مناورة عسكرية مصرية - فرنسية بالبحر الأحمر لمجابهة تهديدات إرهابية

السيسي يفتتح اليوم معرضاً للصناعات العسكرية بمشاركة 41 دولة

جانب من التدريبات البحرية العسكرية المصرية الفرنسية في البحر الأحمر (المتحدث العسكري المصري)
جانب من التدريبات البحرية العسكرية المصرية الفرنسية في البحر الأحمر (المتحدث العسكري المصري)
TT

مناورة عسكرية مصرية - فرنسية بالبحر الأحمر لمجابهة تهديدات إرهابية

جانب من التدريبات البحرية العسكرية المصرية الفرنسية في البحر الأحمر (المتحدث العسكري المصري)
جانب من التدريبات البحرية العسكرية المصرية الفرنسية في البحر الأحمر (المتحدث العسكري المصري)

نفذت عناصر من القوات البحرية المصرية والفرنسية تدريباً بحرياً عابراً بنطاق قاعدة البحر الأحمر البحرية، باشتراك السفينة الحربية الفرنسية «كوربيت» وعدد من القطع البحرية المصرية، وفقاً لبيان أصدره أمس، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية، العقيد تامر الرفاعي.
تضمن التدريب تنفيذ كثير من الأنشطة، منها تشكيلات الإبحار نهاراً وليلاً، التي تظهر مدى قدرة الوحدات البحرية المشاركة على اتخاذ أوضاعها بدقة وسرعة عالية، وتمارين دفاع جوي جاف ورماية بالمدفعية للتدريب على كيفية توفير الحماية للوحدات البحرية أثناء عبورها بالمناطق الخطرة، وتنفيذ سيناريو لمجابهة التهديدات التي تواجه الأمن البحري ومكافحة الإرهاب، والتدريب على حماية سفينة ذات شحنة مهمة، وممارسة حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها.
وأوضح البيان، أن التدريب يهدف إلى صقل مهارات وقدرات القوات المشاركة وتبادل الخبرات بين الجانبين المصري والفرنسي، بما يساهم في رفع الكفاءة القتالية للقوات البحرية لكلا البلدين وصولاً لأعلى معدلات الكفاءة والاستعداد لتنفيذ أي مهام مشتركة تحت مختلف الظروف. وأوضح أنه يأتي في إطار دعم العلاقات المتميزة وتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة المصرية ونظائرها من الدول الصديقة والشقيقة.
من جهة أخرى، يفتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (الاثنين)، معرض الدفاع والتسليح «إيديكس 2018‬»، الذي يعد الأول في منطقة شمال ووسط أفريقيا.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أمس، إن المعرض سيشهد مشاركة دولية وإقليمية واسعة من الشركات العالمية والمصرية المتخصصة في هذا المجال، كما يعد المعرض الذي يعقد في الفترة من 3 إلى 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، منصة عالمية لعرض أحدث المنتجات العسكرية للدول المشاركة، وآخر ما وصلت إليه تكنولوجيا الصناعات الدفاعية في العالم.
وأكد السفير راضي أن إقامة المعرض تؤكد وضع مصر كدولة رائدة وفاعلة وصاحبة قدرة على تنظيم مثل هذه الفعاليات العسكرية الدولية الرفيعة. الأمر الذي يرسخ للدور الذي تقوم به مصر في المنطقة، ويؤكد مساهمتها في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وكان اللواء محمد العصار، وزير الدولة للإنتاج الحربي، أكد خلال مؤتمر صحافي قبل أيام، أن القيادة السياسية تولي اهتماماً ودعماً كبيراً لهذا المعرض؛ ليكون حدثاً عالمياً بارزاً بين المعارض والمؤتمرات العالمية المماثلة، موضحاً أن المعرض يعقد بمشاركة أكثر من 373 شركة عارضة يمثلون 41 دولة من جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى حضور كثير من الوفود الرسمية لوزراء دفاع ورؤساء أركان ووزراء الإنتاج الحربى من مختلف الدول، ومن المتوقع حضور أكثر من 10000 زائر من كبار العسكريين والمصنعين للمعدات الدفاعية على مدار 3 أيام، المقام بها المعرض.
يتضمن المعرض أعمال التطوير والتحديث الهائلة التي تقوم بها القوات المسلحة المصرية؛ لتطوير مركز السوق المصرية في تجارة الأسلحة الدفاعية والتكنولوجيا الأمنية، التي تعتبر جزءاً من خطة مصر في مكافحة الإرهاب، ومنع المخاطر التي تهدد أمن الدولة، بل تمتد هذه الجهود إلى دعم الخطط العالمية؛ لتحقيق الأمن والاستقرار للدول.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.