي فين السينما أصلاً؟ ولكن يمكن اختصار ذلك في أن المعروض لا يعجبني.
> وهل تقبلي القيام بدور ثانٍ في عمل بطولة جماعية؟
- إذا تم الحفاظ على قيمتي ومكانتي بالطبع أوافق، لكن في الفترة الأخيرة أصبحنا نعمل وتتأخر حقوقنا المادية، ولا يتم وضع حقوقنا المعنوية أيضاً في الاعتبار، بالطبع لن أهين نفسي دون أن أعرف أن حقي المعنوي والمادي مكفول.
> بماذا تصنفين نفسك، كممثلة؟
- يقولون إنني حيّرت الوسط الفني، لأن ليس لي تصنيف محدد، وأرى أن التصنيف قهر، ما يهمني أن التاريخ لن ينكر دور بشرى في مهرجان الجونة الذي أسسته، فهي أول منتجة مصرية صغيرة في السن وناجحة، ولن ينسوا دوري في فيلم «678» وقضية التحرش، وعندما غنيت مع محمود العسيلي «تبات ونبات» كانت من أنجح الأغنيات.
> في وجهة نظرك هل توافقين بعض الفنانين الذين يرون أن أحمد ومحمد السبكي أنقذا السينما بأموالهما؟
- لا يمكن التأكيد هل هما قاما بذلك خوفاً على السينما من الانهيار، أم خوفاً على استثماراتهما التي وضعاها في هذا المجال، لكن لا ننكر أن هناك وقتاً اختفى فيه المنتجون الكبار، ولم يكن هناك وقتها سوى السبكي وشركة (تيو سينشري) وقت رئاستي لها، بالفعل أنقذا السينما ولكن إذا شكرناهما على ذلك فليس شرطاً أن نشكرهما على المحتوى الذي قدماه وقتها، ولا ننكر اختلافنا معهما في ذلك.
> وما رأيك في خطوة تعاقدهما مع حمو بيكا قبل إلغائه؟
- أنا لست مع حمو بيكا أو ضده ولكن لا يصح أن نجعله بطلاً ونقدمه للناس على طبق من فضة، هذا غير منطقي، في الوقت الذي فيه عشرات تخرجوا في معهد السينما وينتظرون دورهم، بالفعل هم أولى منه، وفي النهاية حمو بيكا ليس قضيتي لأن كل فرد مسؤول عن اختياره للمحتوى الذي يشاهده.
> وما أعمالك القادمة؟
- هناك أكثر من مشروع إنتاج مشترك عالمي، ومن الممكن أن أشارك بالتمثيل في أحدها، وسوف أنتج رواية لشريف عبد الهادي تسمى «ملكوت».
> هل ستشاركين الزعيم عادل أمام في أعمالك القادمة؟
- مَن يكره مشاركة الزعيم في أي عمل؟ يكفيني إيمانه بي، عندما يقول عني فنانة كبيرة، عندما يعظّمك العظيم فليس هناك نجاح بعد ذلك، كما أن العمل مع رامي إمام ممتع لأنه ملتزم ويتمتع بالمدرسة الأوروبية ويشبهني في ذلك.
> هل سنرى لكِ أعمالاً في رمضان المقبل؟
- لا أعتقد ذلك، لأن حجم الإنتاج تقلص وأصبح ينحصر في شركتين أو ثلاث فقط، وأنا لست من «شلتهم».
>وماذا عن الغناء؟
- أقوم بتحضير أغنية للأطفال وأخرى للشباب والمراهقين لأن «الغنا واحشني».
> حدِّثينا عن مهرجان الجونة وتأثيره على حياتك؟
- المهرجان نجح بشكل كبير بدليل وجود رعاة كثر هذه الدورة. فكرنا فيه منذ 2016، وانطلاقته الحقيقية من قبل عائلة ساويرس كانت في أبريل (نيسان) 2017. وقتها عملنا ليل نهار حتى يخرج بعد 4 أشهر فقط. لم أكن أعرف عمرو منسي بشكل شخصي ولكن شاهدت أعماله في بطولة الاسكواش وكم هو رائع ومميز ويستحق أن يتبناه رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس بشكل كبير.
> وكيف رأيتِ الهجوم عليك في السوشيال ميديا؟
- قيل عني أنني عزمت أصحابي ليحضروا المهرجان، وهي افتراءات بالطبع، أولاً ليس لديّ أصدقاء في الوسط الفني هم مجرد زملاء مهنة، حتى الزملاء الذين هاجموني لعدم دعوتهم أقول لهم «تتعزموا على أساس إيه؟». كانت إشغالات الفنادق كبيرة جداً بسبب وجود أفلام وصناع كثيرين، ولن أستطيع تغطية كل ذلك، ومن أرسل لي عتاباً العام الماضي شتمني على السوشيال ميديا هذا العام، واضطررت إلى عمل «بلوك» لعدد منهم لأني لا أحب أن أرى سبابي في وجهي.
> وماذا عن خطوتك في الارتباط؟
- بالطبع أبحث عن رجل ناجح وليس رجلاً يستفيد من نجاحاتي، وهذا أمر صعب إلا بمواصفات معينة، وخطوة الارتباط مؤجلة بشكل كبير إلى أن أجد الرجل الذي يبهرني ليس بماله بل بثقافته وشخصيته ونجاحه.
> وماذا عن أبنائك؟
- بالطبع لهم وقتي، واهتمامي بهم كبير، ومواعيدي في الغالب أقوم بها بعد موعد نومهم 7:30 مساءً، لأن بيتي يمشي بنظام محدد وليس عشوائياً، كما أن أختي وأمي وعائلتي يعيشون معي، فأنا أعشق الحياة وسط العائلة.