الأمم المتحدة: الدعم السعودي ـ الإماراتي يحسن حياة 8 ملايين يمني شهرياً

لوكوك أعلن مضاعفة المنظمة الدولية قدراتها في عدن

الربيعة ولوكوك في المؤتمر الصحافي الذي عقد بالرياض أمس («الشرق الأوسط»)
الربيعة ولوكوك في المؤتمر الصحافي الذي عقد بالرياض أمس («الشرق الأوسط»)
TT

الأمم المتحدة: الدعم السعودي ـ الإماراتي يحسن حياة 8 ملايين يمني شهرياً

الربيعة ولوكوك في المؤتمر الصحافي الذي عقد بالرياض أمس («الشرق الأوسط»)
الربيعة ولوكوك في المؤتمر الصحافي الذي عقد بالرياض أمس («الشرق الأوسط»)

قال مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق الإغاثة، إن الأموال السعودية والإماراتية التي تلقتها الأمم المتحدة تؤدي إلى تحسين حياة 8 ملايين يمني شهرياً، مقدماً شكره لهذا الالتزام من دول التحالف في تخفيف المعاناة عن الشعب اليمني الذي يعيش تحت وطأة الحرب منذ العام 2014.
وعلى مدى نحو 90 دقيقة، واجه لوكوك سيلاً من الأسئلة والانتقادات الإعلامية لدور المنظمات الأممية في اليمن، وتماهيها مع الميليشيات الحوثية وعدم الضغط عليها لإيصال المساعدات الإنسانية للمواطنين اليمنيين. وحاول تفادي ذلك بالقول: «نريد التركيز على نتائج المساهمة السعودية والإماراتية في إنقاذ حياة ملايين اليمنيين (...) شكراً للسعودية، شكراً للإمارات، شكراً لكل المعونات والدعم الذي تلقيناه خلال هذا العام، أنتم تنقذون حياة آلاف اليمنيين حتى في ظل الأوضاع الحالية الصعبة».
وأكد لوكوك في رده على سؤال «الشرق الأوسط»، أن الأمم المتحدة موجودة في العاصمة المؤقتة عدن بمكاتب وموظفين منذ العام الماضي، وقال: «للتو عدت من عدن، وفي زيارتي الماضية لعدن قابلت الكثير من خبراء وموظفي الأمم المتحدة الذين يعملون منذ عام في مكاتب الأمم المتحدة هناك، وهذه المرة قابلت ضعف عدد موظفي الأمم المتحدة لأننا ضاعفنا قدراتنا في عدن».
إلى ذلك، رفضت دول التحالف أي استغلال للوضع الإنساني في اليمن لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية أو أي أهداف أخرى، وأوضح الدكتور عبد الله الربيعة المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، خلال مؤتمر صحافي مع لوكوك في الرياض، أمس، أن دول التحالف تؤكد دعمها لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك فتح ميناء جازان والمعابر البرية حرصاً على جميع الشعب اليمني، ونطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بوضع حد للانتهاكات الحوثية تجاه المساعدات الإنسانية، بما في ذلك مراقبة ميناء الحديدة، وضمان وصول ما ينتج عنه لصالح الشعب اليمني من خلال البنك المركزي في عدن.
وفي لهجة بدت شديدة، طالب الربيعة منظمات الأمم المتحدة، التي أشاد بجهودها في رفع معاناة الشعب اليمني، بسرعة تنفيذ المشروعات المطروحة في خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2018، التي مُوِّلت من السعودية والإمارات والكويت وبقية الدول، وتابع: «ما زالت نسب التنفيذ أقل من المأمول، كما يتطلع المركز إلى اضطلاع جميع المنظمات الدولية والمحلية في تحري الوصول إلى كل يمني محتاج، ومنع انتهاك أو استغلال تلك المساعدات من قبل الميليشيات الحوثية، ونطمح أن تقوم الأمم المتحدة بالتعاون مع مركز الملك سلمان والمؤسسات العلمية المختصة بدراسة الاحتياجات الإنسانية في اليمن وفق المعايير العلمية المتعارف عليها دون أي تأثير».
بالعودة لمارك لوكوك مساعد الأمين العام لشؤون الطوارئ، بيّن أنه أمضى ساعتين مع الدكتور الربيعة للاطلاع على نتائج المساهمة السعودية والإماراتية التي صرفت لإنقاذ حياة اليمنيين، على حد تعبيره، وقال: «تساهم هذه المعونات في إنقاذ حياة 8 ملايين شخص شهرياً، على سبيل المثال 5.7 مليون يمني تتحسن حياتهم في القطاع الصحي شهرياً، و4.5 مليون حصلوا على خدمات ماء أفضل، فيما حصل 6 ملايين يمني على تغذية أفضل، بمشاركة 200 منظمة إنسانية».
وتحاشى لوكوك الإجابة عن سؤال بشأن مساهمة إيران في تقديم المساعدات الإنسانية لليمن منذ بدء الصراع، طالباً العودة لموقعه الرسمي والبحث عن تفاصيل مساهمة كل دولة على حده.
بشأن الوضع في الحديدة، جدد مساعد الأمين العام تأكيده أن الأمم المتحدة عرضت على الأطراف اليمنية الاضطلاع بدور أكبر في الإشراف على الميناء ومباني المساعدات الإنسانية، لافتاً إلى أن هذا الدور يحتاج لموافقة الأطراف اليمنية.
مارك لوكوك وعد بأن تقوم الأمم المتحدة بتحسين جودة بياناتها ومعلوماتها عن الوضع في اليمن خلال الفترة المقبلة، مبيناً أن العمل في وضع الحرب يُصعّب الحصول على هذه المعلومات بسهولة، وأردف: «الأمم المتحدة أكلمت مسحاً ضخماً عن الغذاء والأمن الغذائي في 330 منطقة يمنية، وقد أوضحنا لكل الأطراف أن عليهم التعاون، والنتائج ستعلن خلال أيام، نحن ملتزمون بتحسين جودة المعلومات والأدلة التي لدينا، (...) وأوافق الدكتور الربيعة أن نعمل معاً لتحسين جودة هذه المعلومات».
وشدد على أهمية إنهاء الحرب في اليمن، ليتمكن السكان من الحصول على المساعدات، وتتحسن أوضاعهم، مبيناً أن الخطوة الأولى لوقف الحرب هي انخراط الأطراف اليمنية في مشاورات السويد التي يقودها مارتن غريفيث خلال الأيام المقبلة.
وأضاف: «الأمم المتحدة تعترف بالحكومة الشرعية اليمنية، وجئت للتو من عدن حيث قابلت رئيس الوزراء وعدداً من الوزراء، لكن هذه حرب وهناك أشخاص في مختلف المناطق بما فيها المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، ومسؤوليتنا، بحسب قرارات الأمم المتحدة، هي توفير المساعدات الإنسانية لإنقاذ أرواح كل الأشخاص الذين يحتاجون أينما كانوا».
وعبَّر لوكوك عن تفهمه لانزعاج مختلف الأطراف من بيانات الأمم المتحدة، لافتاً إلى أن الجميع يتهمنا بأننا «غير محايدين، ونحن معتادون على ذلك، نعمل قصارى جهدنا لتوزيع المساعدات بشكل عادل، وأتفهم عدم رضا الجميع عن وصفنا الأحداث، لكننا نسعى أن نكون متوازنين».


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.