ألمانيا تعارض أي تغيير بدستورها في حق اللجوء

TT

ألمانيا تعارض أي تغيير بدستورها في حق اللجوء

نأت مفوضة الحكومة الألمانية للهجرة والاندماج وشؤون اللاجئين أنيتا فيدمان - ماوتس المنتمية للحزب المسيحي الديمقراطي بنفسها عن زميلها بالحزب فريدريش ميرتس، وهو أحد المرشحين لخلافة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في رئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي طرح حق اللجوء في ألمانيا للنقاش. إذ عارضت إدخال أي تغيير لحق اللجوء في دستور بلادها. وقالت فيدمان - ماوتس لصحيفة «راينيشه بوست» الألمانية في عددها الصادر اليوم الجمعة: «لن نقلص عدد اللاجئين من خلال تغيير الدستور، ولكن من خلال مكافحة أسباب اللجوء والعمل على وضع نظام لجوء تضامني بالتعاون مع شركائنا وكذلك من خلال المضي قدما في تحقيق توزيع عادل للأعباء في أوروبا». وأضافت مفوضة الحكومة الاتحادية قائلة: «تاريخنا يذكرنا بعدم التشكك في الحق الأساسي في اللجوء». وقال ميرتس في المؤتمر الإقليمي للحزب بمدينة زيباخ بولاية تورينغن الأربعاء إن ألمانيا هي الدولة الوحيدة في العالم التي يتضمن دستورها حقا في اللجوء على المستوى الفردي. وأعرب عن رأيه أنه «من الضروري في وقت ما أن نجري نقاشا على مستوى الرأي العام بشأن ما إذا كان يلزم إضافة تحفظ قانوني (ضد هذا الحق) في الدستور».
وطالب ميرتس بإجراء حوار حول ما إذا كان هذا الحق الأساسي للجوء يمكن «أن يستمر على هذا الشكل» إذا كانت هناك رغبة حقيقية في سياسة أوروبية موحدة بشأن الهجرة واللجوء. وقال: «يجب أن نجري في مرحلة ما نقاشا جماهيريا عاما حول ما إذا كان ينبغي كتابة شروط قانونية معينة في الدستور». وينافس ميرتس ومرشحان آخران لخلافة ميركل على رئاسة الحزب.
ومن جانبها، أكدت فيدمان - باوتس أنه يتم تنظيم حق اللجوء حاليا بشكل كامل تقريبا من خلال قانون أوروبي وكذلك استنادا إلى اتفاقية جنيف للاجئين. وأوضحت أنه لا يتم الاعتراف سوى بواحد في المائة فقط من جميع طالبي اللجوء بموجب حق اللجوء الألماني. ويبلغ عددهم هذا العام 2403 أشخاص، وفقا للبيانات. وقالت مفوضة الحكومة الألمانية للهجرة وشؤون اللاجئين: «الصعوبات التي يتم مواجهاتها في التنسيق داخل أوروبا لا تتعلق بالحق الأساسي الألماني في اللجوء، ولكنها تتعلق بأن بعض دول الاتحاد الأوروبي تواجه صعوبة في تنفيذ القواعد الأوروبية».
وفي سياق متصل، أكدت الرابطة الألمانية لاتحادات أرباب العمل تمسكها بمطالبة الحكومة باعتماد قانون استقدام العمالة المؤهلة قبل انتهاء العام الحالي. وقال رئيس الرابطة، إنجو كرامر، في تصريح لصحيفة «زود دويتشه تسايتونج» أمس الخميس، إن هذا القانون ضروري للغاية، مشيرا في ذلك للنقص الكبير في العمالة المتخصصة في ألمانيا. ويأتي تصريح كرامر ليتزامن مع انعقاد الملتقى الألماني لأرباب العمل في برلين. وسوف تلقي المستشارة ميركل كلمة في الملتقى. وقال كرامل إنه لا يتوقع أن تتسبب التغيرات التي تطرأ بشكل متسارع على عالم العمل من خلال الرقمنة، في خسائر مأساوية في فرص العمل.
واعتبر كرامر نهاية عصر العمل التي يحذر منها منتقدو تزايد اعتماد المصانع والشركات على الرقمنة قائمة على تصورات وهمية، وقال إن هذه الأفكار موجودة منذ بدء عصر التصنيع. وأوضح كرامر أنه منشغل حاليا بقضية نقص العمالة المتخصصة أكثر من انشغاله بقضية مصير العاطلين عن العمل الذين تتراجع أعدادهم. مضيفا: «لدينا نقص في العمالة في كل المجالات، بدءا من خبير الحاسب الآلي وحتى أمين المستودعات».
يشار إلى أن وزير العمل الألماني هوبيرتوس هايل كان قد أكد في وقت سابق أنه يتوقع أن يتم اعتماد قانون استقدام العمالة المتخصصة من قبل مجلس الوزراء قبل نهاية العام الحالي.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».