السراج يدعو من بروكسل إلى مواقف حازمة ضد معرقلي العملية السياسية

15 مهاجراً يموتون قضوا في البحر أمام ساحل مصراتة

صورة نشرها موقع المجلس الرئاسي الليبي للسرّاج وموغيريني خلال اجتماعهما في بروكسل أمس
صورة نشرها موقع المجلس الرئاسي الليبي للسرّاج وموغيريني خلال اجتماعهما في بروكسل أمس
TT

السراج يدعو من بروكسل إلى مواقف حازمة ضد معرقلي العملية السياسية

صورة نشرها موقع المجلس الرئاسي الليبي للسرّاج وموغيريني خلال اجتماعهما في بروكسل أمس
صورة نشرها موقع المجلس الرئاسي الليبي للسرّاج وموغيريني خلال اجتماعهما في بروكسل أمس

دعا فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي الليبي لحكومة الوفاق الوطني، من بروكسل، أمس، إلى «اتخاذ مواقف حازمة، تجاه من يعرقلون العملية السياسية، التي تستهدف الوصول إلى دولة مدنية مستقرة»، مؤكداً «التزامه بالمسار الديمقراطي الذي يفضي إلى انتخابات على قاعدة دستورية سليمة»، فيما نفي اجتماعه مع المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني، خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة الأردنية عمان.
والتقى السراج فيدريكا موغيريني الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية في مقر المفوضية الأوروبية بالعاصمة البلجيكية بروكسل، وتناول الاجتماع، الذي حضره وزير خارجيته محمد سيالة، ومستشاره السياسي طاهر السني، عدداً من الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية إضافةً إلى قضية الهجرة غير المشروعة.
وأكدت موغيريني، وفقاً لبيان المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي، أمس، دعم خطة المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة، التي تقضي بعقد الملتقى الوطني الجامع في الأسابيع الأولى من العام المقبل، وجددت دعم الاتحاد الأوروبي للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق.
ونقل البيان عن موغيريني، أيضاً دعم الاتحاد الأوروبي لبرامج الإصلاح التي استعرضها السراج في الاجتماع، مشيرةً إلى أن ملف الهجرة غير الشرعية جانب ضمن جوانب عديدة من التعاون المشترك، وأنها ستولي الاهتمام اللازم لكل ما طُرح خلال هذه المحادثات.
وأكد السراج ضرورة «الالتزام بالآليات القانونية السليمة للوصول إلى انتخابات ديمقراطية في ليبيا»، مشيراً إلى أهمية تفعيل اللجنة الرباعية المتكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، حتى تتوحد من خلالها مواقف الدول تجاه الأزمة الليبية.
وتطرق اجتماع السراج وموغيريني إلى الاتفاق الرباعي بين كلٍّ من ليبيا وتشاد والسودان والنيجر للتعاون في تأمين الحدود وتسيير دوريات مشتركة، بجانب التحدث عن معالجة مشكلات الجنوب الليبي، والإصلاحات الاقتصادية والترتيبات الأمنية في العاصمة طرابلس.
في السياق نفسه، أجرى السراج محادثات مع أمين عام منظمة حلف شمال الأطلسي «الناتو» ينس ستلوتنبيرغ، أمس، بمقر الحلف في بروكسل، وبحث الجانبان خلال الاجتماع تطورات الموقف السياسي والأمني في ليبيا.
وقال المجلس الرئاسي في بيان، أمس، إن ينس، أكد خلال الاجتماع أن الحلف يدعم جهود حكومة الوفاق الوطني في بناء مؤسسة الدولة العسكرية والأمنية ومستعد للمساهمة فيها، كما جدد دعمه جهود بعثة الأمم المتحدة وخطة عمل غسان سلامة، لتحقيق حل سياسي يوحّد مؤسسات الدولة وينهي حالة الصراع والانقسام.
وفي ختام الاجتماع، أشار السراج إلى أهمية التنسيق والتعاون بين المؤسسات الأمنية والعسكرية في ليبيا وحلف الناتو، والاستفادة من خبرة الحلف في التأهيل المؤسسي ورفع القدرات لإرساء الأمن وتأمين الحدود ومكافحة الإرهاب.
ونفى السراج، الذي اختتم زيارة رسمية إلى العاصمة الأردنية عمّان، اجتماعه مع المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني، خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة الأردنية عمان.
وقال في تصريحات لقناة «المملكة» الأردنية مساء أول من أمس، إن آخر لقاء مع حفتر تم على هامش المؤتمر الدولي حول ليبيا في مدينة باليرمو الإيطالية خلال الشهر الماضي.
ودعا بعثة الأمم المتحدة لأن «تكون أكثر حزماً مع الأطراف المعرقلة لها وأن تكون صاحبة القرار بعيداً عن المصالح الدولية»، متابعاً: «نحترم أي قرار يصدر عن الاتفاق السياسي».
بدورها أعلنت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، في بيان، أن ستيفاني ويليامز نائبة رئيسها للشؤون السياسية، ناقشت أول من أمس، مع مجموعة من الشخصيات السياسية والأكاديمية البارزة في بنغازي أهداف الملتقى الوطني الرامية للتوصل إلى التوافق الضروري لإخراج ليبيا من حالة الجمود الراهنة، كما استمعت بحرص إلى التوصيات التي تم عرضها من قبل المشاركين.
إلى ذلك، قال ناجٍ مصري، أمس، إن 15 مهاجراً لقوا حتفهم في قارب قبالة الساحل الليبي بعدما قضوا 12 يوماً في البحر دون طعام أو ماء.
وقال سكان إن مالك بيت على الشاطئ عثر على المهاجرين الذين جرفتهم المياه إلى الساحل بالقرب من مدينة مصراتة، واتصل بالسلطات التي نقلتهم إلى جمعية الهلال الأحمر والمستشفيات.
ونقلت وكالة «رويترز» عن الناجي المصري قوله: «كنا 25 مهاجراً في القارب، أبحرنا من بلدة صبراتة (غرب ليبيا) وبقينا في البحر 12 يوماً دون طعام أو ماء»، وأضاف: «مات 15 شخصاً».
وقال السكان إن عشرة من المهاجرين بدوا في حالة صحية شديدة السوء، ولم ترد تفاصيل أو تعليقات من السلطات حتى الآن.
ويعد الساحل الغربي في ليبيا نقطة انطلاق لمهاجرين معظمهم من دول أفريقيا جنوب الصحراء يفرّون من الحروب والفقر سعياً وراء حياة جديدة في أوروبا، لكنّ عدد المهاجرين الذين يصلون إلى إيطاليا تراجع كثيراً منذ العام الماضي في ظل حملة على شبكات التهريب داخل ليبيا، فيما كثّف الاتحاد الأوروبي جهود دعم دوريات خفر السواحل الليبي.
من جهتها، قالت المنظمة الدولية للهجرة إن 222 عائلة ليبية نزحت بالفعل من مدينة الفقهاء إلى الجفرة بوسط ليبيا خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب أعمال عنف اندلعت في المنطقة مؤخراً، وجعلتها غير آمنة.
وقالت المنظمة في بيان لها أول من أمس، إنها قدمت، بدعمٍ من الصندوق الائتماني للاتحاد الأوروبي، المواد غير الغذائية بما فيها المراتب والبطانيات، للأسر التي كانت قد نزحت وعادت إلى الفقهاء، فضلاً عن ذوي بعض الأسر التي بقيت في الجفرة كجزء من الدعم المقدم للمجتمعات المتضررة من النزاعات.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.