«مُحبة للسلام»... ما لا تعرفه عن القبيلة المنعزلة التي قتلت أميركياً بالهندhttps://aawsat.com/home/article/1486311/%C2%AB%D9%85%D9%8F%D8%AD%D8%A8%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%C2%BB-%D9%85%D8%A7-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%81%D9%87-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A8%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B9%D8%B2%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D9%82%D8%AA%D9%84%D8%AA-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7%D9%8B-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%86%D8%AF
«مُحبة للسلام»... ما لا تعرفه عن القبيلة المنعزلة التي قتلت أميركياً بالهند
فرد من قبيلة سينتينيليس يحمل قوسا في جزر أندمان الهندية (أ.ف.ب)
نيودلهي:«الشرق الأوسط»
TT
نيودلهي:«الشرق الأوسط»
TT
«مُحبة للسلام»... ما لا تعرفه عن القبيلة المنعزلة التي قتلت أميركياً بالهند
فرد من قبيلة سينتينيليس يحمل قوسا في جزر أندمان الهندية (أ.ف.ب)
ضجت وسائل الإعلام العالمية بقصة القبيلة البدائية المنعزلة التي قتلت سائحا أميركيا حاول الاقتراب منها في جزر أندمان ونيكوبار الهندية، الشهر الماضي.
ويسكن الجزر المنعزلة بالكامل قبيلة «سينتينيليس»، التي يُعتقد أنها آخر قبائل ما قبل العصر الحجري الحديث على وجه الأرض.
يشار إلى أنه لم يصل أي شخص جزيرة «نورث سينتينيل»، التي تعد جزءا من أرخبيل أندمان ونيكوبار، منذ أواخر التسعينات، حيث إن أفراد قبيلة سينتينيليس معرضون للإصابة بالعدوى من الغرباء، كما أنه من المعروف أنهم يهاجمون أي شخص يقترب منهم.
وفي عام 2006، قتلت قبيلة سينتينيليس صيادَين كان خطّاف قاربهما قد انفك من المرساة بينما كانا نائمين وانجرفا إلى شاطئ الجزيرة.
ورغم الأعمال الإجرامية التي عرف عنهم ممارستها، يرفض عالم الأنثروبولوجيا تان بانديت الذي تمكن من عقد أول لقاء مع القبيلة عام 1991، فكرة أنهم عدوانيون بطبيعتهم، وذلك وفقا لتقرير نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وأوضح بانديت: «إنهم شعب محب للسلام».
ويوافق فيفيك راي، كبير الإداريين السابقين لجزر أندمان ونيكوبار، وهو الإقليم الهندي الذي يضم القبيلة المنعزلة، بانديت الرأي، حيث أشار إلى أن «عداء تلك القبيلة مجرد علامة على عدم شعورهم بالأمان».
وأفاد بانديت بأن تصرفاتهم التي يصفها الكثيرون بالبربرية والهمجية تجاه الغرباء تم تناقلها عبر الأجيال، وهي ليست وليدة عصرنا الحالي.
ويوضح التقرير أنه قبل قرون من الزمن، كان أرخبيل أندمان نقطة جذب لتجار الرقيق البورميين الذين قاموا بخطف أعضاء من القبيلة وتاجروا بهم في أسواق الرقيق بجنوب شرقي آسيا.
وأصبحت الجزيرة التي تسكنها القبيلة مستعمرة بريطانية في عام 1857، وسجناً لأولئك الذين شاركوا في التمرد الهندي ضد الحكم الاستعماري في شبه القارة الهندية.
ومارس المستعمرون آنذاك أعمالا عدائية كثيرة بحق قبيلة سينتينيليس، من بينها الخطف والتعذيب والترهيب، بحسب كلير أندرسون، أستاذة التاريخ في جامعة «ليستر».
وتعرضت القبيلة التي خضعت للحكم البريطاني حينها لأمراض وتحديات عدة، ساهمت في تراجع عدد أفرادها عبر السنوات، حيث تقلص العدد من 5000 فرد في عام 1858 إلى 460 شخصا بحلول عام 1931.
وكان موريس فيدال بورتمان، وهو قائد سابق في البحرية البريطانية قد قال في إحدى المرات إن «علاقة القبائل مع الغرباء لم تجلب لهم سوى الأذى والموت»، مبررا بذلك السبب وراء إصرارهم على عدم التواصل مع العالم الخارجي.
وأضاف: «وهذا أمر يؤسفني جداً أن مثل هذه القبيلة اللطيفة تتعرض لخطر الانقراض».
إطار أندرو سكوت المكسور وصبيُّ السترة الحمراء يُحرِّران أحزانهhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5091805-%D8%A5%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D8%A3%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9%88-%D8%B3%D9%83%D9%88%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%B3%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%B5%D8%A8%D9%8A%D9%91%D9%8F-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%8A%D9%8F%D8%AD%D8%B1%D9%91%D9%90%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D9%86%D9%87
إطار أندرو سكوت المكسور وصبيُّ السترة الحمراء يُحرِّران أحزانه
الحركة والفعل يتلازمان في الرسم على شكل تحوّلات (أندرو سكوت)
الشكل الإنساني بالسترة الحمراء والبنطال الرمادي، يتحرّك وسط الأُطر فيُحرّرها من ثباتها ويمنحها أنفاس الحياة. رسمُ الفنان الأميركي أندرو سكوت ظاهرُه فكرةٌ واحدة، وفي عمقه ولّادٌ وغزير. بطلُه بشريٌ يُطلق سراح المحبوس ويُجرّده من سجّانه؛ وهو هنا إطار اللوحة. ذلك القادر على ضبطها والتحكُّم بمساحتها، ثم إحالتها على قدرها: معانقة الجدار. التحريك الطارئ على المشهد، يُعيد صياغته بمَنْحه تعريفاً جديداً. الحركة والفعل يتلازمان في فنّ أندرو سكوت، على شكل تحوّلات فيزيائية تمسّ بالمادة أو «تعبث» بها لتُطلقها في فضاء أوسع.
في ثلاثينه (مواليد 1991)، يمتاز أندرو سكوت بفرادة اللمسة لإضفائه تعديلاً على مفهوم الإطار، ومَيْله إلى تفضيل الوسيط المُحطَّم، مثل الزجاج، وما يطمُس الخطّ الفاصل بين الموضوع وحدوده، فإذا بالإطار المكسور يستميل الناظر إليه ويوقظ سؤال الـ«لماذا»؛ جرَّار الأسئلة الأخرى.
تُحاور «الشرق الأوسط» الفنان الشهيرة حساباته في مواقع التواصل، والمعروضة أعماله حول العالم؛ من إيطاليا وألمانيا إلى نيويورك... يعود إلى «سنّ مبكرة من حياتي حين شغفني الفنّ وكوَّنتُ ذكريات أولى عن الإبداع بحبسي نفسي في غرفتي بعد المدرسة للرسم لساعات». شكَّلت عزلته الإبداعية «لحظات هروب من العالم»، فيُكمل: «بصفتي شخصاً عانيتُ القلق المتواصل، بدا الفنّ منفذاً وتجربة تأمّلية».
لكنَّ الإنجاز الفنّي لم يكن دائماً جزءاً من حياته: «في سنّ الـ13 تقريباً، تضاءل شغفي بالرسم. هجرتُ قلمي حتى سنّ الـ28. طريقي إلى الفنّ طويلة ومتعرّجة. لـ10 سنوات عملتُ في كتابة الإعلانات، وخضتُ تجربة زواج فاشل. أدمنتُ المُخدِّر وواجهتُ تحدّيات أخرى. بُعدي عن الفنّ لـ15 عاماً، شكَّل أسلوبي».
تسلَّل عدم الرضا لتعمُّق المسافة بينه وبين الرسم: «شعرتُ بحكَّة إبداعية، ولم أكن متأكداً من كيفية حكِّها! التبس السبب وراء عجزي عن العودة إلى الرسم. تفشَّى الوباء وفقدتُ وظيفتي، لأقرر، هنا فقط، إحياء شغفي بالإبداع».
شخصيته أقرب إلى الانطوائية، باعترافه، ويفضِّل عدم الخوض في مسارات حياته، وإنْ لمحاولة التعمُّق في قراءة فنّه. ذلك يُفسّر تطلُّعَه إلى شهرته في مواقع التواصل، بأنها «أقرب إلى الشرّ الضروري منه إلى المتعة». فتلك المساحة المُضاءة تُشعره بأنه «فنان بدوام كامل»؛ يُشارك أعماله مع العالم. لكنَّ متعة هذا النشاط ضئيلة.
وماذا عن ذلك الصبي الذي يتراءى حزيناً، رغم ارتكابه فعلاً «حراً» بإخراج الإطار من وظيفته؟ نسأله: مَن هو صبيّك؟ فيجيب: «أمضيتُ فترات من الأحزان والوحدة. لم يحدُث ذلك لسبب. على العكس، أحاطني منزل العائلة بالأمان والدفء. إنها طبيعتي على الأرجح، ميَّالة إلى الكآبة الوجودية. أرسم الطفل ليقيني بأنه لا يزال ثمة واحد في دواخلنا جميعاً. جوابي على (مَن هو صبيُّك؟) يتغيَّر. على الأرجح إنه بعضي».
رغم سطوع الحزن، يتلألأ الأمل ويعمُّ في كل مرة يُكسَر الإطار لتخرج منه فكرة مضيئة. يؤيّد أندرو سكوت هذه النظرة. فالأُطر المكسورة تُشبه مرايا حياته. لسنوات ارتمى في الفخّ، ثم تحرَّر: فخّ العادة السيئة، الكسل، التأجيل، العجز، والتخبُّط. كسرُه الإطار إعلانٌ لحرّيته.
لعلَّ إعلان الحرّية هذا يشكّل إيماناً بالنهايات السعيدة ويجترح مَخرجاً من خلال الفنّ. فأندرو سكوت يفضِّل فناً على هيئة إنسانية، لا يركُن إلى الأفراح حسراً، لاستحالة ثبات الحالة النفسية والظرف الخارجي على الوضع المُبهج. يقول: «أحب تصوير الحالة الإنسانية، بنهاياتها الحلوة والمريرة. ليست كل الأشياء سعيدة، وليست أيضاً حزينة. أمام واقعَي الحزن والسعادة، يعكُس فنّي النضال والأمل».
وتُفسِّر فتنتُه بالتحوّلات البصرية ضمن الحبكة، إخراجَ الإطار من دوره الكلاسيكي. فالتفاعل مع الأُطر من منطلق إخضاعها للتحوّل البصري النهائي ضمن حبكة الموضوع، ولَّده «بشكل طبيعي» التفكير بمعرضه الفردي. يقول: «لطالما فتنتني المنعطفات البصرية في الحبكة. لم يتأثر أسلوبي بفنانين آخرين. أمضيتُ معظم حياتي خارج عالم الفنّ، ولم أكُن على دراية بعدد من فناني اليوم المعاصرين. بالطبع، اكتشفتُ منذ ذلك الحين فنانين يتّبعون طرقاً مماثلة. يحلو لي التصديق بأنني في طليعة مُبتكري هذا الأسلوب».
فنُّ أندرو سكوت تجسيد لرحلته العاطفية وتأثُّر أعماله بالواقع. يبدو مثيراً سؤاله عن أعمال ثلاثة مفضَّلة تتصدَّر القائمة طوال تلك الرحلة، فيُعدِّد: «(دَفْع)، أو (بوش) بالإنجليزية؛ وهي الأكثر تردّداً في ذهني على مستوى عميق. لقد أرخت ظلالاً على أعمال أخرى قدّمتها. أعتقد أنها تُجسّد الدَفْع اللا متناهي الذي نختبره نحن البشر خلال محاولتنا الاستمرار في هذا العالم».
من المفضَّل أيضاً، «المقلاع»: «هي من الأعمال الأولى التي غمرها الضوء، ولها أمتنُّ. لقد شكَّلت تلك القطعة المُبكِرة كثيراً من نجاحي. أحبُّ رمزية المقلاع، فهي اختزال للبراءة والخطيئة في الوقت عينه».
ثالث المفضَّل هي «الغمّيضة»، أو «الاختباء والبحث»: «قريبة وعزيزة على قلبي لتحلّيها بالمرح. أراها تُجسّد نقاء الطفولة وعجائبها. إنها أيضاً اكتشاف مثير للاهتمام لشكل الإطار. فهو يرتكز عادةً، ببساطة، على مستوى واحد، وإنما هنا ينحني باتجاه الزاوية. أودُّ اكتشاف مزيد من الأفكار القابلة للتلاعب بالأشكال مثل هذه الفكرة».
هل تتأكّد، بهذا التفضيل، «مَهمَّة» الفنّ المتمثّلة بـ«حَمْل الرسالة»؟ رغم أنّ أندرو سكوت لا يعتقد بوجود قواعد عالمية في الفنّ، وإنما آراء شخصية فقط، يقول: «بالنسبة إليّ، الرسالة هي الأهم. ربما أكثر أهمية من مهارة الفنان. لطالما فضَّلتُ المفهوم والمعنى على الجمالية عندما يتعلّق الأمر بجودة الخطوط والألوان. أريد للمُشاهد أن يُشارك رسائلَه مع أعمالي. وبدلاً من قيادة الجمهور، أفضّل إحاطة فنّي بالغموض، مما يتيح لكل فرد تفسيره على طريقته».