توتر على حدود لبنان الجنوبية والجيش الإسرائيلي يكثف تحركاته

توتر على حدود لبنان الجنوبية والجيش الإسرائيلي يكثف تحركاته
TT

توتر على حدود لبنان الجنوبية والجيش الإسرائيلي يكثف تحركاته

توتر على حدود لبنان الجنوبية والجيش الإسرائيلي يكثف تحركاته

توتر الوضع الأمني على حدود لبنان الجنوبية، أمس، إثر انفجار 20 لغما أرضيا على الجانب الإسرائيلي من الحدود، بفعل حريق أشعله جنود إسرائيليون مقابل بلدة الضهيرة الحدودية، وامتدت إلى الأراضي اللبنانية. وتزامنت تلك التطورات مع تقدم آليتين عسكريتين إلى منطقة محاذية لبلدة العديسة، حيث عثرت القوات الإسرائيلية على حفرة قرب بوابة السياج الشائك.
وجاءت التحركات الإسرائيلية في موقعين منفصلين في جنوب لبنان، الأول في منطقة الضهيرة الواقعة على الحدود الجنوبية في قضاء بنت جبيل، والثانية في منطقة العديسة الواقعة إلى الشرق من الحدود اللبنانية مع إسرائيل. وكانت العديسة شهدت الأسبوع الماضي استنفارا على طرفي الحدود، على خلفية تقدم القوات الإسرائيلية بمحاذاة الخط الأزرق لإزالة شجرة وقعت على الشريك الشائك بفعل العواصف.
وتقدمت قوة عسكرية إسرائيلية مؤلفة من سيارتي «هامر»، أمس، إلى محيط نقطة مراقبة إسرائيلية تشرف على المدخل الشرقي لبلدة العديسة، وانتشر عناصرها في المنطقة. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أنه بعد ربع ساعة، حضر إلى المكان قائد كتيبة الجيش الإسرائيلي في مستوطنة مسكافعام، ترافقه جرافة، حيث تفقد حفرة عثر عليها قرب بوابة السياج الشائك في المنطقة.
وفيما لم تتضح طبيعة الحفرة على الجانب الحدودي، ذكرت مصادر ميدانية أن الجيش الإسرائيلي كثف دورياته المؤللة بمحاذاة السياج الحدودي على طول الخط الأزرق في القطاع الشرقي من جنوب لبنان. وأفاد موقع «النشرة» الإلكتروني بأن الدوريات الإسرائيلية تحركت باتجاه بلدات المطلة والوزاني والغجر، امتدادا حتى تخوم مزارع شبعا المحتلة التي شهدت بدورها طلعات مكثفة للطيران المروحي الإسرائيلي بشكل دائري وعلى علو منخفض وصولا إلى مرتفعات الجولان السوري.
وفي الضهيرة، قالت مصادر ميدانية إن «الجيش الإسرائيلي نشر ست ناقلات جند وثبت ست خيام قرب السياج الحدودي مقابل بلدة الضهيرة اللبنانية الحدودية مع شمال إسرائيل، قبل أن تشعل تلك القوات النيران في خراج البلدة. وقال شهود عيان، إن «نحو 20 لغما أرضيا انفجروا في المنطقة الحدودية داخل الحدود الإسرائيلية، بفعل امتداد النيران».
وامتدت النيران باتجاه أراض لبنانية حدودية، لم يتمكن الدفاع المدني اللبناني من إخمادها بسبب وجود الألغام وصعوبة الطريق المؤدية إليها. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن النيران أتت على نحو 40 دونما من أشجار الزيتون داخل الأراضي اللبنانية.
وكانت هذه المنطقة توترت الأسبوع الماضي، إثر مقتل جندي إسرائيلي برصاص جندي لبناني قبالة منطقة الناقورة المحاذية للضهيرة. كما انفجر لغم أرضي بمجموعة إسرائيلية تسللت إلى محيط المنطقة نفسها الشهر الماضي، أسفرت عن وقوع جريحين إسرائيليين.
وتأتي هذه التطورات غداة إعلان قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، خلال جولة له في الجنوب، إن الجيش على جهوزية كاملة للرد على أي تهديد إسرائيلي، مؤكدا أنه لن يخضع لأي تهديد، ولن يسكت عن أي استهداف، وكل عمل عدواني سيقابل بالمثل وسيكون التصدي له فوريا. وكان قهوجي قال، إنه «يدرك نيات العدو الإسرائيلي تجاه لبنان، خصوصا محاولات استغلاله الأحداث الداخلية لزرع الفتنة بين اللبنانيين».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.