الرسوم المنخفضة على الملكية المشتركة تسهم في رفع جاذبية المشروعات العقارية في دبي

حجم التصرفات العقارية خلال الشهور العشرة الأولى في الإمارة يصل إلى 48.9 مليار دولار

الوسطاء العقاريون في الإمارة تمكّنوا من جني 229 مليون دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي  («الشرق الأوسط»)
الوسطاء العقاريون في الإمارة تمكّنوا من جني 229 مليون دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي («الشرق الأوسط»)
TT

الرسوم المنخفضة على الملكية المشتركة تسهم في رفع جاذبية المشروعات العقارية في دبي

الوسطاء العقاريون في الإمارة تمكّنوا من جني 229 مليون دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي  («الشرق الأوسط»)
الوسطاء العقاريون في الإمارة تمكّنوا من جني 229 مليون دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي («الشرق الأوسط»)

أكدت دائرة الأراضي والأملاك في دبي، أن الرسوم المنخفضة على خدمات الملكية المشتركة في مناطق التملك الحر في دبي، أسهمت في جاذبية المشروعات العقارية من خلال التشجيع على الشراء بين الراغبين في الاستثمار على المديين المتوسط والبعيد، وحتى أولئك الراغبين في شراء وحدات سكنية للإقامة فيها.
وبيّنت الدائرة، أن الفضل يعزى في ذلك إلى القوانين التنظيمية لهذا النشاط، ومن أبرزها القانون الصادر عام 2007 بشأن الملكية المشتركة، والتعاميم الصادرة من دائرة الأراضي والأملاك في دبي، ومؤسسة التنظيم العقاري، التي أولت موضوع رسوم الخدمات الاهتمام المناسب.
إضافة إلى ذلك، فقد اشترطت المؤسسة على شركات إدارة الخدمات في تلك المشروعات، ضرورة الإفصاح عن البيانات المالية لرسوم الخدمات وتقديمها للتدقيق للمؤسسة قبل التوجه إلى الملاك ومطالبتهم بتسديدها.
وأشار مروان بن غليطة، المدير التنفيذي لمؤسسة التنظيم العقاري التابعة لدائرة الأملاك والأراضي بدبي، إلى الدور التنظيمي والرقابي الذي تتولاه المؤسسة لضمان تعزيز الشفافية في هذا الجانب وتفادي وجود بنود ومواد غير معلومة مسبقاً للمشترين، لافتاً إلى أن المؤسسة اشترطت على شركات الإدارة عرض جميع بياناتها المالية على جمعيات الملاك وأخذ الموافقة المسبقة عليها، وطلبت منها تقديم الميزانية للتدقيق عليها من قِبل شركة تدقيق مالي مسجلة لدى المؤسسة ليتم التدقيق عليها، ومن ثم تقديمها مرة أخرى للمؤسسة من أجل مراجعة عملية التدقيق ليتم اعتمادها في حالة اجتيازها هذه المراحل كافة.
وذكر، أنه عند مقارنة معدل رسوم الخدمات للعام الماضي مع العام الحالي 2018 يظهر إحصاء صادر عن مؤسسة التنظيم العقاري، أن نسبة الانخفاض في 11 منطقة موزعة في أرجاء مختلفة من مدينة دبي تصل إلى 12 في المائة في بعض المناطق.
وشدد على ضرورة الحصول على موافقة المؤسسة على تحصيل رسوم الخدمات، وهو متاح من خلال النظام الإلكتروني (ملاك)، إضافة إلى ضرورة التعاون بين الملاك في تخفيض استخدام الطاقة الذي يؤدي إلى ترشيد في النفقات ليساهم بشكل كبير في تخفيض رسوم الخدمات، حيث إن رسوم الطاقة المتمثلة في الكهرباء والتكييف المركزي مجتمعة تتراوح نسبتها بين 45 و65 في المائة من إجمالي رسوم الخدمات.
وأشار ابن غليطة إلى أن مؤسسة التنظيم العقاري تشترط على شركات الإدارة وجمعيات الملاك تقديم التفاصيل المالية كافة لمدقق مالي معتمد ومسجل لدى المؤسسة ليقوم بعملية لتدقيق على رسوم الخدمات، ومن ثم إعداد التقارير المالية في نهاية كل سنة مالية.
من جانبه، قال محمد بن حماد، مدير إدارة أول في إدارة تنظيم العلاقات العقارية بمؤسسة التنظيم العقاري: إنه من خلال التدقيق على رسوم الخدمات من قِبل مؤسسة التنظيم العقاري، وحرصاً على تعزيز جاذبية الاستثمار العقاري في المدينة طرحنا عدداً من المبادرات الهادفة إلى تخفيض رسوم الخدمات ليعود نفعها على الأفق الاستثماري ومحافظة دبي على مكانتها ضمن قوائم مؤشرات التنافسية العالمية ولتظل واحدة من أبرز الخيارات الاستثمارية في العالم.
وأضاف: إن من بين المبادرات التي أطلقتها مؤسسة التنظيم العقاري تشجيع استخدام الأنظمة الحديثة التي تساعد على توفير الطاقة ضمن المبادرات الخضراء وإمكانية تأجير المساحات في مناطق المساحات المشتركة واستخدام العائد الإيجاري لتخفيض رسوم الخدمات، فضلاً عن مبادرة طلب تركيب عدادات وتكييف للوحدات العقارية.
وكانت دائرة الأراضي والأملاك في دبي قد أعلنت أن حجم التصرفات العقارية في الشهور العشرة الأولى من العام الحالي وصل إلى 180 مليار درهم (48.9 مليار دولار)، تحققت من خلال 44.7 ألف صفقة أبرمها 24.4 ألف مستثمر. وأشارت الدائرة في وقت سابق إلى أن الوسطاء العقاريين في الإمارة تمكنوا من جني 842 مليون درهم (229 مليون دولار) خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي عبر 18121 إجراءً اتخذوها.
وأوضح التقرير الصادر عن إدارة الدراسات والبحوث العقارية في أراضي دبي، أن هذه العمولات تحققت من خلال جهودهم في مبيعات الأراضي بواقع 429 مليون درهم (116.7 مليون دولار) ومبيعات المباني بـ73 مليون درهم (19.8 مليون دولار)، بينما حصلوا من مبيعات الوحدات السكنية بمختلف أنواعها على 340 مليون درهم (92.5 مليون دولار).
وكشف التقرير عن وجود نشاط مرتفع للمرأة بصفتها وسيطاً عقارياً في السوق؛ إذ بلغ عدد النساء اللواتي يعملن في هذا المجال 1901 امرأة سجلن 5617 إجراءً، في حين بلغ حجم عمولاتهن 261 مليون درهم (71 مليون دولار).
وعلى صعيد متصل، وصل عدد تصاريح الوسطاء العقاريين المعتمدين في السجلات الرسمية لدى الدائرة إلى 4686 تصريحاً، بينما بلغ عدد مكاتب الوساطة العقارية المعتمدة 2436 مكتباً.
وقال يوسف الهاشمي، نائب المدير التنفيذي لمؤسسة التنظيم العقاري: إن الوسطاء يلعبون دوراً مهماً في السوق، ويعول عليهم في استقطاب المستثمرين من شتى أنحاء العالم، فضلاً عن إبراز ما تتمتع به سوقنا العقارية من خصائص مميزة، لافتاً إلى أن «أراضي دبي» وضعت نظاماً شاملاً لحماية حقوق الوسطاء في كل صفقة ينجحون في إبرامها بعد التوفيق بين طرفي البيع والشراء.
وأعرب عن تقديره مساهمات الوسطاء العقاريين ومكاتب الوساطة العقارية، واصفاً الدور الذي يقومون به بالجوهري والمهم، مشيراً إلى أن 5622 وسيطاً عقارياً أسهموا في تعزيز حيوية هذا القطاع خلال الفترة المشمولة بالتقرير.


مقالات ذات صلة

السعودية: 20 % نمو العقود التمويلية للدعم السكني في 2024

الاقتصاد جناح صندوق التنمية العقارية في «منتدى مستقبل العقار 2023» بالرياض (موقع الصندوق الإلكتروني)

السعودية: 20 % نمو العقود التمويلية للدعم السكني في 2024

ارتفعت العقود التمويلية في السعودية لبرامج الدعم السكني من قبل صندوق التنمية العقارية بنسبة 20 في المائة خلال عام 2024، وذلك نتيجة تنوّع الحلول التمويلية وإتاحة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» العقاري بالرياض (الشرق الأوسط)

القروض العقارية السعودية في أعلى مستوياتها على الإطلاق

شهدت عمليات الإقراض العقارية التي توفرها شركات التمويل ارتفاعاً إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق بنهاية الربع الرابع من عام 2024 إلى 28 مليار ريال.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد من معرض سيتي سكيب 2024 الأكبر عقارياً في العالم (واس)

سوق الرهن العقاري بالسعودية... محرك رئيسي في النمو والتنويع المالي

يأتي توجه السعودية نحو تطوير سوق الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري من ضمن التطورات المتسارعة التي يشهدها التمويل العقاري في السعودية.

محمد المطيري
الاقتصاد لوحة وكيل عقارات معروضة خارج منزل في شارع سكني في بلاكبيرن (رويترز)

أسعار المساكن في بريطانيا تتجاوز التوقعات وتواصل الارتفاع

أعلنت شركة «نيشن وايد» للإقراض العقاري، يوم الخميس، أن أسعار المساكن البريطانية شهدت ارتفاعاً جديداً في ديسمبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أحد مشروعات «الوطنية للإسكان» (واس)

الصفقات العقارية في السعودية تتجاوز 533 مليار دولار خلال 2024

تجاوزت قيمة الصفقات العقارية في السعودية 533 مليار دولار (2.5 تريليون ريال) لأكثر من 622 ألف صفقة في عام 2024.

محمد المطيري (الرياض)

ورشة عمل تدعو لمزيد من المرونة في التشريعات والأنظمة لمواكبة الواقع العقاري

TT

ورشة عمل تدعو لمزيد من المرونة في التشريعات والأنظمة لمواكبة الواقع العقاري

نظمت غرفة الرياض؛ ممثلة باللجنة العقارية، وبالتعاون مع مجلس الغرف السعودية، الأربعاء، ورشة عمل مختصة بحصر التحديات التي تعترض تطور القطاع العقاري وتحدّ من إنتاجيته، مقدمة عدداً من الحلول للعراقيل التي تواجهه، بحضور مندوبين عن وزارة الإسكان والهيئة العامة للعقار وهيئة السوق المالية، وذلك بمقر الغرفة.
وبين عائض الوبري، عضو مجلس الإدارة رئيس اللجنة العقارية بالغرفة، أن الورشة تأتي لبحث سبل تعزيز برامج «رؤية المملكة 2030»، وذلك بعد توجيه مسار التحديات نحو تحديد المعوقات التي تواجه القطاع الخاص بشكل منفرد، ثم توجيهه نحو العوائق التي تواجه القطاع الخاص مع الجهات الحكومية وتحديد الحلول اللازمة لها بالتنسيق مع «المركز الوطني للتنافسية».
وتناولت الورشة، بحضور عدد من المستثمرين العقاريين والمهتمين، 4 محاور؛ شملت السياسات والأنظمة المتعلقة بالتشريعات، والتنافسية بين القطاعين العام والخاص، والرسوم الحكومية والضرائب، والكوادر البشرية وسياسات التوطين، حيث ناقشت الورشة من خلال حضورها كل محور منها على حدة، وقدمت فيه عدداً من الحلول المقترحة.
وأشار الحضور من المستثمرين العقاريين إلى أن التشريعات والأنظمة بحاجة لمزيد من المرونة ومواكبة الواقع العقاري وحاجته لتسريع أعماله والنظر في لائحة المكاتب العقارية، مشيرين لتأثره بالقرارات المفاجئة. وفي ذلك أشار مندوب وزارة الإسكان إلى أن الوزارة تراجع التشريعات العقارية وعلاقتها بالأنظمة الأخرى، مؤكداً حاجتها للتعديل، وقال إن الوزارة تعمل على ذلك وأنها ستصدر دليلاً كاملاً للمطورين.
وفي محور الرسوم الحكومية، طالب قطاع الأعمال بالنظر في ارتفاع الرسوم، فيما أكدوا عبر محور التنافسية بين القطاعين العام والخاص وجود تنافس من خلال القطاع العقاري التجاري؛ بينما من حيث الإسكان فهو علاقة تكاملية، مشيرين لأهمية تفعيل دور «المركز الوطني للتنافسية» لإيجاد حدود واضحة لماهية هذه التنافسية وتأثيرها على القطاع الخاص العقاري، فيما طالبوا بمنع الأجنبي من العمل في الشركات العقارية، وذلك فيما يختص بمحور الكوادر البشرية وسياسات التوطين.