الخلافات حول قواعد التجارة وسياسات المناخ تطبع قمة الـ 20

الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والأرجنتيني ماوريسيو ماكري في بوينس آيرس (رويترز)
الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والأرجنتيني ماوريسيو ماكري في بوينس آيرس (رويترز)
TT

الخلافات حول قواعد التجارة وسياسات المناخ تطبع قمة الـ 20

الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والأرجنتيني ماوريسيو ماكري في بوينس آيرس (رويترز)
الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والأرجنتيني ماوريسيو ماكري في بوينس آيرس (رويترز)

يفتتح قادة دول مجموعة العشرين اليوم (الجمعة) قمة تستمر يومين في الأرجنتين، تخيم عليها توترات جديدة بشأن أوكرانيا وتزايد الانقسامات بسبب سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن التجارة والتغير المناخي.
وقبيل انطلاق أعمال القمة، سيبدأ شعار ترمب "أميركا أولا" جني ثماره مع توقيع النسخة المعدلة من اتفاقية التجارة الحرة في أميركا الشمالية "نافتا". وتبدو الاتفاقية التي أطلق عليها اسم اتفاقية الولايات المتحدة-المكسيك-كندا "اوسمكا" شبيهة بالاتفاقية السابقة، مع تعديلات تسمح لترمب بإعلان النصر باسم العمال الأميركيين الذين يقول إن "نافتا" خدعتهم.
ولكن قد لا تكون الاتفاقية الجديدة الحدث الكبير في بوينوس آيرس، فالتوقيع سيكون من جانب المفاوضين التجاريين الكبار من الدول الثلاث وليس من جانب الرؤساء المشاركين في قمة العشرين.
وبعد إلغاء الرئيس الأميركي لقاءه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، تتجه الأنظار إلى لقاء ترمب والرئيس الصيني شي جينبينغ للبحث في الخلافات التجارية بين البلدين.
وفرض ترمب رسوما على ما قيمته 250 مليار دولار من السلع الصينية المستوردة. وقالت صحيفة "تشاينا ديلي" الحكومية الصينية اليوم إن الجانبين يمكن أن يتوصلا الى اتفاق في بوينوس آيرس، لكنها حذرت الولايات المتحدة من زيادة الضغط بشأن التكنولوجيا، وسط اتهامات أميركية لبكين بسرقة الملكية الفكرية.
ومن زعماء الدول المشاركين أيضا في القمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي. وستكون المستشارة الألمانية انغيلا ميركل من بين القادة الذين سيلتقون ترمب اليوم. لكنها لن تحضر الافتتاح بعد أن أجبرت طائرتها على القيام بهبوط اضطراري في كولونيا بسبب مشكلة تقنية.
وقد أقلعت طائرة تابعة لشركة الطيران الإسبانية "إيبيريا" تقل ميركل من مدريد التي قصدتها من كولونيا، اليوم متوجهة إلى بوينوس آيرس.
وتشكل قضايا الالتزام للتخفيف من تداعيات التغير المناخي نقطة خلاف كبرى. وانتقد ماكرون أمس (الخميس) الذين يرغبون في مواجهة التحديات الاقتصادية بـ "بخطابات نارية والانعزال وإغلاق الحدود". وحذر من أن فرنسا قد ترفض المضي قدما في اتفاق تجارة مع مجموعة "مركورسور" الأميركية الجنوبية إذا انسحب الرئيس البرازيلي الجديد جاير بولسونارو من اتفاق باريس للمناخ.
وذكرت مصادر في مجموعة العشرين أن التغير المناخي يكاد يصبح أكبر عقبة أمام اتفاق حول صدور بيان مشترك في بوينوس آيرس عندما تختتم القمة غداً (السبت).
وانتهت قمتان كبيرتان هذا العام لمجموعة الدول السبع ومنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا-المحيط الهادئ، من دون صدور البيانات الروتينية، بسبب خلافات بين الأطراف. وقال المفاوض الكندي السابق توماس بيرنز من مركز أبحاث حول الحوكمة الدولية: "هل سنحصل على بيان في الأرجنتين؟ إنه فعلا سؤال مفتوح".
تجدر الإشارة إلى أن مجموعة العشرين تضم: الولايات المتحدة، الصين، الهند، اندونيسيا، اليابان، كوريا الجنوبية، المملكة العربية السعودية، جنوب أفريقيا، الأرجنتين، البرازيل، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، روسيا، تركيا، كندا، المكسيك، أستراليا، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي.


مقالات ذات صلة

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمته في الجلسة الثالثة لقمة دول مجموعة العشرين (واس)

السعودية تدعو إلى تبني نهج متوازن وشامل في خطط التحول بـ«قطاع الطاقة»

أكدت السعودية، الثلاثاء، أن أمن الطاقة يمثل تحدياً عالمياً وعائقاً أمام التنمية والقضاء على الفقر، مشددة على أهمية مراعاة الظروف الخاصة لكل دولة.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا في اليوم الأخير من القمة (إ.ب.أ)

قمة الـ20 تعطي معالجة الفقر والمناخ زخماً... لكنها منقسمة حول حروب الشرق الأوسط وأوكرانيا وترمب

نجحت البرازيل بصفتها الدولة المضيفة في إدراج أولويات رئيسية من رئاستها في الوثيقة النهائية لقمة العشرين بما في ذلك مكافحة الجوع وتغير المناخ.

أميركا اللاتينية الجلسة الافتتاحية لقمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب)

إطلاق «التحالف العالمي ضد الجوع» في «قمة الـ20»

أطلق الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، «التحالف العالمي ضد الجوع والفقر»، وذلك خلال افتتاحه في مدينة ريو دي جانيرو، أمس، قمة «مجموعة العشرين».

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو )
العالم لقطة جماعية لقادة الدول العشرين قبيل ختام القمّة التي عُقدت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية (إ.ب.أ)

«قمة العشرين» تدعو لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

أعلنت دول مجموعة العشرين في بيان مشترك صدر، في ختام قمّة عُقدت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية أنّها «متّحدة في دعم وقف لإطلاق النار» في كل من غزة ولبنان.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)
منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)
TT

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)
منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)

قال مجلس الوزراء المصري، في بيان، السبت، إن مصر وشركة «إيميا باور» الإماراتية وقعتا اتفاقين باستثمارات إجمالية 600 مليون دولار، لتنفيذ مشروع محطة رياح، بقدرة 500 ميغاواط في خليج السويس.

يأتي توقيع هذين الاتفاقين اللذين حصلا بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، في إطار الجهود المستمرة لتعزيز قدرات مصر في مجال الطاقة المتجددة؛ حيث يهدف المشروع إلى دعم استراتيجية مصر الوطنية للطاقة المتجددة، التي تستهدف تحقيق 42 في المائة من مزيج الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2030، وفق البيان.

ويُعد هذا المشروع إضافة نوعية لقطاع الطاقة في مصر؛ حيث من المقرر أن يُسهم في تعزيز إنتاج الكهرباء النظيفة، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير فرص عمل جديدة.

وعقب التوقيع، أوضح رئيس مجلس الوزراء أن الاستراتيجية الوطنية المصرية في قطاع الطاقة ترتكز على ضرورة العمل على زيادة حجم اعتماد مصادر الطاقة المتجددة، وزيادة إسهاماتها في مزيج الطاقة الكهربائية؛ حيث تنظر مصر إلى تطوير قطاع الطاقة المتجددة بها على أنه أولوية في أجندة العمل، خصوصاً مع ما يتوفر في مصر من إمكانات واعدة، وثروات طبيعية في هذا المجال.

وأشار وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، الدكتور محمود عصمت، إلى أن هذا المشروع يأتي ضمن خطة موسعة لدعم مشروعات الطاقة المتجددة، بما يعكس التزام الدولة المصرية في توفير بيئة استثمارية مشجعة، وجذب الشركات العالمية للاستثمار في قطاعاتها الحيوية، بما يُعزز مكانتها بصفتها مركزاً إقليمياً للطاقة.

وأشاد ممثلو وزارة الكهرباء والشركة الإماراتية بالمشروع، بوصفه خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الاستراتيجي بين مصر والإمارات في مجالات التنمية المستدامة والطاقة النظيفة.