أظهرت لقطات فيديو بثتها وكالة «أسوشيتيد برس» أعمال الشغب التي وقعت في العاصمة الفرنسية باريس، أمس (السبت)، حيث أحرق متظاهرون عدداً من السيارات وجرى نهب متاجر، في مشهد أشبه بحرب الشوارع، بين السيارات المحترقة وسحب الغازات المسيلة للدموع.
وفي الساحة، انبعث دخان كثيف يحجب واجهة قصر غارنييه (مبنى الأوبرا). وقد أضرمت النار بفرش في مواجهة المقهى الأنيق «كافيه دو لا بي» من قبل المتظاهرين الذين اجتاحوا شوارع باريس؛ بعضهم للاحتجاج على السياسة الضريبية والاجتماعية للحكومة، وآخرون للتصدي لقوات حفظ الأمن، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقد أغلقت كل مداخل المقهى العريق الذي علق فيه بعض الزبائن. وقال نادل لسياح كانوا يحاولون الدخول إن المقهى «مغلق».
وبثت «الوكالة الفرنسية» لقطات فيديو لأعمال الشغب في محطة سكة الحديد في شارع دي ريفولي وسط باريس، ما أدى إلى إصابة شخص واحد على الأقل.
وأثارت مجموعة من الشبان الملثمين، حمل بعضهم قضباناً معدنية وفؤوساً، الشغب في شوارع وسط باريس، أمس (السبت)، وأحرقوا أكثر من عشر سيارات وأشعلوا النار في مبانٍ، وذلك على هامش مظاهرات لحركة «السترات الصفراء» التي تحتج على زيادة الضرائب وتراجع القدرة الشرائية.
من جانبه، توجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مباشرة، إلى قوس النصر بعد عودته لباريس، اليوم الأحد، قادماً من الأرجنتين ليتفقد الأضرار التي لحقت بالمعلم الشهير خلال أحداث الشغب أمس السبت.
وكان ماكرون قد أكد في تصريحات أمس (السبت)، أنه لن يرضى «أبداً بالعنف» الذي اندلع في باريس، لأنه «لا يمتّ بصلة إلى التعبير عن غضب مشروع».
وقال ماكرون في ختام قمة مجموعة العشرين، إنّ «أي قضية لا تبرّر مهاجمة قوات الأمن ونهب محال تجارية وتهديد مارة أو صحافيين وتشويه قوس النصر».
وأضاف أن «مرتكبي أعمال العنف هذه لا يريدون التغيير. لا يريدون أي تحسن. إنهم يريدون الفوضى: إنهم يخونون القضايا التي يدعون خدمتها ويستغلونها. سيتم تحديد هوياتهم وسيحاسبون على أفعالهم أمام القضاء».
وأعلن أنه «دعا إلى اجتماع وزاري مع الأجهزة المعنية» يُعقد صباح اليوم (الأحد) لدى عودته إلى باريس.
وتابع ماكرون: «سأحترم الاحتجاج على الدوام، سأستمع إلى المعارضة على الدوام، لكنني لن أرضى أبداً بالعنف».
في سياق متصل، قال بنجامين جريفو المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، اليوم (الأحد)، إن البلاد ستدرس فرض حالة الطوارئ للحيلولة دون تكرار مشاهد بعض أسوأ الاضطرابات المدنية منذ أكثر من عشر سنوات، ودعا المحتجين السلميين إلى التفاوض.
وقال جريفو لراديو «أوروبا 1»، «علينا التفكير في الإجراءات التي يمكن اتخاذها حتى لا تتكرر هذه الوقائع».
ورداً على سؤال عن إمكانية فرض حالة الطوارئ، ذكر جريفو أن الرئيس ورئيس الوزراء ووزير الداخلية سيناقشون كل الخيارات المتاحة لهم خلال اجتماع اليوم (الأحد).