نفت بغداد، أمس، تقارير تحدثت عن وساطة يجريها الرئيس العراقي برهم صالح بين السعودية وإيران، فيما أعرب سياسيون واقتصاديون عراقيون عن أملهم بأن تفتح زيارة صالح للرياض آفاقاً أوسع للتعاون في مختلف المجالات بين البلدين الشقيقين.
ونفى المكتب الإعلامي للرئيس العراقي «ما تم تداوله عبر الكثير من وسائل الإعلام» عن وساطة مزعومة يقوم بها صالح بين إيران والسعودية. وأكد أن «العراق هو نقطة تلاقي المصالح المشتركة بين محيطه العربي والإقليمي، في إطار سعيه لتوطيد الصداقة والأخوّة، مع حفظ تام للسيادة واحترام البلدان الأخرى».
وأكدت عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي إقبال عبد الحسين لـ«الشرق الأوسط» أن «الهدف من الزيارات التي يقوم بها رئيس الجمهورية منذ توليه منصبه هو بعث رسالة اطمئنان إلى الدول المجاورة للعراق بأن العراق وعبر تقوية العلاقات الدبلوماسية مع هذه الدول سواء كانت عربية أم إقليمية، إنما يعمل بخط متواز مع جميع الدول المجاورة».
ويرى نائب رئيس «المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية» الدكتور باسل حسين أن «بدء الرئيس برهم صالح جولته الأولى بالمحيط العربي والخليجي تحديداً جاءت كمحاولة منه لتبديد المخاوف من كونه الرجل القريب من إيران، لا سيما بعد التصريحات الإيرانية عن أن الرئاسات الثلاث هي مع المعسكر الإيراني».
وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الزيارة تبعث برسالة مفادها أن العراق، ولا سيما الرئاسة العراقية، حريص على تعزيز خطوات الانفتاح نحو المحيط العربي». وأشار إلى أن «ملف العلاقات الخارجية بيد رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، لكن لا يمكن إنكار أن رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ويمثل سيادة البلاد، وبالتالي فإن هذه الزيارات لها أهمية بما تحمله من مضامين معلنة ومضمرة».
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد خالد عبد الإله فقال لـ«الشرق الأوسط» إن «من الواضح من خلال مجريات الزيارة إلى السعودية أن هناك فصلاً جديداً من العلاقات بين بغداد والرياض قد بدأ، خصوصاً أن هناك أرضية لذلك، وهي تنامي العلاقات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة».
ولفت إلى أن «مسؤولين سعوديين كباراً زاروا العراق خلال الفترة الأخيرة بينهم وزراء الخارجية النفط والاقتصاد والتجارة. كما أن فتح السفارة السعودية في بغداد دفع العلاقات إلى الأمام في مختلف الميادين، خصوصا أن المملكة تبدو مستعدة لمساعدة العراق في ميادين اقتصادية واستثمارية مهمة».
واعتبر الخبير الاقتصادي باسم أنطوان أن «العراق في أمس الحاجة إلى الاستثمارات في مختلف الميادين، ولعل ما شهدته العلاقات العراقية - السعودية خلال السنوات الماضية جسد رغبة الطرفين في تحقيق تقدم في هذه الملفات». وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «الكرة في هذا المجال لا تزال في الملعب العراقي، إذ اتضحت جلياً رغبة الجانب السعودي وجديته في فتح مجالات وميادين الاقتصاد والاستثمار بكل أنواعه وفي كل الحقول، لكن هذا يتطلب أن تكون الإجراءات أكثر فاعلية على صعيد كيفية البحث عن شراكة مع القطاع الخاص، إذ إن آفاق التعاون التنموي والاستثماري مع السعودية واعدة جداً وتحقق فوائد هائلة للبلدين».
العراق ينفي التوسط بين السعودية وإيران
سياسيون واقتصاديون يأملون في زيادة التعاون مع الرياض
العراق ينفي التوسط بين السعودية وإيران
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة