قاضٍ أميركي يقبل التماسا نادراً في مؤامرة تفجير شيكاغو

المشتبه به عادل داود («الشرق الأوسط»)
المشتبه به عادل داود («الشرق الأوسط»)
TT

قاضٍ أميركي يقبل التماسا نادراً في مؤامرة تفجير شيكاغو

المشتبه به عادل داود («الشرق الأوسط»)
المشتبه به عادل داود («الشرق الأوسط»)

إثر اعتراضات قوية من جانب الادعاء، اتخذ قاضٍ فيدرالي أميركي، أول من أمس، خطوة نادرة الحدوث تمثلت في السماح لرجل يبلغ من العمر 25 عاماً، ومتهم بمؤامرة لتفجير حانة في مدينة شيكاغو، بتفادي المحاكمة والانتقال فوراً إلى إصدار الحكم من دون أن يقرّ مطلقاً بأنه ارتكب أي فعل يُعاقب عليه.
وتقدم عادل داود بالتماس إلى المحكمة في ختام جلسة الاستماع القضائية التي استمرت ثلاث ساعات في المحكمة الجزئية الأميركية، حيث قال للقاضية شارون جونسون كولمان، إنه يصر على براءته من الاتهامات، لكنه أقر في الوقت نفسه بأن المدعين يملكون الأدلة الكافية لإدانته إن تعرض للمحاكمة.
وفي بداية هذا العام، وبعد 6 أعوام من اعتقاله أول مرة عندما كان عمره 18 عاماً، وبعد مرور 6 أشهر على بداية علاجه نفسياً، قررت محكمة فيدرالية في شيكاغو، أنه «يقدر على أن يمْثل أمام محكمة»، لكن محاميه اعترض، وقال: إنه «لا يزال مريضاً».
في ذلك الوقت، قالت صحيفة «شيكاغو تريبيون»: إن داود متهم بوضع عبوة ناسفة قرب حانة في وسط شيكاغو. غير أن الدفاع قال: إنه ضحية شَرَك نصبته له شرطة «إف بي آي» في عام 2016.
كانت القاضية الفيدرالية شارون كولمان، قد قررت إرسال داود إلى مستشفى أمراض عقلية في ولاية نورث كارولاينا، وبعد 6 أشهر هناك، قال طبيب اختاره الاتهام، إنه «يقدر على أن يمْثل أمام محكمة».
واستمرت قضية داود في المحاكم قرابة 6 سنوات كاملة، وتعرضت للتأخير بسبب تصريحاته بأن القاضية ليست إلا «شخصية من الزواحف المتحولة»، وأن محاميه كانوا متواطئين مع طائفة المتنورين الماسونية. وبعد تلقيه العلاج النفسي من الفصام، أعلنت القاضية كولمان في وقت سابق من العام الحالي أنها على استعداد لمتابعة مجريات المحاكمة.
وكان داود، الذي ظهر في ملابس السجن البرتقالية الاثنين الماضي، غير متأكد في بعض الأحيان من الكلمات الصحيحة التي ينبغي استخدامها في تقديم الالتماس في نادرة قل تكرارها في قضايا الإرهاب التي تنظرها المحاكم الفيدرالية الأميركية. ووقف داود أمام القاضية كولمان، ثم توقف لبرهة، وظل هادئاً، عندما سألته القاضية بقولها: «هل تقول إنك لم ترتكب أي شيء غير قانوني، أو أي خطأ في هذه القضية؟».
وقال داود إنه تقبل الأساس الواقعي للاتهامات الموجهة إليه، لكنه أضاف قائلاً: «إنني أنكر ارتكاب الجناية، أحتفظ برأيي في براءتي».
ويواجه داود، وهو من سكان ضاحية هيلسايد في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي، أقصى العقوبة بالسجن مدى الحياة في السجن عندما يعلم بعقوبته في العام المقبل. وسوف يصدر الحكم في قضيته في 29 أبريل نيسان من العام المقبل. وعلى الرغم من أن داود لم يتقدم بالتماسات مذنبة اعتيادية، فإن القاضية كولمان أوضحت له أن الحكم بارتكاب الذنب سوف يتم إدراجه في السجلات بشأن تسعة اتهامات – اثنان منها يتعلقان بقضية مؤامرة التفجير، وسبعة تهم أخرى تتعلق بما أدرج على ملف قضيته أثناء المحاكمة.
ولمح المدعي العام باري يوناس إلى أقوال محاميي داود أنهم ينوون رفع قضية ضد المباحث الفيدرالية بتهمة الإيقاع بموكلهم.


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي وزير الدفاع التركي يشار غولر متحدثاً خلال لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام التركية الأحد (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.