الأعراس الجماعية في ليبيا... خفض الإنفاق لتأسيس الحياة الزوجية

لجأ إليها العشرات وتحظى بدعم صندوق حكومي

جانب من عرس جماعي في الجفرة (جمعية دعم الزواج)
جانب من عرس جماعي في الجفرة (جمعية دعم الزواج)
TT

الأعراس الجماعية في ليبيا... خفض الإنفاق لتأسيس الحياة الزوجية

جانب من عرس جماعي في الجفرة (جمعية دعم الزواج)
جانب من عرس جماعي في الجفرة (جمعية دعم الزواج)

تخلى كثيرون من الليبيين، خصوصاً في جنوب البلاد، عن المغالاة في مهور الزواج، أمام أوضاع اقتصادية متردية، زادت من مستوى العنوسة بين الفتيات، ودفعت غالبية المواطنين إلى تدابير أكثر تيسيراً على الشباب، مثل الزواج الجماعي الذي يحظى بعضه بدعم من صندوق حكومي.
أحدث هذه الأعراس الجماعية عُقد في غات (جنوب البلاد) مساء أول من أمس، وضم 19 عريساً من أبناء المدينة الواقعة في قلب الصحراء الغربية، في حفل جماعي غلب عليه الموروث الثقافي، واتباع التقاليد التي تبدأ من خطبة العروس، وكيفية مشاهدتها أول مرة عن طريق والدة العريس وشقيقاته، وانتهاءً بكيفية وصول العروس إلى بيت زوجها.
وتختلف الاحتفالات بالعُرس من منطقة إلى أخرى في ليبيا، لكنها تظل شديدة الخصوصية في جنوب البلاد، الذي يضم مدناً وبلدات شديدة الفقر عما سواها، فالعريس يشارك عائلته وأصدقاءه في زفة بأحد الشوارع المجاورة لمنزله، قبل أن تبدأ فرقة تقديم الموشحات أولى فقراتها، التي يغلب عليها الشعر الشعبي، في حين تقتصر الاحتفالات في منزل العروس على العنصر النسائي فقط، وغالباً يرددن أهازيج تراثية، وسط فاصل متواصل من الزغاريد والتصفيق على إيقاع آلة «الزَكرة» التي تشبه الطبلة.
غير أن هناك عادات وطقوساً في ليلة الزفة، حيث تجلس النساء مقابل الرجال في خيام، ويتبادلن الشعر الشعبي وسط الزغاريد. وترتدي العروس اللباس التقليدي، ويطلق عليه اسم «الحولي البودري»، أي الوردي اللون. أما العريس، فيرتدي البدلة الشعبية.
احتفالات مدينة غات تكررت في مدن أخرى على مدار الأيام الماضية، من بينها مناطق الجفرة (وسط البلاد) التي احتفلت بزواج 60 عريساً، تحت إشراف جمعية «ودان» للتراث والسياحة، على وقع أنغام الآلات الموسيقية، ومنها «الدُنقة».
ودائماً ما يتقدم «صندوق دعم الزواج في ليبيا» بدعم للمتزوجين، وقد قال إنه وقع منحة خاصة بالشباب المقبلين على الزواج ببلدية بنغازي لـ19 شاباً، من كبار السن، بالتنسيق مع فرع الصندوق بالمنطقة الشرقية، ومكتب الشؤون الاجتماعية بالمدينة، مشيراً إلى أن الأيام المقبلة ستشهد توزيع المنحة على المقدمين على الزواج.
ويقول رئيس قسم التوثيق والمعلومات بـ«صندوق دعم الزواج»، محمد البرغثي، إن الصندوق يقدم مساعدات مالية للراغبين في الزواج، بحسب ميزانيته، في حدود 6 آلاف دينار لكل شاب، بالإضافة إلى بعض الأثاث المنزلي، بجانب ثلاجة وسخان وغسالة، لافتاً إلى أن الصندوق يسعى مستقبلاً إلى توفير مسكن لمن لا يقدر على ذلك.
وأضاف البرغثي لـ«الشرق الأوسط»: «نعمل تحت شعار: نحو بناء أسرة ليبية متماسكة ومستقرة، وبالتالي نسعى إلى تذليل العقبات أمام الراغبين في تكوين حياة أسرية قدر الإمكان»، وانتهى قائلاً: «نشاط الصندوق يمتد في أنحاء البلاد، ونحضّر للاحتفال بعقد قران لعدد أكبر قريباً، سعياً لإدخال البهجة على قلوب الأسر الليبية، ومساعدة الشباب». ويساهم الصندوق في توفير بعض أثاث شقة العروسين، بالإضافة إلى دعم برامج الأفراح الجماعية التي تنظمها الجمعيات الخيرية.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.