غريفيث في صنعاء لمرافقة وفد الحوثيين إلى السويد

الحكومة اليمنية تأكدت من خلو طائرة نقل جرحى الانقلابيين إلى مسقط

جرحى حوثيون في مطار صنعاء قبيل نقلهم على متن طائرة مستأجرة إلى مسقط أمس (إ.ب.أ)
جرحى حوثيون في مطار صنعاء قبيل نقلهم على متن طائرة مستأجرة إلى مسقط أمس (إ.ب.أ)
TT

غريفيث في صنعاء لمرافقة وفد الحوثيين إلى السويد

جرحى حوثيون في مطار صنعاء قبيل نقلهم على متن طائرة مستأجرة إلى مسقط أمس (إ.ب.أ)
جرحى حوثيون في مطار صنعاء قبيل نقلهم على متن طائرة مستأجرة إلى مسقط أمس (إ.ب.أ)

أقلّت طائرة تابعة للأمم المتحدة، أمس، عدداً من الجرحى الحوثيين من العاصمة اليمنية صنعاء باتجاه العاصمة العُمانية مسقط للعلاج، وذلك تزامناً مع وصول المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى صنعاء لمرافقة وفد الحركة الحوثية إلى المشاورات المرتقبة في السويد.
وذكر تحالف دعم الشرعية في اليمن أن الحكومة اليمنية تأكدت من خلو الطائرة المستأجرة التي أقلت الجرحى من أي عناصر لبنانية أو إيرانية. وكانت معلومات سابقة تحدثت عن عزم الحوثيين نقل 4 لبنانيين وإيرانيين اثنين ضمن جرحاهم.
وأوضح العقيد ركن تركي المالكي، المتحدث باسم القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، في رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول قائمة الجرحى، أنه «تم تزويد الحكومة اليمنية بأسماء الجرحى والمرافقين، وتأكدت من هوياتهم»، .
ولفت المالكي إلى أن الطائرة التي تقل الجرحى من صنعاء لن يكون ضمنها وفد الميليشيات الحوثية إلى السويد، وقال: وأضاف الماكي أن «الطائرة مستأجرة»، وكانت قد وصلت إلى صنعاء لنقل الجرحى والمرافقين والطاقم الأممي إلى مسقط.
وذكر المتحدث باسم التحالف أن تسهيلات لنقل الجرحى للعلاج تمت، بالتشاور مع الحكومة اليمنية والتنسيق مع المبعوث الأمم المتحدة، وذلك لتهيئة جميع الظروف وبناء الثقة للمفاوضات المقبلة، وتابع أن الميليشيات حاولت في سبتمبر (أيلول) الماضي وضع شروط في اللحظة الأخيرة لنقل بعض الجرحى من دون مشاورات مع الأمم المتحدة والشرعية، لكن هذه المرة «تلقينا طلباً من المبعوث الأممي، وتم التشاور مع الشرعية»، مضيفاً أن «الموضوع إنساني بالدرجة الأولى، وهناك التزامات من الأمم المتحدة والشرعية والجانب المستضيف للجرحى».
ومن المقرر أن يرافق المبعوث الأممي مارتن غريفيث اليوم الوفد الحوثي على متن طائرة كويتية إلى السويد للمشاركة في مشاورات السلام المرتقبة.
وحول الوضع العسكري في الحديدة، أكد العقيد تركي المالكي أن التحالف يؤيد قرار الحكومة اليمنية تحرير المدينة ومينائها الحيوي، وقال إن «الميليشيات استخدمت في أثناء مفاوضات الكويت فترة (التفاوض) لتقديم التعزيزات لعناصرها الإرهابية في جميع الجبهات، ونصب الصواريخ الباليستية»، وشدد على أن قرار إبرام أي هدنة «يخص الحكومة الشرعية، ونحن ندعمه في كل الأحوال».
وأضاف أن «العلميات العسكرية مستمرة بوتيرة مختلفة، فنحن نعطي فرصة للحل السياسي، ولتقدم الميليشيات مصلحة الشعب اليمني على مصالحها، والوصول لحل سياسي، أو يتم تسليم الميناء والمدينة»، وتابع: «لا تزال العمليات مستمرة بشكل عام، والمقاومة المشتركة في مواقعها، وهي تسيطر على شرق وجنوب شرقي وجنوب غربي الحديدة، ومنطقة الدريهمي مطوقة بالكامل، كما أن العدو يعمل على شكل مجموعات صغيرة على طول الساحل الغربي، ويحتمي في المساجد والأماكن التراثية، وقد قام بتلغيم خزانات النفط والغاز في ميناء الحديدة، وحوله إلى ثكنة عسكرية».
ولأول مرة منذ بدء النزاع اليمني، أعلن التحالف عن خلو ميناء الحديدة الحيوي من أي سفينة تحمل مساعدات، بعد تعطيل الميليشيات دخول السفن، وإطالة مدة انتظارها في منطقة المخطاف، الأمر الذي ينعكس على وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها من الشعب اليمني. ووفقاً للعقيد المالكي، فإن الحوثيين منعوا دخول 3 سفن تم التصريح لها بدخول ميناء الحديدة الأسبوع الماضي، إلى جانب سفينتين في ميناء الصليف. وأشار إلى أن إحدى السفن المحمّلة بالوقود تنتظر منذ 26 يوماً، في تعطيل ممنهج وواضح من الميليشيات.
وأفاد المتحدث باسم التحالف بمنح 238 تصريحاً أحمر إلى منظمات أممية، والصليب الأحمر، ومركز الملك سلمان للإغاثة، ومنظمة أطباء بلا حدود، لإيصال الإغاثة إلى محافظة الحديدة، على ساحل البحر، وبيّن أن قائد القوات المشتركة، الأمير فهد بن تركي، ناقش مع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، الانتهاكات الحوثية في المحافظات اليمنية، والوضع الإنساني في الحديدة، واختراق الميليشيات للقانون الدولي، وعرقلة وصول المساعدات.
وكشف المالكي، من جهة أخرى، عن بدء التحالف صرف المساعدات للمتضررين من بعض الحوادث التي حصلت، وكان فريق تقييم الحوادث قد ألقى باللوم بشأنها على القوات المشتركة، ولفت إلى إنشاء صندوق لإيداع مبالغ مالية فيه، وبدء صرف التعويضات، مشيراً إلى أن من ضمن الحوادث التي بدأ الصرف فيها تلك المتعلقة بمستشفى عبس وبيت سعدان في أرحب.


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.