فريق بحثي أميركي يحدد الجينات المسؤولة عن «الخرف»

فريق بحثي أميركي يحدد الجينات المسؤولة عن «الخرف»
TT

فريق بحثي أميركي يحدد الجينات المسؤولة عن «الخرف»

فريق بحثي أميركي يحدد الجينات المسؤولة عن «الخرف»

حدّد فريق بحثي أميركي من جامعة «كاليفورنيا»، العمليات الجينية التي تسبب موت الخلايا العصبية لدى مرضى الخرف، في خطوة مهمة على طريق تطوير علاجات يمكن أن تبطئ أو توقف مسار المرض، وذلك وفق الدراسة المنشورة أول من أمس، في مجلة «نيتشر ميديسين» (Nature Medicine). واكتشف الباحثون خلال الدراسة مجموعتين رئيسيتين من الجينات المشاركة في الطّفرات التي تؤدي إلى غزارة في إنتاج بروتين يسمى «تاو»، الذي يتسبب في الخسارة التدريجية للخلايا العصبية، بما يسبب الخرف. ويعطل بروتين «تاو» الخلايا العصبية في القشرة المخية الدّاخلية، وهي واحدة من أجزاء الدماغ المسؤولة عن وظيفتي الحركة اللاإرادية والذاكرة، وتؤدي طفرات تحدث في جيني «GRN» و«MAPT»، إلى الإفراط في إنتاج هذا البروتين، وفق الدراسة التي أجريت على نماذج من جرذان التجارب.
ووفق تقرير نشرته جامعة «كاليفورنيا» بالتزامن مع نشر الدراسة، يقول الدكتور دانييل جيسشويند، من كلية «ديفيد جيفن» للطب في الجامعة، إنّ هذه الدراسة توفر خريطة الطريق لتطوير أدوية فعّالة لمرض الخرف وألزهايمر، الذي يعاني منه الملايين حول العالم. ووفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، يوجد نحو 50 مليون من المصابين بالخرف حول العالم، ويشهد كل عام حدوث 10 ملايين حالة جديدة مصابة بالمرض، ولا يوجد أي علاج للمرض.
وعلى الرّغم من الجهود التي بذلت في الماضي لفهم كيفية حدوثه، فإنّ هناك القليل من الفهم لأسباب موت خلايا الدّماغ. ويعد هذا البحث فريداً من نوعه في رصد التفاعلات المعقّدة للجينات المسببة للمرض، والبروتينات التي تنتجها، كما يؤكد جيسشويند. وأضاف: «تمكّن الباحثون من فهم كيفية حدوث المرض، عن طريق استخدام وسيلة فعالة في دراسة علم الأحياء تسمى (بيولوجيا الأنظمة)، إذ تمكنوا عن طريقها من تحديد العمليات الجينية المسؤولة عن الطفرة التي تؤدي إلى الإفراط في إنتاج بروتين (التاو) في الخرف الجبهي الصدغي، الذي يؤدي إلى ضمور الخلايا العصبية في الأجزاء الأمامية للمخ، وهو شكل من أشكال الخرف المبكر. وقد تبيّن أيضاً أنّ عملية مماثلة ذات أهمية تحدث في مرض ألزهايمر».



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».