قضية كارلوس غصن قد تطيح به من رئاسة «نيسان»

«رينو» نقلت صلاحياته مؤقتاً إلى تييري بولوريه... وتمديد احتجازه 10 أيام

كارلوس غصن (رويترز)
كارلوس غصن (رويترز)
TT

قضية كارلوس غصن قد تطيح به من رئاسة «نيسان»

كارلوس غصن (رويترز)
كارلوس غصن (رويترز)

يواجه كارلوس غصن رئيس شركة «نيسان» اليابانية العملاقة لصناعة السيارات خطر الإقالة من منصبه خلال بعد اعتقاله على خلفيه اتهامه بارتكاب مخالفات مالية، وسط أنباء عن تمديد احتجازه لعشرة أيام إضافية.
وشكّل اعتقال غصن (64 عاماً) واحتمالية إقالته من رئاسة تحالف «نيسان - رينو - ميتسوبيشي موتورز» صدمة كبيرة في أوساط صناعة السيارات. بينما من المقرر أن يجتمع مجلس إدارة نيسان غداً (الخميس) لحسم مصير رئيسها، فيما ذكرت ميتسوبيشي أنها قد تقترح إعفاءه من منصبه «فورا».
إلى ذلك، أعلنت مجموعة «رينو» الفرنسية أن مجلس إدارتها قرّر مساء أمس (الثلاثاء) في ختام اجتماع طارئ، إبقاء غصن في منصبه وتعيين الرئيس التنفيذي للعمليات تييري بولوريه بصورة مؤقتة نائباً لرئيس مجلس الإدارة يتمتّع بصلاحيات الرئيس نفسها.
وقالت «رينو» في بيانها إن «غصن، الذي هو في حالة عدم استطاعة مؤقّتة، يبقى الرئيس - المدير العام» للمجموعة، وإن «مجلس الإدارة عيّن بصورة مؤقّتة تييري بولوريه مديراً عاماً منتدباً، وهو بهذه الصفة سيتولى الإدارة التنفيذية للمجموعة وسيتمتع بالتالي بصلاحيات غصن نفسها».
وأوضح البيان أن مجلس إدارة رينو طلب من مجموعة «نيسان، على أساس مبادئ الشفافية والثقة والاحترام المتبادل المنصوص عليها في (وثيقة التحالف)، أن تسلمه كل المعلومات الموجودة بحوزتها في إطار التحقيقات الداخلية التي أجرتها حول غصن».
وأضاف البيان أن مجلس إدارة رينو «غير قادر، في هذه المرحلة، على أخذ قرار بشأن العناصر التي بحوزة نيسان أو السلطات القضائية اليابانية ضد غصن».
وشدد مجلس إدارة رينو في بيانه على أنه سيجتمع بصورة دورية برئاسة فيليب لاغاييت «لصون مصالح رينو وتأمين ديمومة التحالف» القائم بين المجموعة الفرنسية ومجموعتي نيسان وميتسوبيشي اليابانيتين.
وفي السياق ذاته، أفادت وسائل إعلام يابانية، اليوم (الأربعاء)، أن محكمة طوكيو وافقت على تمديد الحجز الاحتياطي لرئيس مجلس إدارة تحالف رينو - نيسان - ميتسوبيشي كارلوس غصن عشرة أيام إضافية.
وفي اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية قالت المحكمة إنها لا تتحدث عن مثل هذا النوع من القرارات.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة «نيسان» هيروتو سايكاوا قد عبّر في مؤتمر صحافي بعد اعتقال غصن عن «خيبة أمله»، ملمحاً إلى أن غصن قد جمع في يده الكثير من السلطة.
وتكشفت أنباء سقوط غصن بشكل غير متوقع مساء الاثنين، حيث ذكرت وسائل الإعلام اليابانية أولا أن الادعاء يحقق معه وأن الشرطة داهمت مقر نيسان.
وبعد ذلك بوقت قصير، قالت نيسان في بيان إنها تحقق مع غصن والمدير غريغ كيلي منذ أشهر بعد تقرير سري حول نشاطهما.
وصرح سايكاوا في مؤتمر صحافي: «لقد تم توقيف الرجلين هذا المساء. هذا ما أعرفه».
وقال إن الشركة كشفت عن سنوات من المخالفات المالية بما فيها عدم الكشف عن كامل الدخل والاستخدام الشخصي لأصول الشركة.
ولم يكشف سايكاوا عن الكثير من التفاصيل وعن طبيعة المخالفات ومن بينها رفض تأكيد التقارير بأن غصن لم يكشف عن دخل بمقدار 5 مليارات ين (نحو 44 مليون دولار) خلال 5 سنوات منذ 2011.
وأغلق سهم رينو بتراجع مقداره 8 في المائة في البورصة الفرنسية مساء الاثنين بعد أن سجل انخفاضا بنسبة 12 في المائة في التعاملات الصباحية.
وأثار سقوط غصن، المولود في البرازيل، تساؤلات حول مصير تحالف شركات السيارات الثلاث الذي يعتقد أنه يحتفظ بتماسكه بفضله.
وأكد سايكاوا أن «الشراكة بين الشركات الثلاث لن تتأثر بهذا الحدث»، إلا أنه لم يتمكن من الكشف عن تفاصيل حول استجابة رينو وميتسوبيشي المحتملة لما حدث أو من سيخلف غصن في منصبه.
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن باريس ستكون «بغاية الحرص» على استقرار رينو وتحالف الشركات الثلاث بعد توقيف غصن. وتملك فرنسا حصة 15 في المائة في شركة رينو.
وأكد ماكرون خلال مؤتمر صحافي في بروكسل إن «الدولة، بصفتها مالكة أسهم (في رينو) ستكون بغاية الحرص على استقرار التحالف والمجموعة».
وفي تصريح على هامش اجتماع وزراء مالية مجموعة اليورو في بروكسل، قال وزير المالية الفرنسي برونو لومير إن الحكومة «ستفعل كل ما بوسعها كمساهم ممثل في مجلس إدارة رينو لضمان الاستمرارات التشغيلية والحوكمة المستقرة في رينو».
ويشتهر غصن، البالغ 64 عاما، بإعادة هيكلة رينو ونيسان منذ نهاية التسعينات عندما هبت رينو إلى نجدة مصنع السيارات الياباني في 1999. وكلفت غصن خفض التكلفة والوظائف في عملية ضخمة لإعادة هيكلة الشركة.
وفي 2016 تولى غصن رئاسة ميستوبيشي التي كانت تواجه صعوبات بعد أن أنقذتها نيسان بشراء ثلث أسهمها مقابل 2.2 مليار دولار فيما كانت تواجه فضيحة التلاعب ببيانات قراءات استهلاك الوقود التي أدت إلى تراجع المبيعات.
وغصن من الشخصيات المعروفة جدا في اليابان، وهو مدافع كبير عن قطاع السيارات فيها، إلا أنه واجه معارضة خاصة بسبب دخله، حيث أثارت حزمة التعويض الخاصة به في شركة رينو خلافا مع المساهمين وانتقادات من وزير الاقتصاد الفرنسي في ذلك الوقت إيمانويل ماكرون.



«المركزي الصيني» يعلق شراء السندات مع معاناة اليوان

مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
TT

«المركزي الصيني» يعلق شراء السندات مع معاناة اليوان

مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)

علَّق البنك المركزي الصيني شراء سندات الخزانة يوم الجمعة، مما رفع العائدات لفترة وجيزة وأثار تكهنات بأنه يكثف دفاعه عن عملة اليوان التي تتراجع منذ انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة.

وتقطع هذه الخطوة خمسة أشهر من الشراء، وتتزامن مع موجة بيع شرسة في أسواق السندات العالمية، مما يشير إلى أن بنك الشعب الصيني يحاول أيضاً ضمان ارتفاع العائدات في الداخل بالتوازي، أو على الأقل وقف الانخفاض، كما يقول المحللون.

وعقب الإعلان عن الخطوة، ارتفعت العائدات التي تتحرك عكسياً مع أسعار السندات، رغم أن أسعار الفائدة القياسية لأجل عشر سنوات كانت أقل قليلاً بحلول المساء.

ويشير التحول في السياسة واستجابة السوق الحذرة، إلى محاولة بنك الشعب الصيني إحياء النمو الاقتصادي من خلال الحفاظ على ظروف نقدية ميسرة في حين يحاول أيضاً إخماد ارتفاع السندات الجامح، وفي الوقت نفسه استقرار العملة وسط حالة من عدم اليقين السياسي والاقتصادي.

وقال محللون في «كومرتس بنك» في مذكرة: «لقد أشار البنك إلى استعداده لتخفيف السياسة بشكل أكبر... ومع ذلك، فإن ضعف اليوان بسبب الدولار القوي واتساع الفارق مع أسعار الفائدة الأميركية من شأنه أن يعقد موقف بنك الشعب الصيني».

واستشهد بنك الشعب الصيني بنقص السندات في السوق كسبب لوقف عمليات الشراء، والتي كانت جزءاً من عملياته لتخفيف الأوضاع النقدية وتعزيز النشاط الاقتصادي.

وكان عائد سندات الخزانة الصينية لأجل عشر سنوات قد ارتفع في البداية أربع نقاط أساس، لكنه انخفض في أحدث تداولات بأكثر من نصف نقطة أساس إلى 1.619 في المائة. وارتفع اليوان قليلاً رغم أنه كان يتداول عند مستوى ثابت حول 7.3326 يوان مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى له في 16 شهراً.

وقال كين تشيونغ، كبير استراتيجيي النقد الأجنبي الآسيوي في بنك «ميزوهو»: «أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض قيمة اليوان هو اتساع فجوة العائد بين الصين والولايات المتحدة، لذا فإن البنك المركزي يرسل إشارة إلى السوق بأن معدل العائد من غير المرجح أن ينخفض ​​أكثر».

وقال البنك المركزي الصيني في بيان إنه سيستأنف شراء السندات عبر عمليات السوق المفتوحة «في الوقت المناسب حسب العرض والطلب في سوق السندات الحكومية».

وكانت أسعار السندات في الصين في ارتفاع مستمر منذ عقد من الزمان - وهو الارتفاع الذي بدأ في الزيادة منذ ما يقرب من عامين حيث تسببت مشكلات قطاع العقارات وضعف سوق الأسهم في تدفق الأموال إلى الودائع المصرفية وسوق الديون.

وهذا الأسبوع شهدت السوق موجة بيع عالمية، والتي زادت بفضل الطلب الذي لا يقاوم على الأصول الآمنة ومراهنات المستثمرين على المزيد من خفض أسعار الفائدة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وحذر بنك الشعب الصيني لشهور من مخاطر الفقاعة مع انخفاض العائدات طويلة الأجل إلى مستويات قياسية متتالية، على الرغم من أن السلطات في الوقت نفسه توقعت المزيد من التيسير. وهبطت العملة بنحو 5 في المائة منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، ويرجع ذلك إلى حدٍ كبير إلى المخاوف من أن تهديدات ترمب بفرض تعريفات تجارية جديدة ستزيد من الضغوط على الاقتصاد الصيني المتعثر.

وقال هوانغ شيويفينغ، مدير الأبحاث في شركة «شنغهاي أنفانغ برايفت فاند كو» في شنغهاي، إنه يتوقع استمرار الاتجاه الهبوطي في عائدات السندات مع «استمرار السوق في التعامل مع وضع التكالب على الأصول»، حيث يوجد نقص في فرص الاستثمار الجيدة... ويوم الجمعة، نقلت «فاينانشيال نيوز»، وهي مطبوعة تابعة لبنك الشعب الصيني، عن أحد خبراء الاقتصاد قوله إن السوق يجب أن تتجنب التوقعات المفرطة بشأن تخفيف السياسة النقدية.

وفي الأسواق، أنهت أسهم الصين وهونغ كونغ الأسبوع على انخفاض مع امتناع المتداولين عن زيادة استثماراتهم في السوق وانتظار تدابير تحفيزية جديدة من بكين.

وأغلق مؤشر «سي إس آي 300» الصيني ومؤشر «شنغهاي المركب» على انخفاض بنحو 1.3 في المائة يوم الجمعة. وانخفض مؤشر هانغ سنغ القياسي في هونغ كونغ 0.9 في المائة. وعلى مستوى الأسبوع، انخفض مؤشر «سي إس آي 300» بنسبة 1.1 في المائة، بينما انخفض مؤشر هانغ سنغ بنسبة 3.5 في المائة.

وقال محللون بقيادة لاري هو، من مؤسسة «ماكواري» في مذكرة: «السؤال الرئيسي في عام 2025 هو مقدار التحفيز الذي سيقدمه صناع السياسات. سيعتمد ذلك إلى حد كبير على تأثير التعريفات الجمركية، حيث سيفعل صناع السياسات ما يكفي فقط لتحقيق هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي. ويشعر عدد قليل من المستثمرين أن السوق صاعدة، حيث تظل أرباح الشركات ضعيفة وسط ضعف الطلب المحلي. والرأي السائد هو أن السيولة ستصبح أكثر مرونة في عام 2025 ولكن النمو الاسمي سيظل بطيئاً».