استقالة جديدة من حكومة ماي بسبب «بريكست»

وزير العلوم والجامعات سام غيما
وزير العلوم والجامعات سام غيما
TT

استقالة جديدة من حكومة ماي بسبب «بريكست»

وزير العلوم والجامعات سام غيما
وزير العلوم والجامعات سام غيما

تكشف استقالة وزير الدولة البريطاني المكلف العلوم سام غيما من الحكومة أمس، هشاشة وضع رئيسة الحكومة تيريزا ماي، وذلك قبل أيام من تصويت مجلس العموم على الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي في 11 من الشهر الحالي، وسط أجواء تشكك بالنتيجة المحتملة لهذا التصويت.
وقدم غيما استقالته احتجاجاً على الاتفاق حول «بريكست» الذي توصلت إليه رئيسة الحكومة تيريزا ماي مع الاتحاد الأوروبي. وقال الوزير في مقالة نشرتها صحيفة «دايلي تلغراف» السبت: «أنا غير قادر على دعم مشروع بريكست لرئيسة الحكومة». وقال الوزير المستقيل الذي دافع عن إبقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء يونيو (حزيران) 2016: «لقد تخلينا عن صوتنا وعن اقتراعنا وعن حقنا بالفيتو». وغيما من حزب المحافظين، كما أنه نائب في مجلس العموم. وكانت ماي توصلت إلى اتفاق على طريقة خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في ختام 17 شهراً من المفاوضات الصعبة بين الطرفين. ويشرح الوزير المستقيل أن قرار تيريزا ماي بالتخلي عن حق المملكة المتحدة بالاتصال بنظام غاليليو الأوروبي لتحديد المواقع عبر الأقمار الاصطناعية، هو الذي دفعه إلى الاستقالة.
وأعلنت لندن عزمها إقامة نظام مماثل خاص بها لتحديد مسار السفن عبر الأقمار الاصطناعية. كما قال غيما في تصريح إلى «بي بي سي راديو4» صباح أمس (السبت): «ما حصل مع غاليليو ما هو إلا مقدمة بسيطة للمفاوضات القاسية التي تنتظرنا» بعد «بريكست» المقرر في 29 من مارس (آذار) 2019 «والتي ستضعف مصالحنا الوطنية وتفقرنا وتخرب أمننا». وأضاف أن المملكة المتحدة استثمرت في غاليليو، مضيفاً: «لن نسترجع شيئاً من أموالنا هذه».
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية قد قالت يوم الجمعة، إن بلادها لن تستخدم مشروع الفضاء غاليليو التابع للاتحاد الأوروبي للدفاع أو للبنية الوطنية الأساسية المهمة بعد خروجها من الاتحاد. ويطور الاتحاد الأوروبي مشروع غاليليو لمنافسة نظام تحديد المواقع العالمي الأميركي (جي بي إس). ونشب خلاف بشأن غاليليو في وقت سابق من العام الحالي عندما اتهمت لندن، الاتحاد الأوروبي، باستبعاد الشركات البريطانية من المشروع قبل عملية الخروج. وقال مكتب ماي إن بريطانيا ستدرس خيارات بناء نظام خاص بها لتحديد المواقع من خلال الأقمار الاصطناعية للمساعدة في توجيه الطائرات المسيرة العسكرية وإدارة شبكات الطاقة. وستعمل بريطانيا مع الولايات المتحدة لاستمرار استخدامها لنظام «جي بي إس».
بالمقابل، تلقت تيريزا ماي دعم الوزير المكلف شؤون البيئة مايكل غوف، الذي كان من أبرز الناشطين في حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء عام 2016. وقال غوف لصحيفة «دايلي ميل» السبت، إنه إذا كان من الصعب القول إن اتفاق الطلاق «كامل (...) من الصعب أيضاً على الدوام الحصول على ما نريده». ودعا غوف، النواب المحافظين، الذين يهددون بالتصويت ضد الاتفاق إلى دعمه، وحذرهم بالقول إن رفض اتفاق الطلاق في مجلس العموم «قد يهدد» عملية خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.