محكمة ألمانية تلغي حظر ترحيل تونسي... بعد تنفيذه

TT

محكمة ألمانية تلغي حظر ترحيل تونسي... بعد تنفيذه

قضت المحكمة الإدارية في مدينة غلزنكيرشن الألمانية، أمس (الأربعاء)، بإلغاء حظر الترحيل بحق التونسي سامي العيدودي، وذلك بعد أن تم ترحيله بالفعل.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن المحكمة وافقت بذلك على الطلب المقدم في هذا الشأن من الهيئة الاتحادية للهجرة واللاجئين، مشيرة إلى أن قرار المحكمة غير قابل للطعن.
كانت السلطات الألمانية قد رحّلت العيدودي المصنّف على أنه «إسلامي خطير»، إلى وطنه، في الثالث عشر من يوليو (تموز) الماضي، رغم صدور قرار من نفس المحكمة الإدارية بمدينة غلزنكيرشن بحظر الترحيل، الأمر الذي أدى إلى اعتبار عملية الترحيل مخالفة للقانون. وبناءً على ذلك، تقدمت الهيئة الاتحادية للهجرة واللاجئين نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، للمحكمة بطلب إلغاء حظر الترحيل وتغيير قرارها المستعجل الذي أصدرته في 12 يوليو. واستندت الهيئة في طلبها إلى بيان السلطات التونسية الصادر منذ فترة قصيرة، والذي أفاد بأن العيدودي (42 عاماً) ليس مهدداً بالتعرض للعنف في موطنه.
ويتعلق قرار المحكمة أمس، بإلغاء قرارها المستعجل الصادر في الصيف الماضي. وقالت المحكمة في حيثيات قرارها الجديد إنها لا تعتبر أن خطر تعرض العيدودي للتعذيب في بلاده «لم يعد مرجحاً بشكل كبير»، وذلك بناءً على المذكرة الشفهية التي قدمتها السفارة التونسية للهيئة الاتحادية للهجرة. وأضافت المحكمة، حسب الوكالة الألمانية، أن التعهد الدبلوماسي من تونس يفي بالمتطلبات الواردة في الأحكام، ووصفت بيان السفارة التونسية بأنه موثوق بشكل كافٍ، وذلك نظراً إلى «التبادل المكثف السابق على أعلى المستويات السياسية والدبلوماسية».
كانت المحكمة الإدارية قد أصدرت قراراً مستعجلاً بحظر الترحيل بدعوى أن خطر تعرض العيدودي للتعذيب في بلاده لا يزال غير مستبعد، وفي اليوم التالي لهذا الحكم، قامت السلطات بترحيله، الأمر الذي أثار جدلاً كبيراً بين السياسيين والقانونيين.
وتم تسليم قرار المحكمة للسلطات في وقت كان العيدودي موجوداً فيه بالفعل على متن طائرة في طريقه إلى تونس، وعلى أثر ذلك أدانت المحكمة الإدارية العليا التصرف، وأمرت سلطات مدينة بوخوم بإعادة العيدودي. ولم يتحدد بعد موعد البت في هذا القرار.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».