هل يتخلى «القط الأسمن» في كرة القدم الإنجليزية عن منصبه؟

أجر الرئيس التنفيذي لرابطة اللاعبين المحترفين الأعلى في بريطانيا ويتخطى ديشامب ولوف مدربَي فرنسا وألمانيا

TT

هل يتخلى «القط الأسمن» في كرة القدم الإنجليزية عن منصبه؟

تعتبر المبالغ الخيرية التي يجري دفعها للاعبين السابقين مجرد نسبة لا تذكر من راتب غوردون تايلور الرئيس التنفيذي لرابطة اللاعبين المحترفين الإنجليزية، والذي يواجه دعوات للتخلي عن المنصب الذي جعل منه المسؤول الإداري الأعلى أجراً في بريطانيا.
ماذا سيكون رد الفعل عندما تعلمون أنه خلال الأسبوع الماضي مر غوردون تايلور بهدوء بالذكرى الـ40 لتوليه منصبه باعتباره القيادة الأبرز بمجال كرة القدم وشرع في عملية تحويل نفسه من لاعب جناح قوي البنية في صفوف «بيري» في غياهب دور الدرجة الثالثة الإنجليزية بنظامها القديم، إلى حياة الثروة والجاه؟.
وإذا تجاوزنا عن أوجه القصور التي تتسم بها المؤسسة التي يترأسها تايلور، وتجاهلنا أنه عادة ما يمثل هو، وليس ريتشارد سكودامور (رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم)، الزعيم الحقيقية لثقافة القطط السمان بمجال كرة القدم، فإنه لا يملك المرء سوى الشعور ببعض الحسد تجاهه لتمكنه من البقاء في هذا المنصب الرفيع على امتداد هذه الفترة الطويلة.
عندما حل تايلور محل ديريك دوغان في رئاسة رابطة اللاعبين المحترفين في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 1978، كانت من بين القضايا الكبرى المهيمنة على الساحة آنذاك إضراب عمال المخابز في بريطانيا والذي أدى إلى توزيع حصص من الخبز.
وفي تلك الفترة، بلغ سعر نصف لتر الحليب 11 قرشاً وكان متوسط الراتب السنوي 5440 جنيهاً إسترلينياً. في تلك الفترة، تميز تايلور بشعر كستنائي اللون ووجه شاب مألوف. بمرور الوقت، تحول هذا الشاب صاحب الوجه المألوف إلى شخص رتيب ومثير للانقسامات ويتلقى راتباً مبالغاً فيه على نحو بالغ ومفعم بروح الخيلاء والتكبر.
إلا أن الإنصاف يقتضي القول بأنه على المستوى الشخصي، كانت الحياة المهنية لهذا الشاب قصة نجاح كبيرة تمكن تايلور من بعدها في جني أموال ضخمة من المال والبقاء في منصب ينطوي على قدر كبير من النفوذ طيلة أربعة عقود، بل ونال عام 2008 وسام رتبة الإمبراطورية البريطانية.
وخلال أول مقابلة له كرئيس، قبل ثلاث سنوات من توليه دور الرئيس التنفيذي، شدد تايلور على رغبته في خلق مستوى أفضل من التفاهم بين اللاعبين وأنديتهم والحكام. وربما لم يحالفه الحظ على هذا الصعيد، لكن من المؤكد أنه أنجز شيئاً صائباً ليبقى بمنصبه طوال هذه الفترة، وإن كان ثمة تحدٍ يواجه المرء عندما يحاول تذكر هذا الإنجاز على وجه التحديد. ومع هذا، تبقى الحقيقة أنه فاز بتكريم صحيفة «التايمز» عام 1985 لكونه «دون شك المسؤول الإداري والمفاوض الأكثر إبهاراً بمجال الكرة».
وقد يكون العمل البطولي الأكبر الذي أنجزه عندما تدفقت أموال البث التلفزيوني الضخمة على الكرة الإنجليزية، وهدد هو بتنظيم اللاعبين إضراباً إذا لم تحصل الرابطة التي تمثلهم على نسبة معقولة من هذه الثروات.
من ناحيتهم، طرح مسؤولو الدوري الممتاز عرضاً لتسوية جميع الخلافات المشتعلة على نحو ودي. أما رد تايلور، والذي عبر تماماً عن شخصيته، فكان أنهم قد يتعين عليهم إبداء قدر أكبر بكثير من الود عن ذلك.
وبالنظر إلى هذه القضية، نجد أن أداءه لم يكن سيئاً بالنظر إلى أننا نعيش في حقبة، حيث إبداء الدهشة حيال الأموال الضخمة التي يحصدها تايلور أصبح أشبه بجزء سنوي من أجندة الفعاليات المتعلقة بكرة القدم. العام الماضي، كشفت حسابات رابطة اللاعبين المحترفين أن راتب تايلور بلغ 2.29 مليون جنيه إسترليني. وفيما مضى، تضاعف أجره بمقدار ثلاثة أضعاف تقريباً، من 1.13 مليون جنيه إسترليني إلى 3.37 مليون جنيه إسترليني بعد العلاوات. ويعني ذلك أن تايلور تقاضى راتباً يفوق ليس فقط راتب أي مسؤول آخر بنقابة عمالية على وجه الأرض، وإنما كذلك راتب ديدييه ديشامب مدرب فرنسا بطلة العالم في 2018 ويواخيم لوف مدرب ألمانيا بطلة العالم في 2014.
ومن غير المثير للدهشة أن نجد بن بوركيس، الرئيس الحالي لرابطة اللاعبين المحترفين، يشق الصفوف ويطلق دعوة لإجراء تحقيق مستقل حول الأسلوب الذي جرت به إدارة الرابطة ومدى إمكانية إجراء تغيير في النظام بها. وهي خطوة اعتبرت تحدياً للرئيس التنفيذي الذي أمضى فترة طويلة في منصبه.
وقال بوركيس، (34 عاما)، وهو لاعب غير متعاقد مع فريق‭ ‬وولسل‭ ‬في دوري الدرجة الثالثة: «تشهد كرة القدم تطوراً سريعاً، وكذلك اللاعبين. وعليه، فإن رابطة اللاعبين المحترفين بحاجة إلى التطور هي الأخرى. إن اللاعبين الذين شاركوا في مجال كرة القدم في الماضي والحاضر ومن سيشاركون مستقبلاً بحاجة إلى رابطة لاعبين محترفين قادرة على تلبية احتياجات اللاعب الحديث». وتعتبر تلك إشارة ضمنية من بوركيس إلى فكرة أن الرابطة عالقة في زمن ولى وانتهى. وكان طبيعياً أن ينهض تايلور الرئيس التنفيذي للرابطة ويرد في خطاب مفتوح وجهه لأعضائها بأنه يوصي بإجراء مراجعة «شاملة ومفتوحة» لهيكلة الرابطة والعمليات التي تقوم بها.
وكتب تايلور، في خطابه المفتوح: «أشعر بسعادة عندما أدافع عما حققته الرابطة، خاصة فيما يتعلق بالصحة النفسية والتنوع ورفاهية اللاعبين. لكنني أول من يعترف بوجود مجالات يمكننا تحسينها. نتعهد لكم دائماً بصفتكم أعضاء في الرابطة أن نلتزم بأعلى المعايير الممكنة... أصر على أننا لا يجب أن نتجاهل الانتقادات بل علينا أن نواجهها».
وأضاف: «سنرفع توصية إلى مجلس أمناء ولجنة إدارة الرابطة بالسماح للجنة مستقلة بإجراء عملية مراجعة شاملة ومفتوحة لهيكل وأنشطة الرابطة باعتبارها اتحاداً تجارياً يضم لاعبي كرة القدم المحترفين في إنجلترا وويلز».
ولم يكشف تايلور عن تفاصيل أخرى، ولم يشر لجدول زمني بخصوص هذه المراجعة قائلاً إنه سيتحدث لاحقاً عن التطورات.
وبطبيعة الحال، سينظر تايلور إلى الأمر على نحو مختلف، وربما لا ينبغي أن نشعر بالدهشة إذا شاهدنا سعياً محموماً خلف المصالح الذاتية الخالصة خلال الفترة المقبلة، خاصة بعدما كشف بند التعويض المالي في عقد ريتشارد سكودامور الأسبوع الماضي عن حجم الفقاعة المالية التي شهدها مجال كرة القدم.
وبالتأكيد شعر الجميع بصدمة بالغة مع ورود أنباء عن أن بروس بوك، رئيس نادي تشيلسي، يعكف على اتخاذ ترتيبات لتقديم هدية وداع للرئيس التنفيذي للدوري الممتاز (صديقه الذي يذهبان معاً في رحلات صيد) بقيمة 5 ملايين جنيه إسترليني، بحيث يشارك كل نادٍ بـ250 ألف جنيه إسترليني. وإن كان من اللافت كذلك غياب تايلور عن الجهود الكبيرة لتوضيح هذا الأمر. بالتأكيد، من الصعب على المرء طرح محاضرات عن السبيل المناسب لإدارة المال في وقت سبق وأن اتهم رئيس للدوري الممتاز، تايلور بـ«بناء ضريح ضخم من الجشع»، تنبغي الإشارة في هذا الصدد إلى أن زعيم رابطة اللاعبين المحترفين سبق وأن تقاضى في هدوء 700 ألف جنيه إسترليني من «نيوز إنترناشونال» كتعويض لكونه ضحية تنصت على الهواتف، بدلاً عن لجوئه لكشف النقاب عن فضيحة قد تمس أعضاء الرابطة. ومثلما أوضح فريق المحامين الممثل لـ«نيوز أوف ذي وورلد» في خطاب موجه إلى لجنة الشؤون الثقافية والإعلامية والرياضية بمجلس العموم، فإن الفريق القانوني المعاون لتايلور تحرك بناءً على توجيهات واضحة بأنه «يرغب إما في الثأر أو تحقيق الثراء».
الواضح أنه نجح في إنجاز هدفه الثاني. ولا يسعنا سوى التساؤل حول ما إذا كان قد يشعر ولو بقليل من الحرج عندما يفكر في أن آخر راتب تقاضاه يفوق أربعة أضعاف ما دفعته رابطة اللاعبين المحترفين العام الماضي في صورة منح خيرية لآلاف اللاعبين المحترفين السابقين الذين من المفترض أنها تمثلهم الرابطة وتتولى رعايتهم.
هل طرأ على ذهن أي من مسؤولي الرابطة أن التوزيع المالي بها يبدو مفتقراً إلى التناسب بشكل صارخ وفج، في وقت يعاني كثير من كبار الرياضيين من التهاب المفاصل أو مصاعب أخرى؟ وهل بمقدور تايلور النظر في المرآة وإخبار نفسه وهو يضع يده على قلبه أن أولوياته لم يصبها عوار شديد في وقت يفترض غالبية الناس أن الهدف الرئيسي من رابطة اللاعبين المحترفين يتمثل في رعاية أعضاء هذه المهنة، وتناول مشكلات الصحة الذهنية التي يعانونها، والمصاعب المالية الشديدة وما إلى غير ذلك؟ وهل باستطاعته إيجاد مبرر لأن تنفق مؤسسة يبلغ رصيدها في البنك 50 مليون جنيه إسترليني، تبعاً لما ذكره بوركيس، 100 ألف جنيه إسترليني فقط على دراساتها المتعلقة بالخرف؟ أو لحقيقة إعلان رابطة اللاعبين المحترفين بالتعاون مع اتحاد الكرة عام 2002 عن إطلاق برنامج بحثي لمدة 10 سنوات، لكن لم يجرِ اتخاذ أي خطوة فعلية على أرض الواقع بهذا الشأن حتى أواخر عام 2007؟.
من ناحيتها، دعت أسرة جيف استل، أحد اللاعبين الذين عانوا من إصابة شديدة بالمخ بسبب ضربه الكرة برأسه على نحو متكرر، تايلور لتقديم استقالته. وكان استل في الـ59 عندما توفي. لقد عرضت كاميرا برنامج «بي بي سي إنسايد أوت» صورة لابنة استل لاعب المنتخب الإنجليزي ونادي «وست بروميتش ألبيون»، وهي تخرج من اجتماع داخل مقر رئاسة رابطة اللاعبين المحترفين برفقة رجل من المفترض أنه كان يقدم لها، وللرياضة ككل، أكثر من مجرد أعذار واهية. ولا تقتصر الأدلة على غياب المنطق عن ترتيب أولويات تايلور على مثال واحد. على سبيل المثال، لا تزال هناك حيرة حيال مسألة أن رابطة اللاعبين المحترفين تمكنت من توفير ما يقرب من مليوني جنيه إسترليني لشراء لوحة من إبداعات إل. إس. لوري، علاوة على دفع 70 ألف جنيه إسترليني سنوياً لصندوق داخل مانشستر سيتي، والله وحده يعلم حجم ما تدفعه الرابطة مقابل تذكارات كروية أخرى لوضعها في أحد المتاحف، في الوقت الذي تتبرع بـ125 ألف جنيه إسترليني سنوياً للحفاظ على استمرار عمل مبادرة «اطرده خارجاً» المعنية بالتخلص من مظاهر العنصرية داخل ملاعب كرة القدم، والتي تعاني من نقص مزمن في الموارد.
كذلك هناك تساؤل حول ما إذا كان قد خطر ببال تايلور قط لدى مشاهدته الفيلم الوثائقي «جدار الصمت بكرة القدم» الصادر عام 1997 والذي سلط الضوء على الجرائم المروعة التي ارتكبها المدرب باري بينيل، بجانب الاحتمالية المرتفعة للغاية أن يكون هناك الكثير من المنحرفين ممن يعتدون جنسياً على الأطفال منتشرين عبر مختلف أرجاء الحقل الكروي، أن رئيس رابطة اللاعبين المحترفين ينبغي له الإقرار بوجود مشكلة خطيرة، بدلاً عن الانتظار لـ20 عاماً تقريباً أخرى للاعتراف بذلك من خلال آندي وودورد عبر صفحات «الغارديان».
بالتأكيد، لم يكن هذا سهلاً بالنسبة لاتحاد الكرة و«مانشستر سيتي» وبعض الأندية الأخرى المتورطة بشكل خطير في فضيحة الانتهاكات الجنسية بمجال كرة القدم، محاولة إدراك السبب وراء عدم بذل مزيد من الجهود آنذاك، خاصة وأنهم كانوا يجرون تحقيقات حول أنظمة رحلت منذ فترة بعيدة. إلا أن رابطة اللاعبين المحترفين وغوردون تايلور كانوا قائمين في أماكنهم منذ فترة طويلة، فقد عمل تايلور بدوام كامل في الرابطة منذ عام 1980 وأصبح رئيساً تنفيذياً لها عام 1981.
والآن، هل بإمكان تايلور أن يستوعب السبب وراء تطلع الكثير من الضحايا باتجاهه، وتساؤلهم عن السبب وراء عدم إبداء رابطة اللاعبين المحترفين اهتمام يذكر بتلك الفضيحة؟ أو لماذا قالت ديبورا ديفيز، الصحافية الرائعة التي أنجزت الفيلم الوثائقي لحساب «القناة الرابعة البريطانية»، عن السلبية الواضحة التي أظهرها تايلور - «لم يصل إلى علمي أي التزام جاد من جانب غوردون تايلور لإجراء تحقيق» - إنها شعرت بصدمة بالغة على نحو خاص لأن تايلور شارك في صياغة برنامج لتنمية مهارات الناشئين عبر مختلف جنبات اللعبة؟ وقالت ديبورا: «كان ذلك في الثمانينات عندما تعرض الكثير للغاية من الناشئين الذين لا تتجاوز أعمارهم 16 عاماً لانتهاكات جنسية، وكان من بين أسباب وقوع ذلك شعور هؤلاء الناشئين بأنه لا أحد على مستوى كرة القدم الاحترافية سوف يدعمهم إذا أعلنوا عما يتعرضون له».
ومثلما هو متوقع، بدلت رابطة اللاعبين المحترفين أولوياتها خلال ما يعرف بحقبة ما بعد وودورد، وأبدت التزاماً خاصاً تجاه «سيف»، إحدى مجموعات الناجين. ومع هذا، تبقى النقطة الأساسية دونما تغيير: كيف كان يمكن إنقاذ هؤلاء الفتيان لو كانت السلطات المعنية تفاعلت مع الأمر على نحو مختلف حينها؟.
لقد كانت بعض الخطابات والرسائل الأخرى التي وصلت رابطة اللاعبين المحترفين بعد تكشف أمر هذه الفضيحة، تدمي القلب. وأعتقد أنه ينبغي لكليف شيلدون، المسؤول عن التحقيق المستقل الذي يجريه اتحاد الكرة الإنجليزي بخصوص هذه الفضيحة، اقتراح أن يتخذ تايلور القرار الوحيد الصائب في هذه الحالة: الاستقالة.
ومع ذلك، لا ينبغي لأحد أن يعول كثيراً على هذا الأمر، فثمة سبب منطقي وراء وصف تشارلي سيل، صحافي «الديلي ميل»، في وقت قريب لتايلور بأنه شخص «يصعب المساس به»، يحيط به بعض الحلفاء المخلصين داخل مؤسسة تثير أحياناً لدى المرء شعوراً بأنها جماعة تدور حول عبادة فرد، وتخضع لهيمنة رجل واحد فحسب. في الواقع، تضم رابطة اللاعبين المحترفين بعض العناصر الجيدة بين مسؤوليها. إلا أنه في الوقت ذاته تبقى المؤسسة بحاجة ماسة إلى التحديث، والقاعدة الأساسية الحاكمة هنا ببساطة: لن يحدث ذلك مطلقاً حتى يحدث تغيير على مستوى القيادات العليا.
إلا أن أكثر ما يحير المتابعين لكرة القدم الإنجليزية هو رد الفعل العام عبر مختلف جنبات الحقل الكروي عندما يجري تذكير أعضاء هذا المجال بمبادئ تايلور المطاطية. على سبيل المثال، بدا رد الفعل العام متراخياً عندما اتضح أن الرجل الذي أعلن اتخاذ سياسة شديدة الصرامة إزاء القمار، أغدق 4 ملايين جنيه إسترليني على الفي رهاناً، ويدين لأحد وكلاء المراهنات بما يزيد على 100 ألف جنيه إسترليني. أو قد تتذكرون جميعاً الجهود التي بذلها تايلور لمنع الوكيل رايتشيل أندرسون من حضور حفل العشاء السنوي الذي تقيمه المؤسسة التي يترأسها لأنه رغب في تنظيم حفل لا يحضره سوى الرجال، أو الاعتذار الفج الذي قدمه لتشيد إيفانز لتشبيهه إياه بأحد النشطاء المطالبين بإقرار العدالة في مأساة ملعب هيلزبره، أو المأساة المبكية المضحكة لرينالد دي هنتر عندما دأب على استخدام ألفاظ غير لائقة خلال حفل توزيع جوائز رابطة اللاعبين المحترفين لعام 2013 وغير ذلك الكثير. في كل مرة يحدث موقف كهذا، يبدو الحقل الكروي مصدوماً، ثم يطأطئ برأسه وكأنه يعلن إذعانه لفكرة أن هذا هو غوردون تايلور وهذا هو أسلوب عمل الرابطة التي يديرها ولا سبيل لتغيير ذلك. ويبدو أنه حتى هذه اللحظة ليس هناك أحد على استعداد لمساءلة تايلور بجدية وطرح مسألة ما إذا كان من الممكن تحسين مستوى أداء الرابطة وما ينبغي فعله لإنجاز ذلك؟
قد يعود ذلك إلى أنه ليس من السهل الوقوف في وجه تايلور. من ناحيته، يقول بوركيس إنه علم الآن أن أهليته كرئيس للرابطة محل تساؤل، فهل هو قادر بالفعل على تحدي تايلور!!. يبدو الأمر برمته مريباً، ونتذكر مقولة غاريث ساوثغيت مدرب منتخب إنجلترا عن عشقه لرياضة كرة القدم، مع تحفظه إزاء الصناعة المنظمة لها. إلا أن هذه الفكرة يعود الفضل وراء طرحها للمرة الأولى إلى ويليام مكغريغور، مؤسس دوري كرة القدم، عندما قال عام 1909 حسبما ورد في كتاب «دوري كرة القدم والرجال الذين صنعوه»: «احذروا الرجال الأذكياء أصحاب الشخصيات الحادة الذين يتسللون إلى داخل رياضة كرة القدم». لقد كان تحذيره في محله.


مقالات ذات صلة

الدوري الإنجليزي: ساوثهامبتون يحرم برايتون من الوصافة

رياضة عالمية من المواجهة التي جمعت برايتون وساوثهامبتون (أ.ف.ب)

الدوري الإنجليزي: ساوثهامبتون يحرم برايتون من الوصافة

أهدر برايتون فرصة الارتقاء الى المركز الثاني مؤقتا بسقوطه في فخ التعادل 1-1 مع جاره الجنوبي ساوثمبتون الجمعة في افتتاح المرحلة الثالثة عشرة من الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية نيستلروي عقب توقيعه العقد مع ليستر سيتي (حساب ليستر سيتي)

ليستر سيتي يستنجد بنيستلروي مدرباً جديداً لإنقاذه

أعلن ليستر سيتي المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، تعيين رود فان نيستلروي مدربا جديدا له خلفا لستيف كوبر بعقد يمتد حتى يونيو حزيران 2027.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كوناتي لن يتمكن من المشاركة في القمة الإنجليزية (أ.ف.ب)

كوناتي يقطع الشك: لن أشارك أمام مانشستر سيتي

ثارت شكوك حول احتمال غياب إبراهيما كوناتي، مدافع فريق ليفربول الإنجليزي، عن مباراة فريقه أمام مانشستر سيتي المقرر إقامتها الأحد في الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية هل تتواصل أحزان مانشستر سيتي في ليفربول؟ (أ.ب)

ليفربول المنتشي لتعميق جراح سيتي في الدوري الإنجليزي

حتى في فترته الذهبية تحت قيادة جوسيب غوارديولا أخفق مانشستر سيتي في ترويض ليفربول بأنفيلد.

رياضة عالمية لامبارد (د.ب.أ)

لامبارد مدرب كوفنتري الجديد: سأثبت خطأ المشككين

قال فرنك لامبارد، مدرب كوفنتري سيتي الجديد، إنه يسعى لإثبات خطأ المشككين في قدراته بعد توليه مسؤولية الفريق المنافِس في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.