1000 زوجة «داعشية» روسية تطلبن المساعدة للعودة من سوريا والعراق

بعد عودة أعداد كبيرة منهن منذ صيف العام الماضي

زوجات روسيات عائدات من مناطق الصراع في سوريا والعراق («الشرق الأوسط»)
زوجات روسيات عائدات من مناطق الصراع في سوريا والعراق («الشرق الأوسط»)
TT

1000 زوجة «داعشية» روسية تطلبن المساعدة للعودة من سوريا والعراق

زوجات روسيات عائدات من مناطق الصراع في سوريا والعراق («الشرق الأوسط»)
زوجات روسيات عائدات من مناطق الصراع في سوريا والعراق («الشرق الأوسط»)

قالت تتيانا موسكالكوفا، مفوضة حقوق الإنسان لدى الرئاسة الروسية، إن أكثر من 1000 مواطنة روسية غادرن مع أزواجهن الذين التحقوا بتنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، تقدمن بطلبات مساعدة للعودة إلى وطنهن. وفي حديث لها، أمس، خلال فعالية «درس مفتوح» حول «حقوق الإنسان» قالت موسكالكوفا: «لديَّ اليوم أكثر من ألف طلب من مواطنات روسيات، اللواتي صدقن أن (داعش) هي حقيقة دولة، وسافرن إلى هناك مع أزواجهن». وأشارت إلى أن «أكثر من ألف زوجة مع أطفالهن، يتعرضون اليوم لعنف مخيف يتجاوز كل حدود العقل»، موضحة أن «غالبية هؤلاء صدرت بحقهم أحكام بالحبس المؤبد»، دون أن توضح ما إذا كانت تلك الأحكام صادرة بحقهم من تنظيم داعش الإرهابي، أم من جانب السلطات العراقية أو السورية. وأكدت مفوضة الرئاسة الروسية لحقوق الإنسان، أن المواطنات الروسيات اللواتي يدور الحديث عنهن يرغبن في العودة إلى روسيا، وقالت: «هن يطلبن العودة إلى روسيا»، إلا أن الأمر ليس بهذه السهولة، وهناك عقبات تواجه عودتهن، وفق ما أكدت موسكالكوفا التي قالت: «لكن بما أنهن شاركن في نشاط ذلك التنظيم، فإن مسألة عودتهن إلى روسيا يجري حلها بشكل معقد، ذلك أن الأمر متصل بأمن المواطنين الآخرين، على ضوء عودة زوجات المقاتلين الروس في (داعش) إلى وطنهن».
وقالت السلطات الروسية، في وقت سابق، إن نحو 4 آلاف مواطن روسي يشاركون مع تنظيم داعش في القتال بسوريا، بينما لا توجد إحصائيات رسمية لأعداد الذين كانوا في صفوف التنظيم بالعراق. وأطلقت روسيا في أغسطس (آب)، العام الماضي، عملية لإعادة أبناء وزوجات «دواعش روسيا» من العراق، وذلك في أعقاب تقرير تلفزيوني تناول وضعهم المأساوي في السجون العراقية. وبمبادرة من الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف جرت عملية إعادة أول طفل من العراق، اسمه بلال تاغيروف، وصل روسيا في 10 أغسطس 2017، ومن ثم توالت الرحلات الجوية الخاصة بين غروزني وبغداد. وفي نهاية الشهر ذاته حطت طائرة في مطار العاصمة الشيشانية غروزني، وعلى متنها 5 أطفال، جميعهم أبناء «داعشيين» روس ينحدرون من جمهورية داغستان.
في خطوة تالية توسعت تلك المبادرة لتشمل إعادة الأطفال وكذلك «زوجات داعش» الروسيات. وفي مطلع سبتمبر (أيلول) 2017 حطت في مطار غروزني طائرة قادمة من العراق، على متنها ثمانية أطفال وأربع نساء، من جنسيات روسية وكازاخستانية، هم عائلات «داعشيين» روس إما قتلوا أو انقطعت أخبارهم. وكانت بين العائدات حينها امرأة شيشانية ومعها أبناؤها الثلاثة، وروسية من مدينة تفير مع ابنها، وروسية أخرى من مدينة تيومين في سيبيريا ومعها ابنها، فضلاً عن مواطنة كازاخية مع أبنائها الثلاثة. واستمرت الرحلات وتزايدت أعداد «زوجات داعش» الروسيات العائدات إلى الوطن. وعلى الرغم من أن القانون الروسي ينص على محاكمة كل من شارك في «نشاط إرهابي»، إلا أن السلطات قررت تقديم تسهيلات للعائدات، بغية تشجيع أكبر عدد على العودة إلى روسيا. وفي مطلع سبتمبر 2017، أعلنت وزارة الداخلية الشيشانية عن قرارها بإعفاء المواطنات اللاتي عدن من سوريا والعراق من «المساءلة الجنائية»، ومعاملتهن على مبدأ «سلمن أنفسهن طوعاً». حينها قال مسؤول في مركز وزارة الداخلية الشيشانية لمكافحة الإرهاب والتطرف: «سيتم جمع المعلومات حول العائدات، واستجوابهن قبل اتخاذ أي إجراء قانوني بحقهن»، ولفت إلى أنهن «عدن إلى الوطن طوعاً، وسلمن أنفسهن، وسوف نعاملهن على هذا الأساس، ولن يتم رفع دعاوى جنائية بحقهن»، لافتاً إلى ملاحظة في فقرة القانون الخاص بجرائم الإرهاب، تُجيز الإعفاء في حالات كهذه من المسؤولية، بحال كان الشخص غير متورط في جرائم أخرى.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.