أدوات متطورة لرصد حالة الطرود البريدية ومعدلات السكر في الدم

TT

أدوات متطورة لرصد حالة الطرود البريدية ومعدلات السكر في الدم

في كل عام، تطّلع مجموعة «ميمز آند سينسورز» الصناعية (MEMS & Sensors Industry Group) على الأدوات والتقنيات الجديدة التي تتضمن أحدث خصائص أجهزة قياس السرعة والجيروسكوبات والميكروفونات.
اختارت المجموعة هذا العام 5 أدوات لعرضها في مؤتمرها التنفيذي السنوي الذي أقيم أخيراً في نابا، بولاية كاليفورنيا الأميركية. تتضمن هذه الأدوات أجهزة استشعار للغاز بحجم الرقاقة من تطوير «إن 5 سينسورز»، وراصداً يثبت خلف الأذن لقياس الارتجاجات والمقاييس الحيوية من تطوير «سبورت فيتز»، وعصا للهوكي مصممة بأجهزة استشعار لتعقّب الطريقة التي يتحرّك بها اللاعبون وتقديم تحليل لتقييم نوعية الحركة بواسطة هاتف ذكي من تطوير «شكورتشد آيس».
جد الخبراء أنّ الابتكار الأهمّ كان جهاز رصد من شركة «إن إكس بي سوميكونداكتور» لمراقبة نقل الطرود، لأنّه قد يعطينا إجابات واضحة عن الأسئلة التي نطرحها عندما نتلقى طروداً مهشّمة.
قدم ساحل شوداري، المهندس المطور في الشركة الجهاز على أنّه «تقنية تعقّب الأشياء» لا تحدّد مكان وجود الطرد، بل تبلغ مستخدمها بالأسلوب الذي يعامل به الطرد، وما إذا كان قد تعرّض للسقوط أو الرمي أو التقليب أو غيرها من التعاملات القاسية. وقال شوداري إنّ التصميم الحالي للراصد يتضمنّ جهازا بتسع محاور لاستشعار الحركة، ومجسات متنوعة، منها جهاز لاستشعار الضغط، وجهاز تحكّم مصغر يعمل بطاقة بسيطة، وبطاقة «إس دي»، وبطارية، تكفي مجتمعة لمتابعة ما يتعرّض له الطرد وتوقيته. ويتوقع أنّ تتضمن الأجيال المقبلة من هذا الجهاز اتصالات قريبة المدى تتيح قراءة البيانات من خلال مسحها، بدل الاضطرار إلى نزع بطاقة الـ«إس دي» ووضعها في جهاز كومبيوتر.
ومن الابتكارات المهمة الأخرى التي برزت في المؤتمر أيضاً «آليرتجي»؛ الوسيلة غير التدخلية لمراقبة تقلّبات معدلات السكر في الدم. وقال مارك ريبين، الرئيس التنفيذي للشركة المنتجة لـ«آليرتجي» والمدير الأسبق لقسم الهندسة في مجموعة «إس آر آي إنترناشيونال» للتقنيات الفضائية والبحرية، إن شركته قدّمت في هذا الجهاز مجالا من موجات الراديو يلتف حول معصم المستخدم، ويعتمد على جهاز استشعار لمراقبة تغيرات موجات الراديو. بعدها، يعمل النظام على تحديد معدل السكر في الدم عبر جهاز قياس الطيف، ويقيس الخصائص العازلة للجسم كوظيفة للتردد.
ويقول ريبين: «يعمل جهاز الاستشعار كأنه مبطّن في داخل الجلد»، ولكنه يحتاج إلى ضبط توازنه من خلال فحص الشرائح التقليدية للسكر لكلّ مستخدم.
بعدها، يستخدم نظام من شركة «آليرتجي» هاتفاً ذكياً لعرض معدلات السكر وتنبيه المستخدم، مع تزويده بجهة اتصال للطوارئ في حال تبين أن معدلات السكر في دمه وصلت إلى مستوى خطر. وقال ريبين إن شركته تتعاون اليوم مع عيادة «كليفلاند كلينيك» لترخيص تقنيتها.


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مدينة أميركية صغيرة تواجه أزمة النقل بالتاكسي الطائر وعربات الغندول

مدينة أميركية صغيرة تواجه أزمة النقل بالتاكسي الطائر وعربات الغندول
TT

مدينة أميركية صغيرة تواجه أزمة النقل بالتاكسي الطائر وعربات الغندول

مدينة أميركية صغيرة تواجه أزمة النقل بالتاكسي الطائر وعربات الغندول

في زمن مضى، كانت هناك مزرعة سكر امتدت فيها حقول القصب إلى ما لا نهاية. وداخل هذه الحقول، كان العبيد -خاصة أصحاب الجذور الأفريقية- يعملون تحت لهيب الشمس بدأب.

بمرور الوقت، نمت المزرعة أكثر وضمت مصنعاً حمل اسم «إمبريال شوغر»، والذي توسع ونما بدوره ليتحول إلى مدينة أطلق عليها اسم يليق بها تماماً: شوغر لاند (أرض السكر). وعلى امتداد العقود القليلة التالية، شهدت شوغر لاند نمواً هائلاً جعلها تبتعد كثيراً عن صورتها الأولى، مع ظهور الأحياء المخطط لها بعناية بمختلف أرجائها. ومع انتشار السيارات في سبعينيات القرن الماضي، توسعت الطرق السريعة لتربط بين هذه الأحياء ـ وكذلك لتقسمها. وتكشف الأرقام أن المدينة التي تجاوز عدد سكانها عام 1970 حاجز الـ3000 بقليل، ارتفع عدد سكانها بصورة هائلة عام 2020 إلى 110 آلاف نسمة.

سيارات طائرة

يذكر أن مدينة شوغر لاند تقع جنوب غربي هيوستن مباشرة؛ وتصنف اليوم سادس أسرع مدن الولايات المتحدة نمواً. وصاحب هذا النمو ظهور مشكلة نقص المساحة. ومع بقاء 4 في المائة فقط من أراضي المدينة متاحة للبناء عليها، تبحث شوغر لاند عن حلول مبتكرة لمعضلة النقل.

وفي هذا الإطار، أطلقت شوغر لاند، على امتداد العام الماضي، ثلاث مبادرات كبرى - إحداها خدمة للنقل المجتمعي الصغير، والاثنتان الأخريان تتضمنان حلولاً جوية.

في وقت سابق من هذا العام، دخلت المدينة في شراكة مع «ويسك إيرو»، شركة قضت السنوات الـ14 الماضية في تطوير سيارات الأجرة الكهربائية ذاتية الطيران، والمعروفة كذلك باسم مركبات الإقلاع والهبوط العمودي، أو «فيتول» vertical take - off and landing (VTOL).

ومن المقرر أن يتيح هذا المشروع التجريبي للسكان الركوب في سيارة أجرة (تاكسي) جوية (من قلب مدينة شوغر لاند، مثلاً)، والتحليق باتجاه مطار عمودي مخصص، في غضون جزء بسيط من الوقت الذي يستغرقه السفر بالسيارة.

في هذا الصدد، شرح ميتشل ديفيز، نائب مدير شؤون الطيران بمطار شوغر لاند الإقليمي، أن المطار حدد مواقع محتملة لما يسمى بالمطار العمودي (Vertiport)، ويتعاون بشكل وثيق مع شركة «ويسك إيرو» وإدارة الطيران الفيدرالية لإجراء دراسة للمجال الجوي. ويقول إن المطار العمودي من المقرر أن يصبح جاهزاً للعمل «بحلول نهاية العقد أو قبل ذلك».

عربات الغندول

وفي الآونة الأخيرة، أعلنت المدينة أنها تدرس إمكانية الاستعانة بـ«نظام نقل مستقل بالكابل والسكك الحديدية»، ينزلق فوق شوارعها. ويمكن وصف النظام، الذي تديره شركة «سويفت سيتيز» المتخصصة بمجال أنظمة التنقل الحضري، بأنه غندول (مصعد) أو عربة سكة حديد عند الطلب يشبه إلى حد ما خدمة «أوبر»، لكن باستثناء أنه تجري الاستعاضة عن السيارة بمقصورة تنزلق لالتقاطك وإنزالك في المكان الذي تريده، دون توقف بين النقطتين.

وتجري حالياً دراسة لوضع مخطط هندسي لفحص إمكانات نظام الغندول، بما في ذلك المواقع المحتملة. ومن المتوقع أن تكتمل الدراسة في وقت لاحق من هذا العام.

برامج لشوارع آمنة

الحقيقة أن قصة مدينة شوغر لاند لا تختلف عن قصص الكثير من المدن الأميركية، خاصة في المناطق التي لا تزال فيها الهيمنة للسيارات. عن ذلك، قالت ميلاني بومان، مديرة شؤون النقل والتنقل في شوغر لاند، إن حركة المرور بالمنطقة من المتوقع أن تزيد بنسبة 40 – 60 في المائة بحلول عام 2025، وإذا نظرنا إلى كوارث الطرق السريعة باعتباره مؤشراً، فإن بناء المزيد من الممرات لن يوفر المزيد من المساحة، بل سيجذب ببساطة المزيد من السيارات. وخلصت بومان إلى أنه: «سينتهي بك الحال إلى محو المدينة بسبب هذه الطرق السريعة الضخمة».

وسعياً نحو التوصل إلى حلول، أجرت المدينة دراسة استمرت لسنوات توجت بـ«خطة رئيسة للتنقل»، مكونة من 163 صفحة. وبعد إجراء مقابلات مع ما يقرب من 2000 من السكان، صاغ المسؤولون خططاً لتطوير برنامج شوارع آمنة، بهدف تخصيص المزيد من المساحة للأشخاص للمشي وركوب الدراجات، وكذلك استيعاب أولئك الذين يستخدمون الكراسي المتحركة وعربات الأطفال. كما وضعوا نصب أعينهم هدف جعل شوغر لاند مدينة رائدة بمجال الحلول المبتكرة للتنقل.

وقالت بيمان: «لقد وجهنا مسؤولو المدينة إلى أن نكون جريئين فيما نفعله بقطاع النقل. قيل لنا أن نكون رواداً، ولا نخشى المخاطرة».