مدريد تسعى لزيادة تجارتها مع الرياض في الأغذية واللحوم

TT

مدريد تسعى لزيادة تجارتها مع الرياض في الأغذية واللحوم

تتطلع إسبانيا للانفتاح على السوق السعودية في مجال إنتاج الأغذية واللحوم، فضلاً عن تعزيز الاستثمارات المشتركة والتعاون في الصناعات العسكرية، حيث بلغ حجم التبادل التجاري 5.5 مليار يورو في 2016، في ظل استثمارات إسبانية في قطاعات البنى التحتية وتكنولوجيا صناعة القطارات بالمملكة.
يأتي ذلك في ظل وجود 33 مشروعاً مشتركاً بين البلدين، بينها 13 مشروعاً صناعياً، و20 مشروعاً متنوعاً، تبلغ نسبة إسبانيا بها في المشروعات الصناعية 32 في المائة، ونسبة المملكة 43 في المائة، و25 في المائة لمستثمرين من دول أخرى.
وقال أنطونيو جميس الملحق التجاري الإسباني بالرياض لـ«الشرق الأوسط»، «شهدت العلاقات بين البلدين متانة متصاعدة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، وليست محصورة في مجالات الاستثمار بل أيضاً شملت التجارة». وأضاف أن البلدين منذ توقيع اتفاقية التعاون المشترك العام 2007، عقدا اجتماعات ولقاءات لزيادة تعميق هذه العلاقات وتمتين التعاون الشامل بين البلدين، وآخرها كان في أبريل (نيسان) 2018 عندما زار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إسبانيا للمرة الأولى.
ولفت إلى أن علاقات البلدين تنطوي على استثمارات هائلة، تشمل المشروعات التجارية، مثل مشروع قطار الحرمين السريع الذي يربط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة الذي تم تدشينه أخيراً، مشيراً إلى أن ذلك سينعكس إيجاباً على نشاط القطاع السياحي بالسعودية.
إضافة إلى ذلك، شهدت الشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI) وشركة «Navantia SA» إطلاق مشروعهما المشترك «SAMI Navantia Naval Industries»، وذلك بعد الاتفاق الموقع بين الطرفين لتصميم وبناء 5 طرادات «Avante 2200» نظام إدارة القتال لوزارة الدفاع في السعودية، بحسب جيمس.
وأكد الملحق التجاري الإسباني بالرياض وجود زيادة ملحوظة في التجارة بين الشركات الصغيرة والمتوسطة في البلدين وفقاً لـ«رؤية 2030»، لافتاً إلى إمكانية زيادة التعاون في هذا القطاع لرفع مساهمتها في الناتج الإجمالي المحلي من 20 في المائة إلى 35 في المائة، وبالتالي تطوير التجارة بين الشركات الوطنية السعودية ونظيراتها الشركات الأجنبية بشكل حيوي.
وتابع جميس: «الصادرات السعودية لإسبانيا بلغت 4.3 مليار دولار عام 2017، بينما بلغت الصادرات الإسبانية 2.6 مليار دولار في الفترة ذاتها، وهناك حرص وتحفيز من قيادتي البلدين، لتبادل زيارات القطاع الخاص لاستكشاف الفرص الجديدة والواعدة في مجالات الاستثمارات، ومشاركة الخبرات والاستفادة من رواد الأعمال في البلدين للارتقاء بالتجارب القائمة».
وأوضح أن مجلس الأعمال السعودي الإسباني يعمل على تعزيز التعاون التجاري والاستثماري والاقتصادي بين البلدين، وجرى تنظيم حدث تجاري مؤخراً استعرض خلاله إمكانات إسبانيا على صعيد إنتاج اللحوم وصناعة الأغذية.
وذكر أن الحدث شارك فيه عدد كبير من المسؤولين والمعنيين بأسواق اللحوم والأغذية من البلدين.
وتبرز مجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين في مجالات البنى التحتية كقطار الحرمين، وتحلية المياه، واشتقاقات النفط، ومجال المعاهد المهنية والمراكز التجارية، في ظل حركة سياحية من السعوديين تجاه إسبانيا، في حين تم تأسيس صندوق استثماري بين رجال الأعمال في البلدين، تصل قيمته إلى 5 مليارات دولار.



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».