انطلاقة مبكرة للصراع الانتخابي في إسرائيل

ليفني تعد بالتنسيق مع عباس وباراك يحاول إيجاد منافس لنتيناهو

تسيبي ليفني - بنيامين نتنياهو - ايهود باراك
تسيبي ليفني - بنيامين نتنياهو - ايهود باراك
TT

انطلاقة مبكرة للصراع الانتخابي في إسرائيل

تسيبي ليفني - بنيامين نتنياهو - ايهود باراك
تسيبي ليفني - بنيامين نتنياهو - ايهود باراك

قال مسؤول إسرائيلي انه يتوقع انتخابات إسرائيلية مبكرة على الرغم من مضي الحكومة الحالية في عملها.
وأعلن عضو الكنيست عن حزب الليكود ديفيد بيتان ان الانتخابات الإسرائيلية، ستكون في شهر مايو (أيار) ولن تكون في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام المقبل.
وحذر بيتان من تأثير أي اتهامات ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على مواصلة عمل الحكومة، وربما الحكومة المقبلة أيضاً. وجاءت تصريحاته في وقت بدأ رؤساء أحزاب إسرائيلية وسياسيين بالعمل على تغيير الخريطة الحزبية والانتخابية في أي انتخابات مبكرة متوقعة.
وأكدت تسيبي ليفني زعيمة المعارضة الإسرائيلية، وآفي غاباي زعيم حزب العمل المعارض، أمس، أنهم يعملون من أجل إسقاط حكم بنيامين نتنياهو وإحداث ثورة تمنعه من تولي رئاسة الوزراء مستقبلاً.
وقالت ليفني في تصريحات أوردها موقع «واللا»، الإسرائيلي: «أنا أعمل مع أصدقائي لإحداث ثورة تسقط حكم نتنياهو للأبد». وأضافت: «نتنياهو يستخدم الحاجات الأمنية من أجل عدم الذهاب إلى الانتخابات». وأكدت على أنها غير مستعدة لتكون معه في حكومة واحدة في ظل الفساد الذي يشوبه.
واعتبرت ان نتنياهو تمكن من انقاذ حكومته الحالية باستخدام فزاعة الأمن بعدما كادت تنهار بسبب انسحاب حزب وزير الأمن افيغدور ليبرمان الذي اتهم الحكومة بالجبن أمام «حماس». وحافظ نتنياهو على ائتلاف هش للغاية يمكن ان يتسبب في اسقاطه انسحاب أي طرف.
ولزيادة الضغط على نتيناهو، قال غاباي، بأنه لن يجلس في حكومة يرأسها نتنياهو في المستقبل. واضاف: «علينا قيادة البلاد واتخاذ قرارات جوهرية من أجل المصلحة العليا لإسرائيل بدلا من المصالح السياسية الحزبية».
واكد غاباي انه هناك العديد من السياسيين الإسرائيليين يعتقدون أنه من الممكن تغيير النظام وإدارته بطريقة مختلفة.
وتسعى كل من ليفني وغاباي الى تشكيل معسكر يمكنه هزم الليكود وشركائه في ظل الخلافات التي تعصف باليمين. وتعهدت ليفني انه في حال فاز المعسكر الصهيوني بالانتخابات المقبلة، فإنه سيجدد المفاوضات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)».
وأوضحت ليفني أن خطتها قائمة على الانفصال عن الفلسطينيين ضمن مفاوضات مع أبو مازن. وأضافت «لن نبني مستوطنات معزولة تجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق». واشارت إلى أن هدفها إقامة دولة يهودية ديمقراطية.
واعاد الاستعداد الى انتخابات مبكرة في إسرائيل الى الواجهة على ما يبدو رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أيهود باراك، الذي واصل عقد لقاءاته مع مسؤولي الأحزاب المعارضة لنتنياهو.
ووفقا للقناة العبرية العاشرة، فإن باراك التقى يوم الأربعاء الماضي، مع آفي غاباي زعيم حزب العمل وأحد أقطاب المعارضة للتباحث حول الوضع السياسي في إسرائيل. وأشارت القناة إلى أن باراك كان التقى مع تسيبي ليفني وموشيه يعلون، مشيرةً إلى أن باراك سيلتقي مع المزيد من المعارضين لنتنياهو في محاولة لتشكيل تحالف ضده. وبحسب القناة، فإن البت في قضية التكتل من اليسار والوسط لن يتم قبل أن يتم تحديد موعد لإجراء الانتخابات.
وفي مؤشر قوي على صراع مرير مرتقب، كان أعضاء مركز حزب الليكود تبنوا اقتراح نتنياهو بتبكير الانتخابات التمهيدية لزعامة الحزب، الأمر الذي يرجح كفته للفوز برئاسة الحزب من جديد وعلى الأرجح سيضمن هذا الموقع لنفسه حتى 2023 على الأقل، في ظل غياب مرشحين بارزين آخرين.
ويتوقع أن تجري الانتخابات التمهيدية على زعامة حزب الليكود الحاكم في 23 فبراير (شباط) المقبل، كما أقر أعضاء مركز حزب الليكود.
ويشير تبكير الانتخابات التمهيدية في الحزب الحاكم في اسرائيل الى أن نتيناهو يخشى على موقعه، خصوصا وانه يترأس ائتلاف حكومي ضيق مكوّن من 61 عضو كنيست (من أصل 120 عضو في البرلمان الاسرائيلي). وهذا الائتلاف الهش يشكل مصدر قلق كبير لرئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يواجه معارضة داخلية أيضا داخل الحزب، ومن أبرز الشخصيات التي تهدد نتنياهو وزير الداخلية السابق جدعون ساعر الذي يعتبر من أبرز الوجوه الصاعدة في حزب الليكود، والذي استقال من العمل السياسي ودارت شائعات حول احتمال منافسته لنتنياهو على زعامة حزب الليكود.
واختير وزير الرفاه الاجتماعي حاييم كاتس المقرب من نتنياهو رئيسا لمركز الحزب، بعدما تغلب في التصويت بفارق 250 صوتا فقط على رئيس الائتلاف الحكومي عضو الكنيست تساحي هنغبي، وعضو الكنيست دودي أمساليم ونائب الوزير يارون مازوز.
وقال كاتس عقب فوزه: «باشر حزب الليكود اليوم بعملية استفاقة ومن هنا سنمضي ونعزز قوتنا، سنتكتل لأجل نجاح الحزب والحفاظ على إسرائيل».
ويعد اختيار كاتس لرئاسة مركز الليكود والذي يضم الناشطين المركزيين في الحزب، عملياً، فشلاً لنتنياهو، إذ أنه دعم المرشح الآخر - رئيس لجنة الدفاع والشؤون الخارجية في الكنيست - تساحي هنغبي.
وعلل نتنياهو تقديم الانتخابات التمهيدية بقوله: «نريد أن نكون جاهزين لأي سيناريو. اذا طرأ أي شيء ووجدنا أنفسنا وسط سيناريو انتخابات سنكون مستعدين. فنحن في ائتلاف من 61 عضوا فقط».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.