إحصائيات الدوري الإنجليزي المثيرة للدهشة... من الأكثر ركضاً ومن الأكثر إهداراً للفرص؟

قبل انطلاق المرحلة الـ13

تروي ديني (واتفورد)  -  بيرناردو سيلفا (مانشستر سيتي)  -  ماركو أرناتوفيتش (وستهام)  -  آرون موي  -  كانتي أكثر اللاعبين ركضاً في الدوري الإنجليزي
تروي ديني (واتفورد) - بيرناردو سيلفا (مانشستر سيتي) - ماركو أرناتوفيتش (وستهام) - آرون موي - كانتي أكثر اللاعبين ركضاً في الدوري الإنجليزي
TT

إحصائيات الدوري الإنجليزي المثيرة للدهشة... من الأكثر ركضاً ومن الأكثر إهداراً للفرص؟

تروي ديني (واتفورد)  -  بيرناردو سيلفا (مانشستر سيتي)  -  ماركو أرناتوفيتش (وستهام)  -  آرون موي  -  كانتي أكثر اللاعبين ركضاً في الدوري الإنجليزي
تروي ديني (واتفورد) - بيرناردو سيلفا (مانشستر سيتي) - ماركو أرناتوفيتش (وستهام) - آرون موي - كانتي أكثر اللاعبين ركضاً في الدوري الإنجليزي

مرَّت 12 جولة من الموسم الحالي للدوري الإنجليزي الممتاز قبل انطلاق الجولة الثالثة عشر، أمس (السبت)، وبات لدينا ما يكفي من الإحصائيات والبيانات عن كل فريق من الفرق المشاركة في المسابقة، فيما يتعلق بالأهداف التي سجَّلَها، والأهداف التي استقبلها والنقاط التي جمعها، وصولاً إلى استنتاجات معينة حول طريقة لعب كل فريق وفرصه في المنافسة على اللقب أو الهروب من شبح الهبوط. وخلال توقف المسابقة بسبب فترة التوقف الدولية، كان هناك متسع من الوقت لقراءة هذه الأرقام والبيانات، التي تكشف عن بعض التفاصيل المثيرة للاهتمام.
- المجهود البدني
وجدت هذه الإحصائيات علاقة وثيقة بين المجهود الذي يبذله اللاعبون داخل المستطيل الأخضر، وبين النتائج التي يحققها الفريق، إذ وُجد أن الفرق العشرة الأوائل من حيث أعلى معدلات للركض داخل الملعب تضم سبعة فرق من فرق المقدمة، كما تضم الأندية الستة الأولى في جدول الترتيب، كما وُجد أن الفرق السبعة الأقل من حيث معدلات الركض داخل الملعب تضم الستة فرق التي تتذيل جدول الترتيب، كما تضم ثلاثةً من آخر أربعة فرق في الجدول.
وكان الاستثناء الوحيد يتمثل في ناديي كريستال بالاس وهيدرسفيلد تاون، اللذين يحتلان المركزين الثامن والتاسع على التوالي في هذه القائمة، لكنهما يأتيان في المراكز الخمسة الأخيرة في جدول الترتيب، في حين أن نادي مانشستر يونايتد لا يتفوق إلا على أربعة فرق فقط من حيث معدلات الركض داخل الملعب، لكنه يحتل أحد المراكز التي قد تؤهله للمشاركة في البطولات الأوروبية العام المقبل.
وعلى الرغم من أن الفوارق بين الأندية العشرين تكاد تكون محدودة للغاية فيما يتعلق بمعدلات الركض، فإن معدلات الركض الخاصة بنادي كارديف سيتي، كانت أقل بأكثر من 40 كيلومتراً عن أي فريق آخر، وأقل بـ130 كيلومتراً كاملة عن معدلات الركض الخاصة بنادي آرسنال، الذي يأتي في المقدمة في هذا الصدد.
أما فيما يتعلَّق باللاعبين، فقد يشعر البعض بالدهشة حين يعلمون أن النجم الفرنسي نغولو كانتي يتصدر قائمة اللاعبين الأكثر ركضاً داخل الملعب هذا الموسم. لكن الصورة الأكثر وضوحاً التي ترسمها هذه الأرقام تتمثل في أن خط الوسط ليس به مكان للاعبين الكسالى، والدليل على ذلك أن ماركوس ألونسو كان اللاعب الوحيد ضمن قائمة أكثر 10 لاعبين ركضاً لا يلعب في خط الوسط. ولم يتمكن إلا ثلاثة لاعبين فقط من الركض لأكثر من 13 كيلومتر في مباراة واحدة، كما أن قائمة أكثر خمسة لاعبين ركضاً في مباراة واحدة كانت تضم دائماً لاعباً من أحد الفرق التي تحتل المراكز الستة الأولى في مباراة، يكون الخصم فيها فريقاً من المراكز الستة الأولى أيضاً. لكن هوية اللاعب الأكثر ركضاً في مثل هذه المباريات تبدو غير متوقَّعة بالمرة، وهو نجم مانشستر سيتي بيرناردو سيلفا.
- الكسل
إذا كان لاعبو خط الوسط هم الأكثر ركضاً ومجهوداً داخل الملعب، فإن المدافعين هم الأقل مجهوداً في الجهة المقابلة، حيث أظهرت الإحصائيات أن قائمة الـ25 لاعباً الأقل ركضاً في المسابقة حتى الآن، في متوسط التسعين دقيقة لكل مباراة، تشمل ما لا يقل عن 20 مدافعاً (واحد من هؤلاء اللاعبين، وهو لاعب كارديف سيتي، برونو إكويل مانغا، يلعب هذا الموسم في مركز الظهير الأيمن، لكنه ظل يعاني من الكسل أيضاً في هذا المركز). ولم تضم هذه القائمة سوى ثلاثة مهاجمين، من بينهم مهاجم وستهام ماركو أرناتوفيتش، الذي سبق أن صرح لصحيفة «الغارديان» في وقت سابق من هذه الشهر بأن المدير الفني للفريق السابق ديفيد مويس قد علَّمَه كيفية «العمل الجاد، والركض قدر المستطاع، ثم تأتي بعد ذلك باقي الأشياء»! ولم يكن هناك سوى مهاجم واحد فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز بأكمله يركض أقل من أرناتوفيتش! أما المهاجمان الآخران في تلك القائمة، فكلاهما يلعب في مانشستر يونايتد، وهما أنتوني مارسيال (هناك جانب إيجابي بالنسبة له يتمثل في أن 42.86 في المائة من تسديداته هذا الموسم قد تحولت إلى أهداف، وهو أعلى معدل بين جميع اللاعبين الذين أحرزوا خمسة أهداف أو أكثر في البطولة بفارق كبير عن باقي اللاعبين)، وروميلو لوكاكو، الذي لم يركض أكثر من مارسيال سوى بـ300 متر في المتوسط في المباراة الواحدة.
- الكرات العرضية
ربما يتوقع البعض أن يكون الفريق صاحب أكبر عدد من الكرات العرضية هو أكثر الفرق من حيث عدد المحاولات على المرمى بالكرات الرأسية، لكن هذا غير صحيح إلى حد كبير. ويجب الإشارة إلى أن الكرات العرضية ستكون بمثابة مضيعة للوقت والمجهود ما لم تتحول في نهاية المطاف إلى أهداف داخل الشباك. ونظراً إلى المركز المتدنّي الذي يحتله نادي هيدرسفيلد تاون في جدول الترتيب، فقد كان من المتوقع أن نجد قصوراً من هذا الفريق في الكرات العرضية، لكن الأمر لم يكن كذلك بالمرة، حيث تشير الإحصائيات إلى أن نادي هيدرسفيلد تاون هو الأكثر إرسالاً للكرات العرضية، حيث أرسل لاعبوه 202 كرة إلى داخل منطقة جزاء الفرق المنافسة من اللعب المفتوح، لكنَّ هذا العدد الكبير من الكرات العرضية لم يسفر إلا عن 24 محاولة بالرأس فقط على المرمى.
وفي المقابل، أرسل لاعبو كارديف سيتي، على سبيل المثال، 128 كرة عرضية لكن جاء من بينها 29 محاولة بالرأس على المرمى. ويواجه نادي وولفرهامبتون واندررز المشكلة ذاتها، حيث يأتي في المركز الخامس في قائمة الفرق الأكثر إرسالاً للكرات العرضية بـ164 كرة عرضية، لكنه يأتي في المركز الرابع من مؤخرة جدول الترتيب فيما يتعلق بعدد المحاولات على المرمى بالرأس، حيث وصل معدل تحويل الكرات العرضية إلى محاولات على المرمى إلى 12.8 في المائة فقط (لكنها نسبة أفضل من نسبة هيدرسفيلد تاون التي تصل إلى 11.9 في المائة).
أما كريستال بالاس، الذي يأتي في المركز قبل الأخير من حيث عدد الكرات العرضية بأقل من 51 كرة عرضية من وولفرهامبتون واندررز، فلديه عدد محاولات وولفرهامبتون واندررز على المرمى بالرأس. وكان مدافع إيفرتون مايكل كين، الذي يأتي في المركز الأول بين جميع لاعبي المسابقة من حيث المحاولات على المرمى بالرأس، فلديه 15 محاولة برأسه على المرمى، وهو العدد الذي يفوق محاولات جميع لاعبي آرسنال وواتفورد بالرأس، التي تصل إلى 14 محاولة.
- إنهاء الهجمات
ربما لم يكن من الغريب أن نعرف أن أكثر الفرق إهداراً للفرص المحققة كانت هي أيضاً الأكثر تسجيلاً للأهداف من هذه الفرص، وهذا يعني بكل بساطة أن هذه الفرق تصنع عدداً هائلاً من الفرص. وتأتي أندية مانشستر سيتي وتشيلسي وبورنموث وتوتنهام هوتسبير ومانشستر يونايتد في المراكز الستة الأولى بين الأندية الأكثر إهداراً للفرص المحققة، التي تعرفها شركة «أوبتا» المتخصصة في البيانات والإحصائيات الرياضية بأنها «المواقف التي يفترض أن يسجل فيها اللاعب، التي غالباً ما تكون في موقف لاعب ضد لاعب أو من مناطق قريبة للغاية من المرمى».
كما تأتي هذه الأندية أيضاً ضمن الأندية الستة الأولى من حيث استغلال الفرص المحققة. لكن هناك حالة شاذة للغاية في هذا الإطار، حيث جاء نادي واتفورد في المرتبة الثانية من حيث إهدار الفرص المحققة بـ25 فرصة بعد نادي مانشستر سيتي الذي جاء في المركز الأول بـ26 فرصة، ولاعبو مانشستر سيتي، الذي يتصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، نجحوا في تسجيل 17 هدفاً من الفرص المحققة مقابل خمسة أهداف فقط لواتفورد، الذي يأتي في المركز الثامن عشر في هذه القائمة.
وتشير هذه الأرقام إلى أن معدل تحويل لاعبي نادي واتفورد للفرص إلى أهداف سيئ للغاية. وقد أهدر نادي بيرنلي 20 فرصة محققة أقل من نادي واتفورد، بالإضافة إلى أن بيرنلي سجل هدفاً أكثر من واتفورد، وهو ما يعني أن معدل نجاح بيرنلي في تحويل الفرص المحققة إلى أهداف قد وصل إلى 54.5 في المائة مقابل 16.7 في المائة فقط لواتفورد. وكان أكثر فريق إهداراً للفرص المحققة خلال موسم واحد، ومنذ أن بدأت «أوبتا» في تجميع الإحصائيات والبيانات في عام 2010، هو نادي نوريتش سيتي في موسم 2013 - 2014، الذي هبط في ذلك الموسم إلى دوري الدرجة الأولى بـ33 نقطة، بعدما وصل معدل تحويل الفرص المحققة إلى أهداف إلى 22.9 في المائة.
ولحسن الحظ، سجل نادي واتفورد أهدافاً من مسافات بعيدة ومراوغات جيدة وكرات عرضية، وهو ما يعني أنه على الرغم من إهدار الفريق لعدد كبير من الفرص المحققة، فإن المحصلة النهائية تبدو جيدة نظراً لإحرازه أهدافاً من فرص أخرى أكثر صعوبة، والدليل على ذلك أن عدد الأهداف التي كان يُتوقع أن يحرزها الفريق حتى هذه المرحلة من المسابقة كانت 17.13 هدف، في حين أن الفريق سجل بالفعل 17 هدفاً.
وكان الفريق الوحيد غير المحظوظ هو ساوثهامبتون، الذي أهدر 18 فرصة محققة وسجل ستة أهداف، وكانت التوقعات تشير إلى إحرازه 15.96 هدف حتى هذه الجولة لكنه لم يحرز سوى ثمانية أهداف فقط.
ويعني هذا أن معدل تحويل الفرص إلى أهداف متوقعة قد بلغ 51.13 في المائة، وهو أسوأ معدل بعد كريستال بالاس بـ61.49 في المائة (أحرز آرسنال 26 هدفاً رغم أن معدل الأهداف المتوقعة كان 16.51 هدف). ويأتي ساوثهامبتون في المركز الثالث من حيث عدد التسديدات على المرمى، والمركز الثالث من حيث التصدي لتسديدات الفرق المنافسة، والمركز التاسع من حيث الأهداف المتوقعة، لكنه يأتي في المركز الثامن عشر من حيث عدد الأهداف التي سجلها بالفعل، وهو ما يجعله أكثر الفرق إهدارا للفرص في المسابقة.


مقالات ذات صلة

نجم السيتي السابق مرشحاً رئاسياً لجورجيا

رياضة عالمية ميخائيل كافيلاشفيلي (الشرق الأوسط)

نجم السيتي السابق مرشحاً رئاسياً لجورجيا

اختار حزب الحلم الجورجي الحاكم في جورجيا، اليوم الأربعاء، لاعب كرة القدم السابق ميخائيل كافيلاشفيلي مرشحاً للرئاسة عقب فوز متنازع عليه في الانتخابات البرلمانية.

«الشرق الأوسط» (تبليسي)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو (أ.ف.ب)

بوستيكوغلو: إصابة فيكاريو ضربة موجعة لتوتنهام

اعترف أنجي بوستيكوغلو، المدير الفني لفريق توتنهام هوتسبير، بأن الإصابة الخطيرة لحارس مرمى الفريق جوليلمو فيكاريو في كاحل القدم كانت بمثابة صدمة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إلكاي غوندوغان (أ.ف.ب)

غوندوغان: الهزيمة أمام ليفربول قد تُنهي آمال السيتي في اللقب

أقرّ الألماني إلكاي غوندوغان لاعب وسط مانشستر سيتي الأربعاء أن الهزيمة أمام مضيفه ليفربول متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز قد تُنهي آمال بطل المواسم.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية الاتحاد الإنجليزي قال إن اللاعب سيكون متاحاً للمشاركة في المباريات الثلاث المقبلة (رويترز)

الاتحاد الإنجليزي يلغي طرد نورغارد أمام إيفرتون

ألغى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الأربعاء بطاقة حمراء تلقاها كريستيان نورغارد لاعب برنتفورد خلال تعادل سلبي أمام إيفرتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أموريم (أ.ب)

أموريم محبَط بسبب الالتزامات الإعلامية في مانشستر يونايتد

كانت الإشارة لافتة إلى حد ما في أول مقابلة لروبن أموريم مع شبكة «سكاي سبورتس» بعد المباراة، لكنها أثارت رداً بدا واضحاً.

The Athletic (مانشستر)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».