عملية في الحديدة تسفر عن كشف قائمة بأسماء المدربين الأجانب للميليشيات

TT

عملية في الحديدة تسفر عن كشف قائمة بأسماء المدربين الأجانب للميليشيات

سيطرت قوات الجيش الوطني اليمني على مقر لسلاح البحرية كان الحوثيون يتخذونه مقراً لهم في الحديدة، وعثرت بداخله على وثائق ومخططات مهمة وأجهزة إيرانية الصنع، إضافةً إلى قوائم بأسماء المدربين الأجانب للميليشيات. وجاءت هذه العملية في ظل استمرار الميليشيات في خرق الهدنة الإنسانية التي أعلنتها القوات المشتركة وتحالف دعم الشرعية في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وأوضح وضاح الدبيش الناطق باسم «ألوية العمالقة» التابعة للجيش، أن العملية العسكرية النوعية التي نُفِّذت جاءت بعد خرق ميليشيات الحوثي الإرهابية للهدنة، وقصفها الأحياء السكنية المحررة.
وكشف الدبيش لـ«الشرق الأوسط»، أن العملية العسكرية النوعية التي أسفرت عن تطهير وتأمين عدد من البنايات والفيلات في شارع الخمسين عُثر خلالها على ألغام بحرية وخريطة توضح أماكن زراعة تلك الألغام في البحر، والأماكن التي تم زرع الألغام السابقة فيها. وبيّن الدبيش أن القوات المشتركة عثرت أيضاً على أجهزة حديثة إيرانية الصنع تستخدم لأغراض بحرية، كما حصلت على كاميرات بحرية وأجهزة تحديد مواقع حديثة، وقائمة بأسماء مدربين من الجنسية اللبنانية والإيرانية.
وأوضح المتحدث باسم «ألوية العمالقة» و«القوات المساندة لها، أنه على الرغم من التزام قوات الشرعية بتوقف العمليات وفق الهدنة المعلنة، فإن الحوثيين لم يوقفوا عملياتهم العسكرية وهجماتهم، في محاولة لاستعادة ما خسروه من مناطق ومنشآت، مؤكداً أن العدوان الحوثي يتم التصدي له من قبل القوات المشتركة.
وشدد الدبيش على أن القوات المشتركة لا تكتفي بالدفاع عن النفس، وإنما تردّ على كل هجوم فاشل للحوثيين بهجوم كاسح يسفر عن تحرير مناطق ومواقع جديدة، والتي كان منها استعادة أجزاء واسعة من القاعدة الجوية في الحديدة، بما فيها من طائرات ومعدات، وتفكيك شبكات ألغام واسعة زرعها الحوثيون، ضمنها شبكة زُرعت في أجسام ثلاث طائرات «ميغ 21».
من جهة أخرى، استكملت قوات الجيش الوطني، مساء أول من أمس، تحرير سلسلة جبل الأزهور الاستراتيجية في رازح بشمال صعدة، وذلك في عملية هجومية مباغتة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات وتدمير آليات تابعة لها، طبقاً لما أكده موقع الجيش الوطني «سبتمبر.نت». وأشار المصدر نفسه إلى أن «الفرق الهندسية التابعة لقوات الجيش، طهّرت المواقع والتباب المحرَّرة في السلسلة الجبلية، من الألغام الأرضية والعبوات الناسفة، التي زرعتها الميليشيا قبل فرارها».
وفي الضالع بجنوب اليمن، أحبطت قوات الجيش الوطني محاولة لتسلل الميليشيات في مديرية دمت أمس، تزامناً مع مواصلة قوات الجيش تطهير الجبال المحيطة بدمت بعد فرض الخناق عليها واستعداداً لتحرير المدينة. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» عن ركن التوجيه المعنوي في اللواء الرابع احتياط المقدم نصر الرزامي، أن مجاميع حوثية حاولت التسلل نحو مواقع الجيش في تبة الحريوة والتباب المجاورة لها وجبل حصمي وتباب جبل كنة، للمرة الثانية التي تندلع فيها المواجهات، إلا أن قوات الجيش تصدت لها. وأوضح المصدر نفسه أن «الاشتباكات تعد الأقوى بين الجيش الوطني والميليشيات في جبهة دمت منذ اندلاع المواجهات بين الجانبين مطلع شهر نوفمبر الماضي»، مؤكداً أن «قوات الجيش الوطني تواصل فرض الخناق على دمت في انتظار ساعة الصفر لاقتحامها وتطهيرها من الميليشيات».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.