تراجع طفيف للتضخم السوداني إلى 68.44%

TT

تراجع طفيف للتضخم السوداني إلى 68.44%

قال الجهاز المركزي للإحصاء في السودان، أمس، إن التضخم في السودان تراجع قليلاً في أكتوبر (تشرين الأول) إلى 68.44% على أساس سنوي، من 68.64% في سبتمبر (أيلول) بفعل انخفاض أسعار الأغذية والمشروبات.
وسجلت ولاية البحر الأحمر أعلى معدل تضخم بالبلاد بنسبة 97.86%، فيما سجلت ولايتا الخرطوم وشمال كردفان أدنى معدل تضخم عند مستويات 58.76 و55.62% على التوالي.
وعزا الجهاز انخفاض معدل التغير الشهري الذي بدأ في الانخفاض منذ شهر أغسطس (آب)، إلى انخفاض مجموعة الأغذية والمشروبات بنسبة 0.67%. ونوه إلى أن التضخم في المناطق الحضرية انخفض إلى 61.14% في شهر أكتوبر، مقارنةً بنسبة 62.81% في شهر سبتمبر. بينما ارتفع التضخم في الريف إلى 74.58% في أكتوبر، مقارنةً بنسبة 73.49% في سبتمبر.
واستهدفت الموازنة السودانية للعام الجاري، إبقاء معدل التضخم في حدود 19.5%، مع معدل نمو 4% من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنةً مع 4.4% في 2017.
وفي مطلع الأسبوع الجاري، طالب نواب المجلس الوطني السوداني (البرلمان)، الحكومة بتحسين معاش المواطنين، ودعم الأسر الفقيرة، لمواجهة الارتفاع المتواصل في أسعار السلع. وأشار النواب إلى أن «الأوضاع الاقتصادية الحالية للبلاد، تستدعي تعديل أجور العاملين بالدولة لتواكب الظروف الاقتصادية، من خلال رفع الحد الأدنى للأجور».
وخلال جلسة عقدها المجلس لمناقشة أداء وزارة المالية لفترة الأشهر الستة من العام الحالي 2018، طالب النواب وزارة المالية بـ«ضرورة تضمين كل المؤشرات الاقتصادية لتقارير الوزارة للوقوف على الحقائق».
وقفز التضخم في السودان بأكثر من 50% في يناير (كانون الثاني) الماضي، من مستوى بلغ 25.15% في ديسمبر (كانون الأول) 2017، بعدما أدت تخفيضات في الدعم إلى زيادة أسعار الغذاء، مما أثار احتجاجات. ومنذ ذلك الحين، واصل التضخم ارتفاعه رغم المحاولات الرامية إلى إبطاء وتيرة زيادات الأسعار عن طريق فرض قيود صارمة على عمليات السحب النقدي.
ويعاني اقتصاد السودان بشدة منذ انفصال الجنوب في عام 2011، مستحوذاً على ثلاثة أرباع إنتاج البلاد من النفط، وهو مصدر مهم للعملة الصعبة. وخفض السودان بشدة قيمة عملته في أكتوبر الماضي، بعدما كلفت الحكومة هيئة مشكّلة من البنوك ومكاتب الصرافة بتحديد سعر الصرف على أساس يومي. ويأتي النظام الجديد في إطار مجموعة إجراءات تهدف إلى مواجهة أزمة اقتصادية ونقص حاد في العملة الصعبة.



بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
TT

بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)

خفّضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني تصنيف فرنسا بشكل غير متوقع يوم الجمعة، ما أضاف ضغوطاً على رئيس الوزراء الجديد للبلاد، لحشد المشرّعين المنقسمين لدعم جهوده للسيطرة على المالية العامة المتوترة.

وخفض التصنيف، الذي جاء خارج جدول المراجعة المنتظم لـ«موديز» لفرنسا، يجعل تصنيفها «إيه إيه 3» من «إيه إيه 2» مع نظرة مستقبلية «مستقرة» للتحركات المستقبلية، أي 3 مستويات أقل من الحد الأقصى للتصنيف، ما يضعها على قدم المساواة مع تصنيفات وكالات منافسة «ستاندرد آند بورز» و«فيتش».

ويأتي ذلك بعد ساعات من تعيين الرئيس إيمانويل ماكرون للسياسي الوسطي المخضرم، وحليفه المبكر فرنسوا بايرو كرئيس وزراء رابع له هذا العام.

وكان سلفه ميشال بارنييه فشل في تمرير موازنة 2025، وأطاح به في وقت سابق من هذا الشهر نواب يساريون ويمينيون متطرفون يعارضون مساعيه لتقليص الإنفاق بقيمة 60 مليار يورو، التي كان يأمل في أن تكبح جماح العجز المالي المتصاعد في فرنسا.

وأجبرت الأزمة السياسية الحكومة المنتهية ولايتها على اقتراح تشريع طارئ هذا الأسبوع، لترحيل حدود الإنفاق وعتبات الضرائب لعام 2024 مؤقتاً إلى العام المقبل، حتى يمكن تمرير موازنة أكثر ديمومة لعام 2025.

وقالت «موديز» في بيان: «إن قرار خفض تصنيف فرنسا إلى (إيه إيه 3) يعكس وجهة نظرنا بأن المالية العامة في فرنسا سوف تضعف بشكل كبير بسبب التشرذم السياسي في البلاد، الذي من شأنه في المستقبل المنظور أن يقيد نطاق وحجم التدابير التي من شأنها تضييق العجز الكبير».

وأَضافت: «بالنظر إلى المستقبل، هناك الآن احتمال ضئيل للغاية بأن تعمل الحكومة المقبلة على تقليص حجم العجز المالي بشكل مستدام بعد العام المقبل. ونتيجة لذلك، نتوقع أن تكون المالية العامة في فرنسا أضعف بشكل ملموس على مدى السنوات الثلاث المقبلة مقارنة بسيناريو خط الأساس الخاص بنا في أكتوبر (تشرين الأول) 2024».

وفتحت وكالة التصنيف الائتماني الباب لخفض تصنيف فرنسا في أكتوبر، عندما غيرت توقعاتها للبلاد من «مستقرة» إلى «سلبية».

وكان بارنييه ينوي خفض عجز الموازنة العام المقبل إلى 5 في المائة من الناتج الاقتصادي من 6.1 في المائة هذا العام، مع حزمة بقيمة 60 مليار يورو من تخفيضات الإنفاق وزيادات الضرائب. لكن المشرّعين اليساريين واليمينيين المتطرفين عارضوا كثيراً من حملة التقشف وصوتوا على إجراء حجب الثقة ضد حكومة بارنييه، مما أدى إلى سقوطها.

وقال بايرو، الذي حذر منذ فترة طويلة من ضعف المالية العامة في فرنسا، يوم الجمعة بعد وقت قصير من توليه منصبه، إنه يواجه تحدياً «شاقاً» في كبح العجز.

وقال وزير المالية المنتهية ولايته أنطوان أرماند، إنه أخذ علماً بقرار «موديز»، مضيفاً أن هناك إرادة لخفض العجز كما يشير ترشيح بايرو. وقال في منشور على أحد مواقع التواصل الاجتماعي: «إن ترشيح فرنسوا بايرو رئيساً للوزراء والإرادة المؤكدة لخفض العجز من شأنه أن يوفر استجابة صريحة».

ويضيف انهيار الحكومة وإلغاء موازنة عام 2025، إلى أشهر من الاضطرابات السياسية التي أضرت بالفعل بثقة الشركات، مع تدهور التوقعات الاقتصادية للبلاد بشكل مطرد.

ووضعت الأزمة السياسية الأسهم والديون الفرنسية تحت الضغط، ما دفع علاوة المخاطر على سندات الحكومة الفرنسية في مرحلة ما إلى أعلى مستوياتها على مدى 12 عاماً.