«الشرق الأوسط» في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (7)‬: أفلام المكان الواحد والحزن العميق

مقهى بيروتي وزقاق مصري يستعرضان الحياة الحاضرة

كوكي في «ورد مسموم»
كوكي في «ورد مسموم»
TT

«الشرق الأوسط» في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (7)‬: أفلام المكان الواحد والحزن العميق

كوكي في «ورد مسموم»
كوكي في «ورد مسموم»

يصل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الأربعون إلى ختامه مساء اليوم، بحفل توزيع الجوائز وما سيليه من حفل عشاء سيكون اللقاء الجامع الأخير لأهل السينما في إطار المهرجان حتى العام المقبل.
الجهد الذي بذله محمد حفظي، رئيساً، وفريقه المتنامي وفي مقدّمتهم يوسف شريف رزق الله وأحمد شوقي، ملموس على الرّغم من أنّ هناك مشكلات لم تُحل بعد. هذا الجهد المبذول عبّر عنه مطّلع مقرب قائلاً إنّ سعي رئيس المهرجان لإتمام دورته الأولى بنجاح جعله ينكبّ على الشؤون الكبيرة كما الصغيرة بنفسه: «كان يراجع كل شيء. يقرأ كل التّفاصيل ويتأكد من كل شيء. كان جاداً في رغبته تحويل المهرجان من وتيرته السابقة إلى وتيرة أعلى نجاحاً».
- منوال
الكثير من مظاهر هذه العناية عكسها بنفسه خلال أيام المهرجان، بالأمس على سبيل المثال وقبل بداية الندوة الصحافية التي أدرتها مع الممثل والمخرج رايف فاينس حضر ليتأكد فقط من أنّ كل شيء على ما يرام من ثمّ انصرف ليتابع شؤوناً أخرى. ويقول مصدر آخر: «عندما جرى اختيار محمد حفظي ليقود هذا المهرجان شعر أهل السينما في مصر براحة شديدة، كونه يملك علاقات دولية طيبة يستطيع تطويعها لخدمة المهرجان. وهو قلل من اشتراكات عربية مقابل زيادة حصة الصحافة الأجنبية لإدراكه أنّ تلك هي التي سيعول عليها للحديث عن المهرجان للعالم».
لكنّ الواقع أنّ المشكلات المتراتبة على هذا المهرجان لم تُحل كلياً. نعم الأفلام أفضل. خطوات المهرجان لاستعادة مكانته العربية والعالمية سارت بخطى ثابتة. تنظيم الاحتفالات أحسن ممّا كان عليه، لكن هناك التأخير المستمر في العروض.
المسألة هنا ليست مسألة قليلة الشأن. المرء قد يقبل تأخراً يصل إلى خمس دقائق مثلاً أو حتى عشر دقائق في بعض الحالات، لكن أن يتأخر العرض لأربعين أو خمس وأربعين دقيقة لأن الممثل أو المخرج استجاب لدعوات كاميرات التلفزيون التي تصطاد الداخلين عند الباب وأمضى كل هذا الوقت وهو يبتسم ويؤكد أنّه سينمائي فذ، أمر غير مقبول.
ما ينتج عن هذا التأخير إدراك الجمهور بأنّ الفيلم لن يبدأ في الوقت المعلن وتبنيه عادة الوصول متأخراً بدوره. بعد ثلاثة أرباع الساعة ما زال هناك جمهور يصل متمهلاً لينضمّ إلى الجمهور الموجود الذي جلس يتجاذب الحديث غير عابئ بالتّأخير. بالنسبة إليه هناك وقت يمضيه الآن مع أصدقائه أو قريباته أو ما شابه. ومن يدخل وحيداً تراه منكباً على مطالعة الـ«فيس بوك» والرّد على الرسائل التي تسلمها أو كتابة سواها.
لكنّ الناقد الذي لديه فيلم آخر يريد مشاهدته أو موعداً لا يريد التأخر عنه، أو حتى سئم من الانتظار فلا أهمية له ولرأيه في هذا المجال.
ولا يتوقف دخول الناس، في بعض الحفلات، حتى من بعد بداية الفيلم وكثيراً ما يصل البعض قبل نصف ساعة أو أقل من انتهاء الفيلم باحثاً عن مقعد له وسط الظلام ليتابع فقط ما بقي من الفيلم. أحد المشرفين قال: «بس يا أستاذ هؤلاء اشتروا بطاقات ولهم حق الدخول» وعليه جاء رد أحد الحاضرين: «ليشترط عليهم المهرجان بأنّ من لا يحضر على الوقت سيخسر البطاقة والفيلم معاً».
- الشريحة الأدنى
قبل ربع ساعة فقط من نهاية «ورد مسموم»، الفيلم المصري الثاني في مسابقة «آفاق السينما العربية» دخل مشاهد وجلس وتابع المشاهد الأخيرة.
إنّه الفيلم الأول للمخرج أحمد فوزي صالح الذي عمل مساعداً في أفلام تسجيلية وحقّق وعلى نحو مستقل تماماً، هذا الفيلم الذي ينحو فيه إلى التسجيل أيضاً ولو أنّه فيلم ذو حكاية يرويها.
إنه حول فتاة محجبة اسمها نور (تكتفي بطاقة الفيلم باسم واحد لها هو كوكي) تعيش في حي المدابغ في ضواحي القاهرة. تعمل منظفة حمّامات وتعيل أمها وشقيقها صقر (إبراهيم النجاري) الذي يعمل في مصنع للدباغة كلما كان ذلك ممكناً (وهو يصرف من عمله قبيل نهاية الفيلم). صقر يود السّفر بطريقة غير شرعية إلى إيطاليا عبر البحر. يستدين المبلغ ويبدأ بالاستعداد. لكن نور لا تستطيع أن تقبل فكرة رحيل شقيقها وتلجأ إلى مشعوذ (محمود حميدة) الذي يعطيها دمية ويطلب منها حرقها ورمي رمادها في النيل. تفعل ذلك ويشعر شقيقها بتوعك وضعف. لكن ما إن يتغلب على وعكته حتى يؤم ما قرر القيام به.
تبلغ عنه ويتم القبض عليه وعلى من كان معه وينتهي الفيلم بعودة الحياة بوتيرتها لما كانت عليه سابقاً.
«ورد مسموم» عن حياة مكبّلة. لم يعد هناك طموحات لها ولا آمال، بل واقع معاش يشبه أشلاء الحياة. وهو يبدأ بمشهد من اللقطات الصادمة: مياه آسنة تسري في أحد الأزقة. يمشي العابرون بجانب الجدار مختارين خطواتهم بحذر لئلا يدوسون في الماء. بعد قليل تندلق مياه سوداء من أحد الأنابيب لتزين الآسن أسناً. تمر عربة يجرها حصان في ذلك الزقاق. يستمر المشهد لنحو دقيقة ونصف وبه يغلّف المخرج الواقع والمكان وينتقل منه للتفاصيل التي لن تختلف كثيراً عما بثه ذلك المشهد.
ليس أنّ المخرج لا يرى جمالاً في القاهرة لكي يصوّره، لكنّه غير معني بذلك، تاركاً هذا العمل لمن يرغب من صانعي أفلام الكوميديا والأكشن الجماهيريين. ما يريده هو توثيق تلك الشريحة من الحياة الأدنى من معظم ما شوهد من قبل من أفلام مشابهة عبر السنين. أسلوبه تسجيلي راصد. الممثلون لا يمثلون عواطف ولا الدراما لها تلك المكانة العالية. وهو ربما خافت أكثر بقليل ممّا يجب كونه بلا حدث بارز فيه. فيلم بلا حكاية والبديل ليس - بدوره حيوياً، ولو أن ذلك من شروط العمل. شيء لتعويض هذا الافتقار كان يمكن له أن يتم عبر زيادة نبرة الأداء ولو قليلاً. الناس حتى في تلك المواقع الاجتماعية الرّازحة تحت الفقر والعوز تبقى ذات صوت عاكس لعواطف ما تُقال بنبرات أقوى وردود فعل حاسمة.
محمود حميدة له دور صغير جداً تريده لو يكبر. هو مثل اللؤلؤة في كل فيلم يؤديه. في بعضها هو لؤلؤة بحجم كبير وفي بعضها الآخر هو لؤلؤة صغيرة، لكنّه دوماً لؤلؤة.
- مقهى لأوجاع البلد
أحد آخر الأفلام المعروضة في هذا القسم هو اللبناني «غود مورنينغ» لبهيج حجيج الذي وصل من الرباط، حيث نال فيلمه هذا جائزتين، واحدة كأفضل سيناريو (كتبه المخرج) والثانية كأفضل تمثيل (نالها كل من عادل شاهين وغبريال يمّين).
فيلم آخر محدود الميزانية ومتقشف لكنّه يختلف كلياً عن «ورد مسموم». قريب في صياغته العامة من الفيلم اللبناني الآخر «غداء العيد» للوسيان بورجيلي من حيث أن المكان واحد والفيلم بلا شخصية واحدة محورية.
«غود مورنينغ» يقع في مقهى في طابق مرتفع عن مستوى الأرض. هناك نافذة عريضة تطل على ميدان صغير في شوارع مختلفة. في المقهى النّظيف الماثل زبونان مسنان أحدهما اسمه الجنرال (كونه كان في إحدى سرايا الجيش)، والثاني صديقه الحميم. هما مسلم ومسيحي. ووراءهما كل يوم ينكب صحافي أصغر سناً اسمه سليم (رودريك سليمان) على الجلوس إلى حاسوبه والكتابة، متدخلاً من حين لآخر في حديث الصديقين. النادلة التي تعمل في المقهى (مايا داغر) تستلطف سليم وسليم يستلطفها، لكنّه مسيحي وهي مسلمة ولا ترى مستقبلاً مشتركاً بينهما.
يُكوّن بهيج حجيج فيلمه من مقاطع (فقرات) كل منها بعنوان مختلف. هذا العنوان عادة ما هو مأخوذ من عبارة سترد في الحوار. شغل العجوزين الشّاغل حل الكلمات المتقاطعة وقراءة عناوين الصحف والتعليق على ما يشاهدانه من تلك النافذة الرحبة.
كل فقرة تتبع يوماً مختلفاً في الروزنامة لكنّه غير مختلف في الممارسة. هذا يضعف سياق الفيلم الذي كان يحتاج إلى تفعيل أعلى حدة. شيء مثير بعد انقضاء شهوة متابعة الأيام الخمسة الأولى مثلاً. يقوم الجنرال من مقعده قاصداً زبائن آخرين ليحكي لهم نكاتاً مختلفة. يتظاهر بعضهم بالضحك ويغادر غالبهم المقهى تخلصاً من إزعاجه. وهذا المنوال الواحد يستمر إلى نهاية الفيلم حيث سيغيّب الموت أحدهما.
الفيلم حزين النبرة بدوره. حديث العجوزين يتناول الماضي والحاضر معاً ولا شيء يبدو مسرّاً اليوم كما كان بالأمس. ما يريانه من النافذة عالماً من انعدام المسؤولية. ما يقرآنه في الصّحف أو ما تعلنه شاشة التلفزيون القريب هو سلسلة من الانفجارات الانتحارية داخل لبنان وحتى فرنسا عاكساً وضعاً لعالم مات ضميره، كما يقول أحد عناوين الفيلم.
هو فيلم خاص بصياغة خاصة تستدعي الاهتمام من ثمّ يفتر ذلك الاهتمام بعض الشيء بسبب تكرار منوالها. لا جديد يُضاف إلى ما سمعناه وشاهدناه والأيام تتوالى من دون تعداد وتتشابه. كان يمكن للمخرج مثلاً، استبدال فقراته بعدد أيام محدودة في ذلك المكان الواحدة («سبعة أيام في مقهى» مثلاً). وكان يمكن له أن يكبر حجم بعض الشخصيات الخلفية كذلك أو يجعلها تقول شيئاً لامعاً من حين لآخر. بالنسبة لنكات الجنرال زادت قليلاً عن حدها وجعلت المشاهد يسخر مما يقوم به، عوض أن يدرك تمام حاجته للتواصل مع الآخرين.
- تحكيم
في السنوات الأخيرة ارتفعت نسبة الأفلام التي تدور في موقع واحد داخلي. ليس أن هذا النوع جديد. الراحل نبيل المالح أقدم على ذلك في «كومبارس» (1993) مع شخصيتين أساسيّتين في شقة. قبله (سنة 1984) حقّق الأميركي روبرت ألتمن «شرف سري» Secret Honor)) بطولة شخص واحد في مكتبه.
هذا العام شاهدنا لرشيد مشهراوي «كتابة على الثلج» الذي دار بأسره داخل منزل و«غداء العيد» دار كذلك في منزل واحد. «غود مورنينغ» يتبع هذه الأعمال وما يدور في خلد المخرج من تأطير المكان وما يدور فيه من أحاديث مهمّة، لكنّه قليل الحيلة عندما يأتي الأمر إلى ما يفرضه المكان وشخصياته من استطراد.
حفل اليوم سيعلن عن فوز الفيلم المتسابق في قسم «آفاق السينما العربية»، وهذه الجائزة ستهم فريقاً موازياً في الحجم لمسابقة المهرجان الأساسية التي يرأسها المخرج الدنماركي بل أوغوست وتضم كذلك المخرجة هالة خليل (مصر) والمخرجين بريانتي مندوزا (الفلبين) وفرانشسكو مونزي (إيطاليا) والمنتج الأرجنتيني خوان فيرا والممثلين ديامان بوعبود (لبنان) وظافر العابدين (تونس) وناتاشا رينييه (بلجيكا) وسامال يسلياموفا (كازخستان).
كيف سيرى هؤلاء الأفلام الستة عشر التي شاركت في المسابقة هو أمر مهم كون الكثير منها جيد ومثير للاهتمام، مما جعل هذه الدورة واحدة من أنجح دورات المهرجان في هذا الصدد.


مقالات ذات صلة

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

قال الفنان المصري عصام عمر إن فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» يجمع بين المتعة والفن ويعبر عن الناس.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل الجزائري الفرنسي طاهر رحيم في شخصية المغنّي العالمي شارل أزنافور (باتيه فيلم)

«السيّد أزنافور»... تحيّة موفّقة إلى عملاق الأغنية الفرنسية بأيادٍ عربية

ينطلق عرض فيلم «السيّد أزنافور» خلال هذا الشهر في الصالات العربية. ويسرد العمل سيرة الفنان الأرمني الفرنسي شارل أزنافور، من عثرات البدايات إلى الأمجاد التي تلت.

كريستين حبيب (بيروت)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.