مقتل 11 من «القاعدة» بغارة أميركية جنوب ليبيا

تحذير أممي من إعدامات في طرابلس

مقتل 11 من «القاعدة»  بغارة أميركية جنوب ليبيا
TT

مقتل 11 من «القاعدة» بغارة أميركية جنوب ليبيا

مقتل 11 من «القاعدة»  بغارة أميركية جنوب ليبيا

قتل 11 شخصاً على الأقل، في قصف جوي تبنته القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) أمس، مستهدفاً 3 سيارات في صحراء العوينات جنوب غربي ليبيا، في وقت أغلقت فيه المؤسسة الوطنية للنفط، أمس، عدداً من موانئ تصدير النفط الخام بسبب موجة طقس سيئ ضربت البلاد، بينما حذرت البعثة الأممية في البلاد من «عمليات الإعدام المتزايدة في العاصمة طرابلس، خارج إطار القانون».
وقالت «أفريكوم»، إنها نفذت بالتنسيق مع حكومة الوفاق الوطني الليبية «ضربة جوية دقيقة قرب منطقة العوينات في ليبيا، مساء أول من أمس، وقتلت 11 من إرهابيي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ودمرت 3 عربات». وأضافت في بيان، أمس: «نؤكد عدم إصابة أو مقتل مدنيين في الغارة»، لكن مدير العمليات الجنرال غريغ أولسن، قال: «(أفريكوم) ستستخدم الضربات الجوية الدقيقة كي لا تترك للإرهابيين ملاذاً آمناً في ليبيا، وسنواصل الضغط على شبكاتهم». وتعد هذه ثالث غارة أميركية تستهدف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في ليبيا، وأسفرت آخرها عن مقتل «إرهابي» في 13 يوليو (تموز) الماضي.
وقال شهود عيان ومصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن الضربة الجوية، التي استهدفت السيارات في المنطقة التي تبعد 120 كيلومتراً عن مدينة غات في الصحراء الليبية، أتت على غالبية من في العربات بشكل تام، مشيرين إلى أن فرق الهلال الأحمر التابع للمنطقة توجهت إلى مكان الحادث، وتمكنت من نقل مصاب، لكنه فارق الحياة فور وصوله إلى المستشفى.
في غضون ذلك، حذرت البعثة الأممية لدى ليبيا، من «تزايد عمليات القتل خارج نطاق القانون في العاصمة طرابلس». وقالت البعثة في بيان مساء أول من أمس: «لا تزال البعثة تتلقى تقارير عن مجموعات مسلحة تنفذ عمليات قتل خارج نطاق القانون في طرابلس، وهي ظاهرة شهدت تصاعداً في الأسابيع القليلة الماضية».
ورأت البعثة أنه «يتعين البتّ في المزاعم بارتكاب الجرائم والمنازعات الشخصية في أروقة المحاكم، لا من قبل المسلحين في الشوارع»، داعية السلطات في البلاد إلى اتخاذ التدابير اللازمة وعلى أساس النفاذ الفوري لحماية جميع الأشخاص من عمليات القتل التي تستهدف أشخاصاً بعينهم، وتوجيه رسالة قوية مفادها أن هذه الأفعال غير مقبولة على الإطلاق، وأن تدعم هذه الرسائل بتحقيقات ذات مصداقية لتحديد هوية مرتكبي هذه الجرائم ومحاسبتهم عليها.
واستطردت البعثة الأممية: «عمليات الإعدام خارج نطاق القانون ليست فقط أعمالاً بالغة الوحشية وتنتهك قوانين البلاد، بل إنها تنتهك القانون الدولي»، وانتهت متوعدة «المسؤولين عن ارتكابها أو إعطاء أوامر بها، بالعقاب الدولي».
في سياق قريب، كشفت الغرفة الأمنية في سبها (جنوب البلاد)، أن رئيس مجلس قبائل التبو بالمدينة الشيخ آدم أحمد نجا من محاولة اغتيال بنيران مسلحين مجهولين بالقرب من مركز سبها الطبي.
وقال المكتب الإعلامي للغرفة، في حسابه على «فيسبوك» مساء أول من أمس، إن المسلحين الذين كانوا يستقلون سيارة معتمة الزجاج أطلقوا وابلاً ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﺗﺠﺎﻩ آدم، لكنه لم يتعرض لأذى.
إلى ذلك، اتفق الاتحاد الأوروبي على تمويل البلديات الليبية، بقيمة 50 مليون يورو، ووقع الاتفاقية، أمس، وزير الحكم المحلي بداد قنصو، بحكومة الوفاق الوطني، بحضور القائم بالأعمال بالسفارة الإيطالية وممثلي «اليونيسيف» وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا والمنظمة الإيطالية للتنمية.
وتهدف الاتفاقية التي تمتد لـ3 سنوات، إلى تحسين الظروف المعيشية وقدرة السكان الأكثر ضعفاً في 24 بلدية، وتستهدف البلديات الأكثر تضرراً من تدفقات الهجرة وعمليات النزوح للسكان الليبيين.
وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط إغلاق عدد من موانئ تصدير النفط الخام في البلاد، أمس، بسبب سوء الأحوال الجوية. وقالت المؤسسة في بيان، أمس، إنه «توقفت عمليات تحميل النفط في موانئ رأس لانوف والزويتينة والزاوية والسدرة بشكل كامل بسبب الأمواج المرتفعة»، مشيرةً إلى أنها اضطرت أيضاً إلى إيقاف العمليات في ميناء البريقة ابتداءً من بعد ظهر أمس.
وأضافت المؤسسة أن الإنتاج انخفض بمقدار 150 ألف برميل في اليوم، ومن المرجح أن يزداد الانخفاض بمقدار 50 ألف برميل أخرى بسبب النقص في سعة الخزانات الإضافية.
وتوقعت المؤسسة أن تستنفد السعات التخزينية في السدرة، وبالتالي توقف الإنتاج خلال يومين في حالة استمرار سوء الأحوال الجوية، منوهة بأنه ومن المتوقع أن يتم خفض الإنتاج بحقل الشرارة بمقدار 150 ألف برميل أيضاً.


مقالات ذات صلة

تركيا: استضافة لافتة لرئيس وزراء كردستان ورئيس حزب «حراك الجيل الجديد»

شؤون إقليمية إردوغان مستقبلاً رئيس وزراء إقليم كردستاني العراق مسرور بارزاني (الرئاسة التركية)

تركيا: استضافة لافتة لرئيس وزراء كردستان ورئيس حزب «حراك الجيل الجديد»

أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباحثات مع رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، بالتزامن مع زيارة رئيس حزب «حراك الجيل الجديد»، شاسوار عبد الواحد

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا جنود ماليون خلال تدريبات عسكرية على مواجهة الإرهاب (أ.ف.ب)

تنظيم «القاعدة» يهاجم مدينة مالية على حدود موريتانيا

يأتي الهجوم في وقت يصعّد تنظيم «القاعدة» من هجماته المسلحة في وسط وشمال مالي، فيما يكثف الجيش المالي من عملياته العسكرية ضد معاقل التنظيم.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مقاتلان من الفصائل الموالية لتركيا في جنوب منبج (أ.ف.ب)

تحذيرات تركية من سيناريوهات لتقسيم سوريا إلى 4 دويلات

تتصاعد التحذيرات والمخاوف في تركيا من احتمالات تقسيم سوريا بعد سقوط نظام الأسد في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات بين الفصائل و«قسد» في شرق حلب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ علم أميركي يرفرف في مهب الريح خلف سياج من الأسلاك الشائكة في معسكر السجن الأميركي في خليج غوانتانامو (د.ب.أ)

بايدن يدفع جهود إغلاق غوانتانامو بنقل 11 سجيناً لعُمان

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها نقلت 11 رجلاً يمنياً إلى سلطنة عُمان، هذا الأسبوع، بعد احتجازهم أكثر من عقدين من دون تهم في قاعدة غوانتانامو.

علي بردى (واشنطن )
أميركا اللاتينية شرطة فنزويلا (متداولة)

السلطات الفنزويلية تعتقل أكثر من 120 أجنبياً بتهم تتعلق بالإرهاب

أعلن وزير الداخلية الفنزويلي ديوسدادو كابيلو، الاثنين، أن السلطات اعتقلت أكثر من 120 أجنبياً بتهم تتعلق بالإرهاب، عقب الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها.

«الشرق الأوسط» (كاراكاس )

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».