ملك البحرين وولي العهد السعودي يدشنان خط أنابيب نفط مشتركاً... ويشددان على رفض أي ممارسات تستهدف أمن المنطقة

محمد بن سلمان وصل إلى محطته الثالثة القاهرة والسيسي في مقدمة مستقبليه

ولي العهد السعودي والعاهل البحريني خلال تدشين خط أنابيب النفط المشترك بين البلدين (واس)
ولي العهد السعودي والعاهل البحريني خلال تدشين خط أنابيب النفط المشترك بين البلدين (واس)
TT

ملك البحرين وولي العهد السعودي يدشنان خط أنابيب نفط مشتركاً... ويشددان على رفض أي ممارسات تستهدف أمن المنطقة

ولي العهد السعودي والعاهل البحريني خلال تدشين خط أنابيب النفط المشترك بين البلدين (واس)
ولي العهد السعودي والعاهل البحريني خلال تدشين خط أنابيب النفط المشترك بين البلدين (واس)

دشن الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، أمس، خط أنابيب النفط الجديد بتعاون سعودي – بحريني، بين «أرامكو» السعودية و«بابكو» البحرينية بمعدل ضخ يبلغ حالياً 220 ألف برميل يومياً، وبسعة قصوى تصل إلى 350 ألف برميل يومياً، وبطول يبلغ 110 كلم، يربط بين معامل «بقيق» السعودية، ومصفاة «بابكو» البحرينية.
من جانب آخر، بدأ الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، أمس، زيارة لجمهورية مصر العربية تستمر يومين، حيث وصل في وقت لاحق إلى القاهرة، وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مقدمة مستقبليه بمطار القاهرة، ومن المقرر أن يبحث الجانبان سُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، في إطار الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة والرياض، بالإضافة إلى المستجدات بالمنطقة في مختلف المجالات.
وفي حفل تدشين خط النفط المشترك، شاهد العاهل البحريني وضيفه ولي العهد السعودي، بحضور الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء البحريني، والأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد البحرين، والحضور، عرضاً تاريخياً عن التعاون السعودي البحريني في المجال النفطي منذ البدايات حتى وقتنا الحاضر.
وألقى وزير النفط البحريني الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، كلمة استعرض خلالها مسيرة التعاون بين البلدين في المجال النفطي، وفي ختام الحفل تجوّل ملك البحرين، والأمير محمد بن سلمان في المعرض التاريخي للنفط.
من جانب آخر، أكد رئيس وزراء البحرين، أمس، أن السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين «هي السد المنيع للعرب والمسلمين، وأي استهداف لها هو استهداف للجميع».
وقد غادر الأمير محمد بن سلمان، أمس، البحرين متوجهاً إلى القاهرة المحطة الثالثة في جولته العربية قبل مشاركته في قمة دول العشرين التي تُعقد نهاية الشهر الجاري في بوينس آيرس بالأرجنتين.
وتعد زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى مصر، هي محطته الثالثة ضمن جولته الإقليمية التي بدأت، الخميس الماضي، وشملت الإمارات والبحرين.
وقبل مغادرته، البحرين عقد الأمير محمد بن سلمان أمس، مباحثات مع الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء البحريني، بحضور وفدي البلدين بمقر إقامته في البحرين، كما أجرى مباحثات مماثلة مع ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
وعقب المباحثات، أكد ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء البحريني، أن «مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية عائلة واحدة تجمعهما أواصر متينة وتشابك أسري ومواقف وتاريخ وتضحيات مشتركة شكّلت عوامل وأساساً متيناً للعلاقات التاريخية بينهما».
كما أكدا «أن كلاً من السعودية والبحرين قد واجهتا تحديات كبيرة لكن كل تحدٍّ جعلهما أقوى مما كانتا عليه»، معربَين «عن رفضهما لأي ممارسات تستهدف التأثير على أمن المنطقة وشق صف وحدتها».
كما أكد رئيس الوزراء البحريني «أن ولي العهد السعودي قام بدور كبير لما يجسده بسياساته الناجحة من تجديد لرؤية عصرية طموحة».
وقد استعرض الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء البحريني، خلال المباحثات، التطورات والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وقالت وكالة أنباء البحرين، إن الجانبين «عقدا مباحثات تناولت العلاقات التاريخية الأخوية الوطيدة التي تربط بين البلدين، وما وصل إليه التعاون الثنائي بين البلدين من تطور ونماء في مختلف المجالات».
وأضاف رئيس الوزراء البحريني «أن ولي العهد السعودي قام بدور كبير لما يجسده بسياساته الناجحة من تجديد لرؤية عصرية طموحة»، بينما أشار ولي العهد السعودي إلى أن خادم الحرمين الشريفين الذي يكنّ تقديراً كبيراً وخاصاً لرئيس الوزراء البحرين، «يسير على جادة من سبقوه من قادة السعودية في توجهاتهم نحو العلاقات المتميزة مع البحرين».
كما أعرب الأمير خليفة بن سلمان «عن بالغ الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية، قيادةً وحكومةً، على ما تحظى به مملكة البحرين من دعم ومساندة متميزة من المملكة العربية السعودية الشقيقة في ظل ما يربط بين البلدين الشقيقين من علاقات أخوية وتاريخية».
وأشار رئيس الوزراء البحريني خلال المباحثات إلى «أن مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ستظل كل منهما عضداً وسنداً للأخرى، وأن نخب المحبة والأخوة بينهما يعلو يوماً بعد يوم حتى وصل إلى هذا المستوى الرفيع»، لافتاً إلى أن «المملكة العربية السعودية اليوم بقيادة خادم الحرمين الشريفين هي السد المنيع للعرب والمسلمين، وأي استهداف لها هو استهداف للجميع، وواجب أن يهبّوا لدعمها، فهي لم تتأخر يوماً عن دعم أي دولة عربية أو إسلامية في أي موقف».
فيما أعرب الأمير محمد بن سلمان عن شكره وتقديره لمواقف البحرين «الداعمة للمملكة العربية السعودية الشقيقة، وهي مواقف تعكس بصورة جليّة عمق العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط بين البلدين»، متمنياً لمملكة البحرين المزيد من التقدم والرفعة.
ولاحقاً، التقى الأمير محمد بن سلمان، في مقر إقامته في البحرين، أمس، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بمملكة البحرين، بحضور وفدي البلدين.
وجرى خلال اللقاء بحث فرص تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بالإضافة إلى عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة «عمق العلاقات الأخوية والروابط التاريخية التي عززتها المواقف المصيرية والأهداف المشتركة الواحدة التي تجمع بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة».
كما أشاد بجهود الأمير محمد بن سلمان «المتميزة في دعم علاقات التعاون والتنسيق المشترك بين البحرين والسعودية»، وأكد أن المملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادة خادم الحرمين الشريفين «هي البيت الجامع الذي يحتضن الجميع، لدورها المحوري والفاعل تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية، بما يسهم في تحقيق أمن واستقرار المنطقة».
وأكد الأمير سلمان بن حمد «أن مملكة البحرين تثمّن عالياً مواقف الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، وأن البلدين الشقيقين جسد واحد إزاء مختلف التحديات، وهو واقع أكدته المواقف التي نحفظها إرثاً كنهج رسّخه الآباء والأجداد ونتواصل عليه».
ورحب ولي عهد البحرين بزيارة الأمير محمد بن سلمان لمملكة البحرين، منوهاً «بأهمية هذه الزيارة ودورها في مواصلة العمل نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية في مجالات أوسع بما يدعم الرؤية المشتركة بينهما ويلبّي التطلعات التي تصب في أهداف التنمية المستدامة لكلا البلدين الشقيقين».
كما أشاد بتطلعات الأمير محمد بن سلمان «الداعمة لتوجهات خادم الحرمين الشريفين في رسم ملامح نهضة جديدة للمملكة الشقيقة وما تتيحه من فرص لتحقيق التكامل المشترك».
وفي ختام زيارته، أبرق الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، للعاهل البحريني، مثمناً حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي لقيها والوفد المرافق له، وقال: «إن هذه الزيارة لبلدنا الثاني مملكة البحرين تأتي في إطار العلاقات الأخوية المتميزة والخاصة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، في ظل قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وجلالتكم، لتحقيق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة».
وكان في وداع ولي العهد في مطار قاعدة الصخير الجوية الملك حمد بن عيسى آل خليفة، كما كان في وداعه الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، والأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وكبار المسؤولين في الحكومة البحرينية.
وعن زيارة ولي العهد السعودي للقاهرة، أوضح أسامة نقلي سفير السعودية لدى مصر مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن زيارة ولي العهد إلى القاهرة «تعكس عمق ومتانة العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين وحجم التعاون القائم بينهما، إضافة إلى حجم التنسيق والتشاور المتبادل في مواجهة التحديات المشتركة وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية والأمن والسلم الدوليين».
وأكد نقلي، في تصريحات له أمس، أن «الشراكة الاستراتيجية بين المملكة ومصر تهدف إلى نشر المحبة والسلام، برؤية موحدة تخدم مصالح البلدين الشقيقين، على المستويين الرسمي والشعبي»، وأضاف أن الزيارة ستشكل دفعة جديدة لنقل العلاقات إلى آفاق أرحب، بما فيه خير البلدين والأمتين العربية والإسلامية.
وأوضح السفير السعودي، أن علاقات البلدين شهدت في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، نقلة غير مسبوقة، شملت جميع مجالات التعاون السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والتعليمية وغيرها من المجالات، كما أثمرت إنشاء المجلس الأعلى للتنسيق على المستوى القيادي، إضافة إلى تعزيز هذه الشراكة من خلال تطوير عمل المجالس القائمة، المتمثلة في اللجنة المصرية السعودية المشتركة على المستوى الحكومي، وتعزيز دور مجلس رجال الأعمال السعودي المصري على مستوى القطاع الخاص.



السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)
السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)
TT

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)
السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)

طالَبت السعودية، الخميس، بإنهاء إطلاق النار في قطاع غزة، والترحيب بوقفه في لبنان، معبرةً عن إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

جاء ذلك في بيان ألقاه مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، السفير عبد العزيز الواصل، أمام الجمعية العامة بدورتها الاستثنائية الطارئة العاشرة المستأنفة بشأن فلسطين للنظر بقرارين حول دعم وكالة الأونروا، والمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.

وقال الواصل إن التعسف باستخدام حق النقض والانتقائية بتطبيق القانون الدولي أسهما في استمرار حرب الإبادة الجماعية، والإمعان بالجرائم الإسرائيلية في غزة، واتساع رقعة العدوان، مطالباً بإنهاء إطلاق النار في القطاع، والترحيب بوقفه في لبنان، واستنكار الخروقات الإسرائيلية له.

وأكد البيان الدور الحيوي للوكالة، وإدانة التشريعات الإسرائيلية ضدها، والاستهداف الممنهج لها، داعياً إلى المشاركة الفعالة بالمؤتمر الدولي الرفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية الذي تستضيفه نيويورك في يونيو (حزيران) المقبل، برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا.

وشدد الواصل على الدعم الراسخ للشعب الفلسطيني وحقوقه، مشيراً إلى أن السلام هو الخيار الاستراتيجي على أساس حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وفق قرارات الشرعية الدولية.

وعبّر عن إدانته اعتداءات إسرائيل على الأراضي السورية التي تؤكد استمرارها بانتهاك القانون الدولي، وعزمها على تخريب فرص استعادة سوريا لأمنها واستقرارها ووحدة أراضيها، مشدداً على عروبة وسورية الجولان المحتل.

وصوّت الوفد لصالح القرارين، فجاءت نتيجة التصويت على دعم الأونروا «159» صوتاً، و9 ضده، فيما امتنعت 11 دولة، أما المتعلق بوقف إطلاق النار في غزة، فقد حصل على 158 صوتاً لصالحه، و9 ضده، في حين امتنعت 13 دولة.