الأحذية الـ«سبور»... تدخل القصور

بعد أن فرضت نفسها على ساحة الموضة ومناسبات المساء والسهرة

من عرض «غوتشي»  -  من عرض «غوتشي»  -  الممثلة إيما تومسون خلال تسلمها الوسام الملكي بقصر باكنغهام في بداية الشهر  -  أوليفيا نيوتن جونز في حفل فيلم «غريس» بمناسبة مرور 40 عاماً على إصداره
من عرض «غوتشي» - من عرض «غوتشي» - الممثلة إيما تومسون خلال تسلمها الوسام الملكي بقصر باكنغهام في بداية الشهر - أوليفيا نيوتن جونز في حفل فيلم «غريس» بمناسبة مرور 40 عاماً على إصداره
TT

الأحذية الـ«سبور»... تدخل القصور

من عرض «غوتشي»  -  من عرض «غوتشي»  -  الممثلة إيما تومسون خلال تسلمها الوسام الملكي بقصر باكنغهام في بداية الشهر  -  أوليفيا نيوتن جونز في حفل فيلم «غريس» بمناسبة مرور 40 عاماً على إصداره
من عرض «غوتشي» - من عرض «غوتشي» - الممثلة إيما تومسون خلال تسلمها الوسام الملكي بقصر باكنغهام في بداية الشهر - أوليفيا نيوتن جونز في حفل فيلم «غريس» بمناسبة مرور 40 عاماً على إصداره

عرضت «نتفليكس» منذ فترة قصيرة فيلم «ماري أنطوانيت» للمخرجة صوفيا كوبولا. الفيلم الذي صدر أول مرة في عام 2006 لم يجذب إعجاب النقاد بقدر ما أثار انتقادهم. كان هناك إجماع على أنه افتقد إلى العُمق، وأن المخرجة استعملت الأزياء والإكسسوارات الباذخة لتسليط الضوء على آخر ملكات فرنسا، بدل التركيز على كثير من جوانب حياتها الأخرى. لكن بالنسبة لمتابعي الموضة، فإن صوفيا كوبولا قامت بما هو أكثر من مجرد توظيف الأزياء الفخمة والإكسسوارات المنمقة التي اشتهر بها البلاط الفرنسي في القرن الثامن عشر... فقد أدخلت ماري أنطوانيت التي كانت مجرد فتاة صغيرة، لا حيلة لها، عندما انتقلت من النمسا إلى فرنسا، إلى القرن الحالي بتعمدها وضع حذاء رياضي تحت سريرها، وفي مرمى البصر، بما لا يترك أدنى شك بأن الأمر لم يكن خطأً أو سهواً... كان رسالة نسوية تعترض على الصورة التي رسمها الرجل للأنوثة.
قد تكون ماري أنطوانيت قد أذعنت لهذه الصورة لأنها كانت مطلوبة ومتوقعة منها في ذلك الزمن، لكن صوفيا كوبولا تنتمي إلى عصر مختلف تماما، وهو ما عبرت عنه في لقطة قصيرة جدا. الممثلة البريطانية إيما تومسون هي الأخرى أكدت على هذه النقطة مؤخرا بخرقها الأعراف والبروتوكول. فقد حضرت إلى قصر باكنغهام لتسلم وسام شرف على مساهمتها في السينما والفن من دوق كمبريدج ، الأمير ويليام، وهي تلبس بدلة رجالية مع حذاء رياضي باللون الأبيض من توقيع المصممة ستيلا ماكارتني. ورغم أننا لا يجب أن نفاجأ بهذه الخطوة في عام 2018 الذي يشهد حملة «مي تو» (#MeToo) إلى جانب حركة نسوية ترفع رايتها كثيرات من المصممات والمفكرات على حد سواء، فضلا عن ظهور عدة نجوم في مناسبات السجاد الأحمر بفساتين أو بدلات رفيعة مع أحذية رياضية، فإن حضور مناسبة في قصر باكنغهام بحذاء رياضي تبقى خطوة غير مسبوقة تثير كثيرا من التساؤلات.
في التوقيت نفسه تقريبا، ظهرت ماري، أميرة الدانمارك، خلال زيارة رسمية لإيطاليا، بحذاء رياضي من «نايكي» نسقته مع فستان أنيق. إلا إن ما شفع لها أن المناسبة كانت جولة سياحية على معالم روما لا تستدعي ارتداء حذاء بكعب.
كل هذا يشير إلى أن الموضة لا تزال تتمرد على المتعارف عليه، وأنها لم تكتف بما حققته إلى حد الآن على منصات عروض الأزياء وشوارع الموضة العالمية، والآن جاء الدور على القصور. صحيح أن العائلة الملكية البريطانية ظلت محافظة على بعض الرسميات، تحت اسم البروتوكول، لكن الملاحظ أنها بدأت تخفف منها بالتدريج بعد انضمام أفراد من الشعب إليها، مثل كيت ميدلتون ومؤخرا ميغان ماركل. كان الأمر إيذانا بدخول الملكية عصرا جديدا تُرحب فيه بتجديد دمائها حتى تبقى مواكبة للعصر.
بيد أننا، ومن ناحية أخرى، لا بد لنا من الاعتراف بأن أي حركة تمردية تحدث داخل القصر الملكي، أو من قبل فرد من أفراد العائلة الملكية، كما هي الحال بالنسبة لماري؛ أميرة الدنمارك، هي إشارة إلى تغير اجتماعي عالمي، سيتم الاستشهاد به بعد عقود من الزمن. فالموضة، كما بتنا نعرف، جزء لا يتجزأ من أي مجتمع، وهو ما يجعلها وسيلة سهلة لدراسة تغيراته وثقافته. ليس أدل على هذا من ثورة الموضة في الستينات من القرن الماضي، عندما قدم الراحل إيف سان لوران ما أصبح يُعرف بـ«لو سموكينغ»؛ أي التوكسيدو للمرأة. كان ذلك في 1966، ويُعد الآن نقلة نسوية بكل معنى الكلمة. وهذا ما تعيشه الموضة حاليا، خصوصا أن هناك عناصر كثيرة مشتركة بين الماضي والحاضر. فمما تذكره كتب الموضة، مثلا، أن مطعم «لو كوت باسك» في نيويورك منع نان كامبنر، وهي سيدة مجتمع شهيرة ومعروفة بأناقتها، من الدخول بسبب ارتدائها التوكسيدو. لم يكن الجاكيت هو المرفوض؛ بل البنطلون. وفي حركة مشابهة، فإن من شروط دخول مطعم «لا بوتيت ميزون» الواقع بمنطقة «مايفير» وسط لندن أن يكون المظهر أنيقا وعصريا، والملاحظ أنه خفف من لغته في المدة الأخيرة بفرض «مظهر أنيق ولا بأس أن يكون مع حذاء رياضي».
ما انتبه إليه المطعم أن مزج الأنيق والـ«سبور» بمعنييه «الكاجوال» والرياضي، أسلوب يطغى على الموضة حاليا ولا يتعارض مع الأناقة، بل سيحدد حقبة بكاملها، من 2010 إلى 2020، فقد كانت عروض الأزياء للموسمين الحالي والمقبل، على حد سواء، ميدانا مفتوحا للأسلوب الـ«سبور». من فيرجيل أبلو، مؤسس ماركة «أوف وايت» التي تشهد مبيعاتها انتعاشا كبيرا بجنوحها وترويجها لهذا الأسلوب، وهو ما أهله ليصبح مصمم دار «لويس فويتون» للأزياء الرجالية، إلى «ستيلا ماكارتني» و«غوتشي» و«ديور» وغيرهم. كانت الأناقة والراحة وجهان لعملة واحدة، ومن الصعب على أي مواكب للموضة أن يفصل بينهما. بل يمكن القول إن الحذاء ذا الكعب العالي أصبح نشازا، إلا في حالة كان بتصميم منمق للغاية أو هندسيا بشكل لافت يصبغ عليه صفة فنية. فالتصاميم الأنثوية بمفهومها التقليدي لم تعد مناسبة في زمن اكتسبت فيه الأنوثة معاني مختلفة، ودخلت فيه الحركات النسوية مرحلة جديدة تتوخى فيها الراحة أولا وأخيرا؛ بدل إرضاء الرجل. ويبدو أنها بعد أن ذاقت حلاوة الأحذية الرياضية «السنيكر»، لم تعد تستغني عنها في مناسبات المساء والسهرة. لحسن الحظ أن المصممين يتفننون في تصاميمها وألوانها ورسماتها، كما باتوا يطرحونها بأسعار خيالية؛ بعضها تُبرره الأحجار والتطريزات، وبعضها الآخر لا يبرره سوى اسم الدار.
ويمكن القول إن عالم الموضة لم يعرف ثورة كتلك التي يشهدها حالياً من خلال الأحذية الرياضية منذ اقتحام الجينز خزانة المرأة في القرن الماضي. فقد باتت تشكّل 60 في المائة من مجموع الإنتاج العالمي من الأحذية؛ حسب ما أفادت به أرقام منظمة التجارة العالمية. وتضيف دراستها أن مبيعاتها ارتفعت للسنة الرابعة على التوالي بنسبة 10 في المائة لتصل قيمتها الإجمالية إلى 30 مليار دولار. ولا ينكر كثير من بيوت الأزياء أنها أصبحت محركا اقتصاديا مهما عوضها ما فقدته بعد تراجع أهمية حقائب اليد التي كانت الدجاجة التي تبيض لها ذهبا في تسعينات القرن الماضي. السبب أنها ليست وقفاً على المرأة، بل تشمل الرجل أيضا. والمقصود هنا ليس أي رجل، بل الأنيق والناجح الذي لا يرى فيها تعارضا مع بدلة رسمية مفصلة على الجسم، ويراها تريحه وتعكس مظهرا مواكبا للعصر، بل ويتطلبه بالنظر إلى إيقاع الحياة السريع.


مقالات ذات صلة

«ذا هايف»... نافذة «هارودز» على السعودية

لمسات الموضة جانب من جلسات العام الماضي في الرياض (هارودز)

«ذا هايف»... نافذة «هارودز» على السعودية

في ظل ما تمر به صناعة الترف من تباطؤ وركود مقلق أكدته عدة دراسات وأبحاث، كان لا بد لصناع الموضة من إعادة النظر في استراتيجيات قديمة لم تعد تواكب الأوضاع…

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة «موكا موس» له تأثير حسي دافئ ولذيذ من دون بهرجة (برونيللو كوتشينيللي)

درجة العام الجديد «موكا موس»… ما لها وما عليها

الألوان مثل العطور لها تأثيرات نفسية وعاطفية وحسية كثيرة، و«موكا موس» له تأثير حسي دافئ نابع من نعومته وإيحاءاته اللذيذة.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة لقطة أبدعت فيها «ديور» والمغنية لايدي غاغا في أولمبياد باريس (غيتي)

2024... عام التحديات

إلى جانب الاضطرابات السياسية والاقتصادية، فإن عودة دونالد ترمب للبيت الأبيض لا تُطمئن صناع الموضة بقدر ما تزيد من قلقهم وتسابقهم لاتخاذ قرارات استباقية.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة ماثيو بلايزي مصمم «بوتيغا فينيتا» سابقاً (غيتي)

2024...عام الإقالات والتعيينات

تغييرات كثيرة شهدتها ساحة الموضة هذا العام، كانت من بينها إقالات واستقالات، وبالنتيجة تعيينات جديدة نذكر منها:

جميلة حلفيشي (لندن)

الجينز الياباني... طرق تصنيعه تقليدية وأنواله هشة لكن تكلفته غالية

في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
TT

الجينز الياباني... طرق تصنيعه تقليدية وأنواله هشة لكن تكلفته غالية

في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)

تحظى سراويل الجينز اليابانية المصبوغة يدوياً بلون نيلي طبيعي، والمنسوجة على أنوال قديمة، باهتمام عدد متزايد من عشاق الموضة، الذين لا يترددون في الاستثمار في قطع راقية بغض النظر عن سعرها ما دامت مصنوعةً باليد. وعلى هذا الأساس يتعامل كثير من صُنَّاع الموضة العالمية مع ورشات يابانية متخصصة في هذا المجال؛ فهم لا يزالون يحافظون على كثير من التقاليد اليدوية في صبغ قطنه وتصنيعه من الألف إلى الياء.

يوضع القطن في وعاء يحتوي على سائل أزرق داكن لا يلوّنها وحدها بل أيضاً أيدي العاملين (أ.ف.ب)

داخل مصنع «موموتارو جينز» الصغير في جنوب غربي اليابان، يغمس يوشيهارو أوكاموتو خيوط قطن في وعاء يحتوي على سائل أزرق داكن يلوّن يديه وأظافره في كل مرّة يكرر فيها العملية. يتم استيراد هذا القطن من زيمبابوي، لكنّ الصبغة النيلية الطبيعية المستخدَمة مُستخرجةٌ في اليابان، ويؤكد أوكاموتو أنّ لونها غني أكثر من الصبغات الاصطناعية. وكانت هذه الطريقة التي يشير إلى أنها «مكلفة» و«تستغرق وقتاً طويلاً»، شائعةً لصبغ الكيمونو في حقبة إيدو، من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر.

العمل في هذه المصانع صارم فيما يتعلق بمختلف جوانب التصنيع من صبغة إلى خياطة (أ.ف.ب)

وتشكِّل «موموتارو جينز» التي أسستها عام 2006 «جابان بلو»، إحدى عشرات الشركات المنتِجة لسراويل الجينز، ويقع مقرها في كوجيما، وهي منطقة ساحلية تشتهر بجودة سلعها الحرفية، بعيداً عن سراويل الجينز الأميركية المُنتَجة على نطاق صناعي واسع. ويقول رئيس «جابان بلو»، ماساتاكا سوزوكي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نحن صارمون جداً فيما يتعلق بمختلف جوانب التصنيع». ويشمل ذلك «جودة الخياطة والصبغة»، ما يجعل الاعتماد على مهارات التصنيع التقليدية للحرفيين المحليين، مسألة ضرورية.

بيد أن كل ما هو منسوج يدويا ومصنوع بهذا الكم من الحرفية له تكلفته، إذ يبلغ سعر النموذج الرئيسي من الجينز الذي تنتجه «موموتارو» نحو 193 دولاراً. أما النموذج الأغلى والمنسوج يدوياً على آلة خشبية محوّلة من آلة نسج كيمونو فاخرة، فيتخطى سعره 1250 دولاراً.

يعمل أحد الحرفيين على تنفيذ بنطلون جينز باليد بصبر رغم ما يستغرقه من وقت (أ.ف.ب)

ومع ذلك، ازداد الاهتمام بما تنتجه «جابان بلو» على أساس أنها إحدى ماركات الجينز الراقية على غرار «إيفيسو»، و«شوغر كين». وتمثل الصادرات حالياً 40 في المائة من مبيعات التجزئة، كما افتتحت الشركة أخيراً متجرها السادس في كيوتو، ويستهدف السياح الأثرياء بشكل خاص. يشار إلى أن صناعة الجينز ازدهرت في كوجيما بدءاً من ستينات القرن العشرين لما تتمتع به المنطقة من باع طويل في زراعة القطن وصناعة المنسوجات. وخلال حقبة إيدو، أنتجت المدينة حبالاً منسوجة للساموراي لربط مقابض السيوف. ثم تحوّلت بعد ذلك إلى صناعة «تابي»، وهي جوارب يابانية تعزل إصبع القدم الكبير عن الأصابع الأخرى، وانتقلت فيما بعد إلى إنتاج الأزياء المدرسية.

تعدّ سراويل الجينز الياباني من بين أغلى الماركات كونها مصنوعة ومصبوغة باليد (أ.ف.ب)

ويقول مايكل بندلبيري، وهو خيّاط يدير مشغل «ذي دينيم دكتور» لتصليح الملابس في بريطانيا، إنّ سوق سراويل الجينز اليابانية «نمت خلال السنوات الـ10 إلى الـ15 الماضية». ومع أنّ محبي الجينز في الدول الغربية يبدون اهتماماً كبيراً بهذه السراويل، «لا يمكن للكثيرين تحمل تكاليفها»، بحسب بندلبيري. ويتابع قائلاً: «إن ماركات الجينز ذات الإنتاج الضخم مثل (ليفايس) و(ديزل) و(رانغلر) لا تزال الأكثر شعبية، لكن في رأيي تبقى الجودة الأفضل يابانية». ويرى في ضعف الين وازدهار السياحة فرصةً إضافيةً لانتعاش سوق هذه السراويل.

رغم هشاشتها والضجيج الذي ينبعث منها فإن الأنوال القديمة لا تزال هي المستعملة احتراماً للتقاليد (أ.ف.ب)

يعزز استخدام آلات النسيج القديمة رغم هشاشتها والضجيج الذي ينبعث منها، وبالتالي لا تملك سوى رُبع قدرة أنوال المصانع الحديثة، من سمعة «موموتارو جينز» التي تعود تسميتها إلى اسم بطل شعبي محلي. وغالباً ما تتعطَّل هذه الأنوال المصنوعة في الثمانينات، في حين أنّ الأشخاص الوحيدين الذين يعرفون كيفية تصليحها تزيد أعمارهم على 70 عاماً، بحسب شيغيرو أوشيدا، وهو حائك حرفي في موموتارو.

يقول أوشيدا (78 عاماً)، وهو يمشي بين الآلات لرصد أي صوت يشير إلى خلل ما: «لم يبقَ منها سوى قليل في اليابان» لأنها لم تعد تُصنَّع. وعلى الرغم من تعقيد هذه الآلات، فإنه يؤكد أنّ نسيجها يستحق العناء، فـ«ملمس القماش ناعم جداً... وبمجرّد تحويله إلى سروال جينز، يدوم طويلاً».