مطالبات يمنية للمبعوث الأممي التدخل لإنقاذ الصحافيين في سجون الحوثيين

TT

مطالبات يمنية للمبعوث الأممي التدخل لإنقاذ الصحافيين في سجون الحوثيين

على وقع تعذيب أربعة صحافيين يمنيين في سجون الميليشيات الحوثية بصنعاء، طالبت «رابطة أمهات المختطفين» في اليمن، المبعوث الأممي مارتن غريفيث، بالتدخل الجدي لإنقاذ مئات الصحافيين المغيبين في سجون الانقلاب، وتعرضهم للقتل والتعذيب.
وينتظر أن تبدأ جولة جديدة من المشاورات بين الأطراف اليمنية مطلع الشهر المقبل في السويد برعاية الأمم المتحدة، على أن تركز على إجراءات بناء الثقة، ومنها إطلاق سراح المعتقلين والمختطفين في سجون الميليشيات الحوثية منذ بدء الصراع.
وكشفت «رابطة أمهات المختطفين» في بيان لها أمس، تعرض أربعة من الصحافيين المحتجزين، وهم صلاح القاعدي، وأكرم الوليدي، وحارث حميد، وعصام بلغيث، إلى الضرب المبرح بعد نزع ملابسهم، وتركهم لأكثر من أربع ساعات في البرد القارس، حتى أغمي عليهم من شدة الضرب. وأكدت الرابطة أن استمرار الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً في اختطاف الصحافيين لما يقارب أربعة أعوام، والاعتداء عليهم بشكل مستمر، يمثل انتهاكاً لإنسانيتهم دون رادع قانوني، وهو الأمر الذي يستدعي العمل العاجل من كل المنظمات الحقوقية ونشطاء حقوق الإنسان والإعلاميين، لإنقاذهم وإنهاء معاناتهم ومعاناة آلاف المختطفين والمخفيين قسرياً في سجون الانقلاب.
وطالبت «رابطة أمهات المختطفين» المبعوث الأممي غريفيث بسرعة التدخل لإنقاذ الصحافيين اليمنيين الموجودين في قبضة الميليشيات. وأضافت أن «كل الأطراف تستطيع وضع شروطها المسبقة، وتضع الأمهات أمنياتهن؛ فالحرية كما هي حق إنساني، هي لبنة أساسية في بناء السلم الاجتماعي والسلام الشامل». وحملت الرابطة جماعة الحوثيين المسلحة حياة وسلامة جميع الصحافيين المختطفين والمخفيين قسراً داخل سجونها، مطالبة بإطلاق سراحهم فوراً، ودون قيد أو شرط أو مقايضة.
وكانت منظمة «مراسلون بلا حدود» قد حذرت في فبراير (شباط) 2017 من خطورة الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها الميليشيات الحوثية بحق الصحافيين والإعلاميين، وهو ما أثر بشكل حاسم في ترتيب اليمن على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2016؛ حيث احتل اليمن المركز 170 من أصل 180 دولة. وذكرت المنظمة الدولية في بيان أنه بعد مرور ثمانية أشهر فقط من سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء، سجلت نقابة الصحافيين اليمنيين ما لا يقل عن 67 حالة اعتداء على الصحافيين، بهدف منعهم من القيام بعملهم، وقد أصبحت حالات الاختطاف والاختفاء في صفوف الصحافيين لا تعد وتحصى.
وفي تقرير دولي آخر، رصدت منظمة «صحافيات بلا قيود»، انتهاكات الميليشيات الحوثية ضد الصحافيين منذ الانقلاب في 21 سبتمبر (أيلول) 2014، وحتى نهاية النصف الأول من عام 2017، مشيرة إلى أن عدد الصحافيين والإعلاميين الذين فقدوا حياتهم في تلك الفترة الزمنية بلغ 26، وأنه منذ سبتمبر 2014 وحتى نهاية يونيو (حزيران) 2017، بلغ عدد الانتهاكات للحريات الصحافية 825 حالة. كما أصدرت الأمم المتحدة في أغسطس (آب) 2017 تقريراً كشفت فيه عن قيام الميليشيات الحوثية بإغلاق 21 موقعاً إلكترونياً، و7 قنوات تلفزيونية، وحظر نشر 18 صحيفة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.