قائد الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي: الحرب القادمة ستكون على جبهتين

TT

قائد الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي: الحرب القادمة ستكون على جبهتين

في وقت تتوالى الأنباء عن مشاورات كثيفة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين حاليين وسابقين، وسط معلومات عن تواصل شحنات الأسلحة الإيرانية إلى لبنان، أعلن قائد الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي تمير يدعي أن الحرب القادمة التي ستخوضها قواته ستكون على جبهتين في آن واحد، في الشمال (لبنان) والجنوب (قطاع غزة).
وقال اللواء يدعي خلال لقاء مع رؤساء البلديات الجدد في إسرائيل، إن «على سكان تل أبيب أن يعرفوا بأن الحرب القادمة ستنطوي على تغييرات جوهرية في نمط الحروب الماضية وأنهم لن يستطيعوا الجلوس في المقاهي وشرب القهوة خلال المعارك، لأن إسرائيل ستخوض الحرب على جبهتين في آن واحد، على الغالب، والصواريخ قد تسقط على تل أبيب وتشوش حياة الناس فيها».
وأضاف يدعي أن «الحرب القادمة ستكون ذات تعقيدات لافتة. فستكون على جبهتين، شمالية (مع لبنان وسوريا أو مع كليهما)، وجنوبية (مع قطاع غزة)، ولن تقتصر على إطلاق الصواريخ بل ستشمل السايبر ومحاولات التسلل إلى إسرائيل لخطف جنود أو مواطنين أو احتلال بلدة». وتابع: «في سنة 2019 ستواجه إسرائيل تحديات من نوع جديد، فالشرق الأوسط يتغيّر كثيراً. وأعداؤنا يراكمون قوى جديدة. وهم في الشمال (حزب الله) ينسقون مع الأعداء في الجنوب (حماس والجهاد الإسلامي). وقد نضطر إلى إخلاء ربع مليون مواطن من بيوتهم بسبب الحرب».
وفي الوقت الذي كان يكلم فيه يدعي، كانت قوات «لواء كفير» في الجيش الإسرائيلي، في أوج تدريب عسكري (انتهى أمس الخميس)، استمر نحو شهرين يحاكي سيناريوهات القتال ضد حركة «حماس» وتنفيذ عملية عسكرية برية في قطاع غزة. وقال الناطق باسم الجيش، إن التدريب جرى في منطقة عسكرية مشابهة للحياة السكنية في قطاع غزة وإن الجنود تدرّبوا على عدة سيناريوهات تحاكي التعامل مع أنفاق «حماس» وعناصرها المسلحين. وأشار إلى أن أفراد اللواء أجروا تدريبات في أماكن سكنية تحاكي المناطق داخل غزة، وكيفية التعامل مع الأنفاق وكذلك مع شبكة المتفجرات في مناطق الصرف الصحي، والتواصل مع أفراد وحدات الهندسة والدروع وكذلك سلاح الجو للتعامل مع الأهداف المختلفة.
وخلال الشهرين، أجريت تدريبات على الجبهة الشمالية أيضا، في مواجهة «حزب الله» وقواته المنتشرة جنوبي سوريا وفي لبنان.
وقالت مصادر عسكرية، إن الجيش الإسرائيلي يستعد للحرب في الشمال والجنوب معا، بناء على تقديرات أمنية تؤكد أن «حماس» سوف تتدخل عسكريا في أي تصعيد عسكري مع «حزب الله»، لذا ستكون قدرة المناورة والحركة السريعة في الميدان والقدرة على تحريك القوات البرية والقدرة على حماية المواطنين وقواعد سلاح الجو، هي التي ستحدد شكل المواجهة العسكرة التي ستخوضها إسرائيل على جبهتين متوازيتين. وأضافت أن السيناريو الأساسي للحرب القادمة يقول إن رئيس أركان الجيش سيتلقى بلاغا سريعا عن حادث طارئ على الحدود مع لبنان، مثل اختطاف جندي أو تسلل للأراضي الإسرائيلية أو إطلاق صواريخ من «حزب الله» على إسرائيل.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.