السلطة تتعرض لتهديدات لإطلاق معتقل يحمل هوية إسرائيلية

تل أبيب تلوّح باقتحام سجن فلسطيني أودع فيه المتهم بتسريب عقارات لليهود في القدس

فرق محلية وأوروبية تشارك في {كرنفال الشارع} في نابلس لمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني (وفا)
فرق محلية وأوروبية تشارك في {كرنفال الشارع} في نابلس لمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني (وفا)
TT

السلطة تتعرض لتهديدات لإطلاق معتقل يحمل هوية إسرائيلية

فرق محلية وأوروبية تشارك في {كرنفال الشارع} في نابلس لمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني (وفا)
فرق محلية وأوروبية تشارك في {كرنفال الشارع} في نابلس لمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني (وفا)

أعلنت السلطة الفلسطينية، أنها تتعرض لتهديدات وضغوط كبيرة طاولت قيادات ومسؤولين أمنيين، من أجل الإفراج عن معتقل لديها متهم بتسريب عقارات للمستوطنين في القدس.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مصدر مسؤول في السلطة أن «ضغوطا وتهديدات هائلة تتعرض لها القيادة الفلسطينية والمخابرات العامة، بهدف الإفراج عن معتقل متهم بتسريب عقارات للمستوطنين».
وأضاف المصدر أن «تهديدات بإجراءات جدية وصلت إلى رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ». ولم يحدد المصدر الجهة التي هددت أو المعتقل الذي يجري الضغط من أجل إطلاق سراحه.
لكن مصادر مطلعة قالت لـ«الشرق الأوسط» إن السلطات الإسرائيلية هددت بإجراءات قد تصل إلى اقتحام السجن الذي يقبع فيه معتقل من القدس يحمل الهوية الإسرائيلية والجنسية الأميركية لـ«تحريره بالقوة». وكان المتهم الفلسطيني اعتقل في القدس على خلفية تورطه في تسريب عقارات لمستوطنين في المدينة.
وأضافت المصادر أن إسرائيل «تريد إطلاق سراحه أو ستأخذه بالقوة وتتخذ إجراءات عقابية ضد أشخاص محددين».
وكان هذا الشخص اعتقل قبل أسابيع في إطار تحقيقات واسعة بدأتها السلطة هناك بعد تسريب عقارات.
واعتقل شبان الأجهزة الأمنية المواطن ونقلوه إلى سجن فلسطيني، في تحد لإسرائيل التي تمنع السلطة من العمل في القدس كما تمنع عليها احتجاز أي من المواطنين الذين يحملون الهوية الإسرائيلية.
ورداً على ذلك، صعدت إسرائيل بداية ضد الوجود الرسمي الفلسطيني في القدس «الشرقية»، واعتقلت هذا الأسبوع 32 فلسطينيا في المدينة منتمين للأجهزة الأمنية الفلسطينية التابعة للسلطة وحركة «فتح»، إضافة إلى اعتقال محافظ القدس عدنان غيث الذي يعتبر أعلى مسؤول للفلسطينيين في المدينة بصفته ممثل الرئيس محمود عباس.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت «مشبوهين» بالتجند والخدمة في أجهزة الأمن الفلسطينية وأن «الأنشطة المنسوبة للمشبوهين، تضر بشكل مباشر بالمواطنين العرب الإسرائيليين وأمنهم الشخصي».
وتمنع السلطات الإسرائيلية، أي عمل رسمي للسلطة في القدس باعتبار المدينة عاصمة موحدة لإسرائيل، وبالتالي فإن السيادة على المدينة إسرائيلية. لكن السلطة تتعامل مع المدينة باعتبارها العاصمة المستقبلية للدولة العتيدة.
وأكدت مصادر فلسطينية وإسرائيلية أن اعتقال المحافظ وآخرين جاء للضغط على السلطة من أجل إطلاق سراح المواطن المقدسي الذي يعتقد بأنه ساعد على بيع أراض لليهود ونقله إلى سجن المخابرات العامة الفلسطينية.
وقالت صحيفة «يديعوت احرونوت» إن اعتقال المواطن الإسرائيلي المدعو عصام عقل شكل خطراً على أمن الدولة، وإن الإجراءات الإسرائيلية ضد السلطة الفلسطينية تهدف إلى إجبارها إلى إطلاق سراحه.
وبحسب تقرير بثته «وفا» فإن «حملة الاعتقالات المسعورة التي قامت بها سلطات الاحتلال ضد أبناء حركة فتح والأجهزة الأمنية وشملت محافظ القدس عدنان غيث، تهدف إلى الضغط من أجل الإفراج عن المتهم بتسريب العقارات».
وأوضحت مصادر فلسطينية رسمية للوكالة أن «ما يحدث في القدس، هو حرب شاملة على السيادة يريد الاحتلال من خلالها طمس أي مظاهر أو وجود فلسطيني في القدس».
وأعربت المصادر «عن استهجانها لحملة التشويه المسعورة التي يشنها أفراد مشبوهون ضد الرموز الوطنية وقيادة وضباط الأجهزة الأمنية، بهدف زعزعة الثقة بين المواطن والمؤسسة وضرب الحالة المعنوية لشعبنا وخصوصاً في القدس لتمرير مخططات الاحتلال مقابل حفنة من الدولارات».
وأكدت المصادر أنها «تتابع كل ذلك وستتخذ الإجراءات المناسبة بحق كل المشبوهين والمأجورين، مشيرة إلى أن حملات التشهير لربط أسماء مناضلة في التستر على هذا المسرب أو ذاك، محاولات فاشلة للإساءة إلى الشرفاء وتبرئة المشبوهين».
وتابعت أن «المعلومات والوثائق التي تملكها المؤسسة الأمنية الفلسطينية، والتي تدين هؤلاء المشبوهين وتعريهم أمام شعبنا ستعلنها وفق متطلبات المصالح العليا لشعبنا، خاصة أن الجميع يعلم أن هناك أفراداً مشبوهين يعيشون في الخارج، يحتمون بالولايات المتحدة، وآخرين يحتمون بالاحتلال».
واتهمت السلطة إسرائيل بشن حملة للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وخصوصاً في القدس وأراض في الضفة الغربية. وحذرت من المشبوهين الذين يشاركون في هذه الخيانة وبعض المكاتب وخصوصاً خارج الوطن.
وأكدت المصادر ذاتها أن كل الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة وسلطات الاحتلال لن تجبر القيادة الفلسطينية على تغيير موقفها على المستوى السياسي والمستويات كافة.
وكانت السلطة بدأت حملة تحقيق واسعة في القدس على خلفية تسريب عقار تاريخي يقع بجانب المسجد الأقصى للمستوطنين الشهر الماضي، إلى جانب عقارات أخرى في البلدة القديمة.
وقال عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي «إن كشف خيوط الخونة ومسربي العقارات في القدس أصاب الكثيرين من أعداء شعبنا في مقتل، خاصة أصحاب الأجندات الحزبية أو عملاء الاحتلال».
وأَضاف «إن الضغوطات الهائلة الأميركية والإسرائيلية، واعتقال قادة فتح في القدس يفند الكذب والتضليل ويوضح الحقيقة، داعيا شعبنا إلى الحذر من الفبركات والأكاذيب التي يحاول الاحتلال الترويج لها».
ومن جهتها، قالت حركة حماس تعقيبا على حملة الاعتقالات التي شنتها قوات الاحتلال بحق محافظ القدس عدنان غيث وعدد من الكوادر الفلسطينية في المدينة إنها مؤشر مهم على ذروة العدوان الذي يشنه الاحتلال على المدينة من أجل تهويدها.
وأضاف عضو المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس مكتب العلاقات الوطنية فيها حسام بدران، «إننا إذ نستنكر هذا الهجمة المسعورة، لنؤكد على ضرورة مقاومة مخططات الاحتلال التي تستهدف الكل الفلسطيني، والتي يجب أن تتعزز بتحقيق الوحدة الفلسطينية، والتكاتف خلف برنامج مشترك يدعم صمود أبناء شعبنا، ويحقق تطلعاته بالحرية، كما ندعو إلى إقرار سياسات وطنية حاكمة تمنع محاولات تسريب العقارات وتجرم فاعليه».



غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
TT

غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)

أثار إعلان زعيمي الجزائر وتونس غيابهما عن حضور القمة العربية الطارئة في القاهرة، الثلاثاء، حول غزة والقضية الفلسطينية، تساؤلات حول مستوى مشاركات الدول العربية في القمة وتأثير ذلك على مخرجاتها، بينما أكد مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده «وجهت الدعوة لجميع زعماء الدول العربية الأعضاء في الجامعة، وكان هناك حرص على مشاركة الجميع للتشاور واتخاذ موقف بشأن هذه القضية المصيرية في تلك اللحظة الحرجة بالمنطقة».

ومساء الأحد، أفادت وكالة الأنباء الجزائرية بأن رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، قرر عدم المشاركة في القمة العربية الطارئة التي تستضيفها مصر يوم 4 مارس (آذار)، لبحث تطورات القضية الفلسطينية.

وبحسب ما نقلته الوكالة عن مصدر، «كلف تبون وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الأفريقية أحمد عطاف، لتمثيل الجزائر»، وأرجعت القرار إلى «اختلالات ونقائص شابت المسار التحضيري للقمة»، ومنها «احتكار مجموعة محدودة من الدول العربية إعداد مخرجات القمة دون تنسيق مع بقية الدول العربية المعنية كلها بالقضية الفلسطينية»، وفق تقرير وكالة الأنباء الجزائرية.

والاثنين، قبل ساعات من انعقاد القمة، أعلنت الرئاسة التونسية أن الرئيس التونسي قيس سعيد، كلف وزير الخارجية، محمد علي النفطي، بترؤس الوفد التونسي المشارك في القمة الطارئة.

وحسب الرئاسة التونسية، فإن تونس «ستجدد موقفها الثابت والداعم للحقوق الفلسطينية، وفي مقدمتها إقامة دولة مستقلة ذات السيادة على كامل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف».

من جانبه، قال المصدر المصري المطلع إنه «لا يمكن اعتبار موقف الجزائر وتونس غياباً عن المشاركة في القمة، لأن إيفاد ممثل لرئيس الدولة وبتكليف منه يعدُّ مشاركة رسمية للدولة، وهذا هو الهدف، أن تكون هناك مواقف ومشاركة رسمية من الدول».

ونوه المصدر بأن «هناك عدداً من الدول سواء في هذه القمة أو قمم سابقة درج على إرسال ممثلين للرؤساء والملوك، ولم يقلل هذا من مشاركة تلك الدول، لأن الممثلين يعبرون عن مواقف دولهم، مثلهم مثل الرؤساء، حتى إن كان ممثل الرئيس يغيب عن بعض الاجتماعات التي تعقد على مستوى الزعماء، لكن في النهاية يتم عرض ما تم الاتفاق عليه على الجلسة الختامية للقمة لاتخاذ موقف جماعي بشأنه من كل الوفود المشاركة».

وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي مع نظيره التونسي محمد علي النفطي الذي سيمثل بلاده في القمة بالقاهرة الاثنين (إ.ب.أ)

وحول ما ساقته الجزائر من أسباب لغياب رئيسها عن القمة، أوضح المصدر أن «القاهرة من اللحظة الأولى حرصت على إطلاع الجميع على خطة إعادة الإعمار التي أعدتها لقطاع غزة، لأن هذه هي النقطة الرئيسية والهدف من وراء تلك القمة، ومن المصلحة أن يكون هناك موقف موحد واتفاق حولها، ولم يكن هناك تجاهل أو إقصاء لأحد، فضلاً عن أن هذه قضية كل العرب ولا يمكن تصور أن دولة أو عدة دول يمكن أن تمنع دول أعضاء من أن يكون لها دور في القضية».

وشدد المصدر على أنه «ليس هناك قلق من مستوى التمثيل في القمة، لأن الاجتماع يحيط به الزخم المطلوب منذ الإعلان عنه، فضلاً عن كون الدول التي تأكدت مشاركتها سواء عبر زعمائها أو ممثلين لها هي من الدول الفاعلة والمشتبكة مع القضية، التي لا تنتظر من أحد أن يحدد لها دورها الطبيعي والمطلوب».

يأتي ذلك بينما بدأ قادة عرب، الاثنين، التوجه إلى القاهرة للمشاركة في القمة، حيث أفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، بأن الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد غادر البلاد متوجهاً إلى مصر للمشاركة بالقمة العربية.

وفي البحرين، أعلن الديوان الملكي أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، سيغادر المملكة الاثنين، متوجهاً إلى مصر. وأضاف الديوان أن الملك سيرأس وفد البحرين المشارك في القمة، لبحث تطورات القضية الفلسطينية، كما سيرأس أعمال القمة، بحسب وكالة الأنباء البحرينية الرسمية (بنا).

كما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) أن ممثل أمير البلاد مشعل الأحمد الجابر الصباح، ولي العهد صباح خالد الحمد الصباح «يغادر أرض الوطن، الثلاثاء، متوجهاً إلى مصر لترؤس وفد الكويت في القمة العربية غير العادية».

ويرى مندوب مصر السابق لدى الأمم المتحدة، السفير معتز أحمدين، أن «المشاركة في القمم الدولية تكون بمن تحدده الدول ممثلاً لها، فإن حضر الرئيس فهذا جيد، وإن كان رئيس الحكومة فهذا جيد أيضاً، وإن كان وزير فهذا معقول، وإن لم يكن وكان المندوب الدائم أو سفير الدولة في بلد القمة فهذا لا ينقص من تمثيلها».

أحمدين أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «حتى غياب تمثيل الدولة تماماً بالقمة، فهذا لا يعطل صدور القرارات، لأن القرارات تصدر بالإجماع، والغياب يعني أن الدولة تنازلت عن صوتها، لكن إن شاركت بأي مستوى من التمثيل وسجلت موقفها، فهذا هو الأفضل في الدبلوماسية».

وبحسب جدول أعمال القمة الطارئة المرسل من المندوبية الدائمة لمصر إلى أمانة الجامعة العربية، يبدأ استقبال رؤساء الوفود المشاركة، الثلاثاء في الثالثة عصراً بتوقيت القاهرة، وتنطلق أعمال الجلسة الافتتاحية في الرابعة والنصف، وبعد مأدبة الإفطار الرمضاني المقامة على شرف الوفود المشاركة، ويتم عقد جلسة مغلقة، ثم جلسة ختامية وتنتهي أعمال القمة في الثامنة والنصف مساء، بإعلان البيان الختامي والقرارات التي تم الاتفاق عليها.