اجتماعات ساخنة لـ«أوبك» في فيينا تتحدى برودة الطقس

الأسواق تتراجع تحت ضغط المخزونات

يتأهب مقر منظمة «أوبك» في فيينا لاجتماعات ساخنة على مدار يومين قد تسفر عن قرارات حاسمة لأسواق النفط (رويترز)
يتأهب مقر منظمة «أوبك» في فيينا لاجتماعات ساخنة على مدار يومين قد تسفر عن قرارات حاسمة لأسواق النفط (رويترز)
TT

اجتماعات ساخنة لـ«أوبك» في فيينا تتحدى برودة الطقس

يتأهب مقر منظمة «أوبك» في فيينا لاجتماعات ساخنة على مدار يومين قد تسفر عن قرارات حاسمة لأسواق النفط (رويترز)
يتأهب مقر منظمة «أوبك» في فيينا لاجتماعات ساخنة على مدار يومين قد تسفر عن قرارات حاسمة لأسواق النفط (رويترز)

رغم برودة الطقس الشديدة في العاصمة النمساوية فيينا، والتي تقترب فيها درجات الحرارة ليلاً من الصفر المئوي، والغيوم الكثيفة المتوقعة في سمائها على مدار اليوم وغداً؛ فإن الأجواء الساخنة المحيطة باجتماعات منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) تضفي حرارة كبيرة نابعة من أهمية تلك الاجتماعات لكل أسواق النفط، وكذلك للاقتصاد العالمي.
ووسط تخمة من المعروض النفطي العالمي، تجتمع «أوبك» في فيينا، اليوم (الخميس)، وتلي ذلك محادثات مع حلفاء مثل روسيا، غداً (الجمعة). حيث تحاول الدول الأعضاء البحث عن حلول لوقف تراجع أسعار الخام ومنع حدوث تخمة جديدة في المعروض العالمي.
ومساء أمس، قال مصدران مطّلعان إن لجنة المراقبة الوزارية المشتركة بين «أوبك» وحلفائها، ومن بينهم روسيا، اتفقت على ضرورة خفض إنتاج النفط في 2019. مضيفةً أن المناقشات ما زالت جارية بخصوص أحجام التخفيضات ومستوى الأساس لها.
في الوقت نفسه، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عن رفضه تقليص الإنتاج، داعياً «أوبك» إلى العدول عن هذه الخطوة. وكتب ترمب على «تويتر» أمس، أنه يتمنى ألا تقلص «أوبك» كميات الإنتاج، وقال إن «العالم لا يريد أن يرى أسعاراً أعلى للنفط، كما أنه ليس في حاجة إليها أيضاً».
ولمحت السعودية، أكبر منتج في المنظمة، إلى الحاجة إلى تخفيضات عميقة في الإنتاج من يناير (كانون الثاني) المقبل، لكنها دعت إلى أن يكون هناك قرار جماعي من المنظمة... فيما إشارات روسيا إلى أنها متوافقة مع السعودية حول ضرورة تمديد اتفاق خفض الإنتاج المعروف باسم «أوبك+»، لكن التصريحات الصادرة من مختلف الأطراف خلال الأيام الماضية توضح أن هناك تبايناً في الرؤى حول آليات وكميات الخفض.
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك للصحافيين إنه عقد اجتماعاً «جيداً» مع نظيره السعودي خالد الفالح أمس، مضيفاً أنهما سيجريان المزيد من المحادثات. وأشارت السعودية إلى رغبتها في أن تخفض «أوبك» وحلفاؤها الإنتاج بما لا يقل عن 1.3 مليون برميل يومياً، بما يعادل 1.3% من الإنتاج العالمي.
وقالت مصادر في «أوبك» وخارجها إن الرياض تريد أن تسهم موسكو في الخفض بما لا يقل عن 250 إلى 300 ألف برميل يومياً، لكن روسيا تصر على أن الكمية يجب أن تكون نصف ذلك فحسب. وقال وزير النفط العماني محمد بن حمد الرمحي، إنه يعتقد أن «أوبك» وحلفاءها سيتوصلون إلى اتفاق في الأسبوع الحالي بشأن خفض إنتاج النفط. وقال سهيل بن محمد المزروعي وزير الطاقة الإماراتي، للصحافيين رداً على سؤال بشأن موقف روسيا: «الأمر ليس سهلاً، لكننا سنعمل دوماً بالاشتراك مع زملائنا»، حسب «رويترز».
وقال مصدر مقرب من وزارة الطاقة الروسية: «لا أحد يتوق إلى الخفض ما لم تكن هناك ضرورة. القدر الأكبر من الزيادة في إنتاج النفط نراه في الولايات المتحدة. (أوبك) وروسيا ستكونان حذرتين للغاية». وبلغ الإنتاج في الولايات المتحدة وروسيا والسعودية مستويات قياسية خلال الشهور الماضية، وبينما تناقش السعودية وروسيا خفض الإنتاج، فإن الولايات المتحدة ليست جزءاً من أي مبادرة لتقييد الإنتاج بسبب تشريعاتها المتشددة في مكافحة للاحتكار وتشعب قطاعها النفطي.

المخزونات تربك الأسواق

وبعد أن صعدت أسواق النفط على مدار يومين مدفوعة بآمال خفض الإنتاج، وبدعم من الإعلان عن الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، عادت أسعار النفط أمس، للانخفاض قليلاً مدفوعةً بتخمة في الإمدادات الأميركية. وبحلول الساعة 1402 بتوقيت غرينتش، بلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 61.94 دولار للبرميل، منخفضة 14 سنتاً أو ما يعادل 0.23% مقارنةً مع الإغلاق السابق. وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 53.32 دولار للبرميل، مرتفعة 7 سنتات أو 0.13%. وتتعرض أسعار النفط لضغوط جراء تقرير أسبوعي من معهد البترول الأميركي، قال إن مخزونات الخام الأميركية زادت 5.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إلى 448 مليون برميل، في مؤشرٍ على تنامي التخمة في أسواق النفط الأميركية. ومن المقرر أن تصدر الحكومة الأميركية البيانات الرسمية للإنتاج النفطي والمخزونات، اليوم (الخميس).
لكن الخام الأميركي تلقى أمس، «دعماً صينياً»، إذ قالت ثلاثة مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن شركة تجارة النفط الصينية «يونيبك» تعتزم استئناف شحن الخام الأميركي إلى الصين بحلول مارس (آذار) بعدما قلل اتفاق الرئيسين الأميركي والصيني خلال قمة مجموعة العشرين احتمال فرض رسوم جمركية على هذه الواردات.
وقالت المصادر لـ«رويترز» إن «يونيبك» تدرس استيراد نفط أميركي بحلول أول مارس عند انتهاء مهلة المفاوضات التي اتفق عليها الرئيسان ومدتها 90 يوماً.
وتوقفت واردات الصين من النفط الخام الأميركي بسبب تصاعد الحرب التجارية بين البلدين في العام الحالي.
وقال مسؤول تنفيذي كبير في «سينوبك»، أكبر شركة تكرير آسيوية: «سيهرع المشترون الصينيون الراغبون في شراء الخام الأميركي لاستيراد النفط خلال هذه الفترة». وأضاف أنه يتعين وصول النفط إلى الصين قبل أول مارس. وقال المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه: «أسعار النفط منخفضة، لذلك سيكون تخزين بعض الخام كمخزونات تجارية مجدياً من الناحية الاقتصادية». و«يونيبك» هي وحدة تجارة النفط التابعة لـ«سينوبك». ولم يتسنَّ الحصول على تعليق من أي من الشركتين.
ولم تتضح كمية النفط التي ستطلبها «يونيبك» من الولايات المتحدة لكنّ أحد المصادر قال إن الأحجام الأميركية قد تسجل مستوى قياسياً مرتفعاً في يناير.
وقال «بنك أوف أميركا» إنه يتوقع أن تبلغ أسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط في المتوسط 70 دولاراً و59 دولاراً على الترتيب في 2019، وبلغ متوسط سعر خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط 72.80 دولار و66.10 دولار منذ بداية العام الجاري.



«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
TT

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الخميس، اكتمال الاستحواذ على حصة تُقارب 15 في المائة في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو بالعاصمة البريطانية لندن من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين في «توبكو».

وبالتزامن، استحوذت شركة «أرديان» الاستثمارية الخاصة على قرابة 22.6 في المائة من «إف جي بي توبكو» من المساهمين ذاتهم عبر عملية استثمارية منفصلة.

من جانبه، عدّ تركي النويصر، نائب المحافظ ومدير الإدارة العامة للاستثمارات الدولية في الصندوق، مطار هيثرو «أحد الأصول المهمة في المملكة المتحدة ومطاراً عالمي المستوى»، مؤكداً ثقتهم بأهمية قطاع البنية التحتية، ودوره في تمكين التحول نحو الحياد الصفري.

وأكد النويصر تطلعهم إلى دعم إدارة «هيثرو»، الذي يُعدّ بوابة عالمية متميزة، في جهودها لتعزيز النمو المستدام للمطار، والحفاظ على مكانته الرائدة بين مراكز النقل الجوي الدولية.

ويتماشى استثمار «السيادي» السعودي في المطار مع استراتيجيته لتمكين القطاعات والشركات المهمة عبر الشراكة الطويلة المدى، ضمن محفظة الصندوق من الاستثمارات الدولية.