«الصحة العالمية»: 1.3 مليون وفاة بحوادث الطرق سنوياً

القاتل الأول للأطفال والشباب... وأفريقيا في المقدمة

«الصحة العالمية»: 1.3 مليون وفاة بحوادث الطرق سنوياً
TT

«الصحة العالمية»: 1.3 مليون وفاة بحوادث الطرق سنوياً

«الصحة العالمية»: 1.3 مليون وفاة بحوادث الطرق سنوياً

كشف تقرير لمنظمة الصحة العالمية بشأن السلامة على الطرق، عن تزايد حالات الوفيات الناجمة عن حوادث المرور، التي سجلت 1.35 مليون شخص سنوياً، وصنّفها التقرير بأنها «القاتل الأول للأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 و29 سنة».
وبحسب بيانات التقرير الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، وتنشره المنظمة، اليوم (الجمعة)، فإن 48 بلداً تتراوح بين الدخلين المتوسط والمرتفع، اتخذت تدابير أسهمت في خفض نسبة الوفيات بسبب حوادث الطرق، بينما «لم تثبت دولة واحدة ذات دخل منخفض انخفاضاً في الوفيات».
ويصدر تقرير الحالة العالمية لمنظمة الصحة العالمية عن السلامة على الطرق كل سنتين إلى ثلاث سنوات، وكان أحدث إصدار في هذا الإطار في عام 2015، ويُستخدم التقرير أداةً رئيسيةً لمتابعة التقدُّم في مشروع «عقد العمل للسلامة على الطرق»، الذي بدأ عام 2011 وينتهي عام 2020.
ولا يزال خطر الوفاة الناجمة عن حوادث الطرق أعلى بثلاث مرات في البلدان المنخفضة الدخل منه في البلدان المرتفعة الدخل، وكانت المعدلات الأعلى في أفريقيا (26.6 لكل 100000 نسمة) وأدناها في أوروبا (9.3 لكل 100000 نسمة).
وانعكس نوع مستخدمي الطريق على نسبة الوفيات، حيث رصد التقرير أن المشاة وراكبي الدراجات يمثلون 26 في المائة من مجموع الوفيات، ويصل هذا الرقم إلى 44 في المائة بأفريقيا و36 في المائة شرق البحر الأبيض المتوسط. ويشكل راكبو الدراجات النارية والمصاحبون لهم نسبة 28 في المائة من مجموع الوفيات الناجمة عن حوادث المرور على الطرق، ولكن النسبة أعلى في بعض المناطق، على سبيل المثال، 43 في المائة جنوب شرقي آسيا، و36 في المائة غرب المحيط الهادي.
ويقول التقرير إن «معدلات الوفيات تتناسب مع حجم سكان العالم، وتعكس حدوث استقرار في نسب الوفيات في السنوات الأخيرة، وهذا يشير إلى أن الجهود الحالية للسلامة على الطرق في بعض البلدان ذات الدخل المرتفع والمتوسط قد خفَّفَت من الوضع، ولكن ما زالت المنظمة تأمل في المزيد بالنسبة لهذه الدول، وكذلك الدول منخفضة الدخل، التي لم تحقق أي تقدم».
ويقول المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدانوم غبريسيس في البيان المصاحب للدراسة إن «الوفيات التي تحدث بسبب حوادث الطرق ثمن غير مقبول لدفع تكاليف التنقل، ولا يوجد عذر للتقاعس عن العمل على تخفيضها، وهذا التقرير بمثابة دعوة للحكومات والشركاء لاتخاذ إجراءات أكبر بكثير للقضاء على المشكلة».
وأشار مدير عام المنظمة إلى أن «التقدم الذي أحرزته 48 دولة مرتفعة ومتوسطة الدخل كان سببه وضع تشريعات أفضل حول المخاطر الرئيسية، مثل السرعة، ومنع الشرب أثناء القيادة، وعقوبات لعدم استخدام أحزمة الأمان، ووضع خوذات الأمان أثناء قيادة الدراجات النارية، وقيود تتعلق بضمان سلامة الأطفال أثناء اصطحابهن خلال القيادة، وتطوير بنية تحتية أكثر أماناً مثل الأرصفة والممرات المخصصة لراكبي الدراجات والدراجات النارية، وتعزيز الرعاية بعد الاصطدام». ومن جهتها، تقول د. هالة صقر، مسؤولة برنامج الوقاية من العنف والإصابات والإعاقة بمكتب «منظمة الصحة العالمية الإقليمي لشرق المتوسط»، الذي تنتمي له كثير من الدول التي لم تحقق تقدماً بحسب الدراسة، إن «سبب زيادة الحوادث يرجع إلى أن تلك البلدان تركز فقط على اتجاه واحد، وهو مسؤولية السلوك الفردي عن حوادث الطرق».
وأضافت د. هالة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «التصدي لحوادث الطرق يحتاج لحزمة متكاملة من الإجراءات تتكون من خمسة محاور تبدأ بقوانين يتم تطبيقها بصرامة، ومعايير ومواصفات للمركبات الآمنة، وطرق مصممة بشكل يقلل من الحوادث، وإدارة للسلامة على الطرق تتضمن تنسيق بين جميع الأطراف التي لها علاقة بالقضية ومن بينها السلوكيات الفردية، وأخيرا خدمات طوارئ طبية جيدة في حال حدوث اصطدام».


مقالات ذات صلة

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

الخليج السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

طالَبت السعودية، الخميس، بإنهاء إطلاق النار في قطاع غزة، والترحيب بوقفه في لبنان، معبرةً عن إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)

غوتيريش قلق بشأن الضربات الإسرائيلية على سوريا ويدعو للتهدئة

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقه البالغ إزاء «الانتهاكات الواسعة النطاق مؤخراً لأراضي سوريا وسيادتها»، وأكد الحاجة الملحة إلى تهدئة العنف على كل الجبهات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي تظهر الصورة زنزانة في سجن صيدنايا الذي عُرف بأنه «مسلخ بشري» في عهد نظام الأسد بينما يبحث رجال الإنقاذ السوريون عن أقبية مخفية محتملة في المنشأة في دمشق في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

محققو الأمم المتحدة أعدوا قوائم بآلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا

وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية بأربعة آلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا، آملين مع سقوط الرئيس بشار الأسد بضمان المحاسبة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال التصويت على مشاريع قرارات بشأن القضية الفلسطينية (إ.ب.أ)

غالبية أممية ساحقة تطالب بوقف فوري للنار في غزة

أيدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأكثرية ساحقة الوقف الفوري للنار في غزة مؤكدة على دعم وكالة «الأونروا» وسط اعتراضات أميركية وإسرائيلية.

علي بردى (واشنطن)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الصحافي الختامي لمؤتمر «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط)

صفقات تجاوزت 12 مليار دولار في مؤتمر «كوب 16»

يترقب المجتمع البيئي الإعلان عن أهم القرارات الدولية والمبادرات والالتزامات المنبثقة من مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16).

عبير حمدي (الرياض)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.