منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لإرسال محققين إلى حلب

عودة الهدوء إلى مناطق سريان الهدنة الروسية ـ التركية

مقاتلو «الجبهة الوطنية للتحرير» في ريف حلب الغربي يتفحصون الدمار بعد غارات الطيران الروسي الأحد الماضي (أ.ف.ب)
مقاتلو «الجبهة الوطنية للتحرير» في ريف حلب الغربي يتفحصون الدمار بعد غارات الطيران الروسي الأحد الماضي (أ.ف.ب)
TT

منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لإرسال محققين إلى حلب

مقاتلو «الجبهة الوطنية للتحرير» في ريف حلب الغربي يتفحصون الدمار بعد غارات الطيران الروسي الأحد الماضي (أ.ف.ب)
مقاتلو «الجبهة الوطنية للتحرير» في ريف حلب الغربي يتفحصون الدمار بعد غارات الطيران الروسي الأحد الماضي (أ.ف.ب)

أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية اعتزامها إرسال فريق من المحققين إلى حلب شمال سوريا بعد تقارير عن هجوم بغازات سامة.
وقال فيرناندو أرياس، مدير عام المنظمة، أمس، إن المنظمة والأمم المتحدة تراجعان الوضع الأمني في حلب. وأضاف أن فريق المنظمة لديه تفويض للتحقيق في الهجمات المزعومة كافة التي يتم فيها استخدام أسلحة كيماوية في سوريا.
وأضاف خلال مؤتمر في لاهاي، بحسب وكالة الأنباء الألمانية، أن «الخبراء سيواصلون العمل بصورة مستقلة». وأكد ممثلون عن الولايات المتحدة وروسيا، كانوا يشاركون في المؤتمر، دعمهم المنظمة.
إلى ذلك، عاد الهدوء إلى مناطق سريان الهدنة الروسية - التركية، بشكل نسبي، تتخلله خروقات ضمن مناطق تطبيقه، بعد حالة تصاعد في الخرق من قبل قوات النظام وحلفائها والروس ومن قبل الفصائل المقاتلة والإسلامية و«الجهادية»، في محافظات حلب وحماة وإدلب واللاذقية. ورصد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» من جديد، استهداف قوات النظام مناطق في الأراضي الزراعية لقرية سكيك في الريف الجنوبي الشرقي لإدلب، بالرشاشات الثقيلة، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية، فيما رصد استهداف قوات النظام بالرشاشات الثقيلة، أماكن في محيط بلدة اللطامنة بالريف الشمالي الحموي، واستهدفت بقذائفها ورشاشاتها الثقيلة بعد منتصف ليل أول من أمس، مناطق في تل الصخر شمال حماة، ومناطق أخرى في تل الباجر ورسم العيس بريف حلب الجنوبي، بالإضافة لقصف استهدف محاور التماس في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي.
وكان الإعلام الرسمي السوري، أفاد، مساء السبت الماضي، بأن مدينة حلب تعرضت لقصف بقذائف مدفعية قالت الحكومة السورية إنها تحتوي على غازات سامة، ما أدى إلى إصابة أكثر من مائة شخص. واتهمت وزارة الخارجية بالحكومة السورية «بعض الدول» بتسهيل وصول المواد الكيماوية للمسلحين. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن طائراتها الحربية قصفت مسلحين في إدلب تحملهم مسؤولية شن هجوم بغاز الكلور على حلب.
واتهم رئيس هيئة التفاوض بالمعارضة السورية، نصر الحريري، ميليشيات إيرانية بالوقوف وراء الهجوم الكيماوي والسعي لإجهاض اتفاق سوتشي حول إدلب. ونقل موقع «العربية نت» عنه القول إن «اتفاق سوتشي لم يرق يوما للنظام السوري، ولعل التصريحات الأخيرة التي صدرت عن مسؤولي النظام وروسيا، والتي زعمت أن فصائل في المعارضة تعد لعمليات قصف بالكيماوي، لأكبر دليل على ما كان يخطط له النظام».
ونشر «المرصد السوري»، مساء الأحد الماضي، أنه رصد قصفاً من قبل قوات النظام طال أماكن في منطقة السرمانية، الواقعة على الحدود الإدارية بين سهل الغاب وريف إدلب الجنوبي الغربي، بالتزامن مع استهداف طال أماكن في أطراف سهل الغاب، ولم ترد معلومات عن إصابات.
ويأتي هذا القصف استمرارا للخروقات التي تستهدف الهدنة التي شهدت عمليات قصف سابقة، خلال اليوم الأحد، حيث نشر «المرصد السوري» أنه رصد قصفاً من قوات النظام لمناطق في بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي وبلدة جرجناز بريف معرة النعمان الغربي، ما أسفر عن إصابة عدة مواطنين بجراح، كذلك استهدفت قوات النظام مناطق في بلدات وقرى كفرنبودة والزكاة وتل ملح والبويضة ومحيط عطشان وأطراف بلدة مورك، بريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي، ما أسفر عن إصابة مواطنة بجراح في بلدة كفرنبودة.
واستهدفت الغارات ضاحية الراشدين في الضواحي الغربية لمدينة حلب، ومنطقة خان طومان في القطاع الجنوبي الغربي من ريف حلب، ما تسبب بتصاعد أعمدة الدخان، ودمار في مكان القصف، وسط قصف مدفعي وصاروخي من قبل قوات النظام على مناطق في الضواحي الغربية والشمالية الغربية لمدينة حلب، فيما لم ترد، حتى أمس، معلومات عن الخسائر البشرية الناجمة عن القصف.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.