اطلب قهوة وادفع الأموال بنقرة على منصة السيارة الأمامية

مركبات المستقبل تصمم بتقنيات اتصال فعّالة على الطرق

نظام «ماركت بليس» للاتصالات في سيارات «جنرال موتورز»  -  نظام «معلومات أضواء المرور» في سيارات «أودي»
نظام «ماركت بليس» للاتصالات في سيارات «جنرال موتورز» - نظام «معلومات أضواء المرور» في سيارات «أودي»
TT

اطلب قهوة وادفع الأموال بنقرة على منصة السيارة الأمامية

نظام «ماركت بليس» للاتصالات في سيارات «جنرال موتورز»  -  نظام «معلومات أضواء المرور» في سيارات «أودي»
نظام «ماركت بليس» للاتصالات في سيارات «جنرال موتورز» - نظام «معلومات أضواء المرور» في سيارات «أودي»

مع انتشار السيارات الذاتية القيادة من حولنا، ستساهم هذه التقنيات المتطوّرة في إدارة أفضل لمشكلة ازدحام المرور في المستقبل، ولكنّها أيضا قد تغيّر طريقة الاتصال أثناء السير.
يراهن صنّاع السيارات على أنّ امتلاك سياراتنا لعضلات تقنية تبقينا على اتصال دائم سيجعلنا نرمي هواتفنا جانباً بعد الركوب فيها والاستمرار في الاتصال عبر لوحة التحكّم الموجودة في هيكلها الداخلي.
من جهة ثانية، ستمنحنا هذه التقنيات مجموعة إضافية من وسائل الراحة كتزويد السائق بخيارات للوقود والطعام والإقامة، إلى جانب بعض العمليات الشرائية التي يمكن إتمامها في الداخل.
- اتصالات إلكترونية
يمكن القول إن مالكي سيارات «جنرال موتورز» قد تذوّقوا بعضاً من طعم هذا المستقبل. فمنذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي، جهّزت «جنرال موتورز» نحو 3 ملايين سيارة بنظام داخلي أطلقت عليه اسم «ماركت بليس Marketplace». يتواصل هذا النظام المجاني بشكل مباشر مع جهات تجارية، ويتيح للسائق أو الراكب أن يطلب ويدفع ثمن مجموعة متنوعة من المنتجات والخدمات دون الحاجة إلى هاتف خلوي.
ومن بين الجهات التجارية التي تعاونت مع «جنرال موتورز» مطاعم ماكدونالدز و«شيل» و«إكسون موبيل».
ويجهل كثير من مالكي السيارات المجهّزة بنظام «ماركت بليس» على الأرجح أنّه موجود في عرباتهم، إذ سجّل نحو 75000 فقط من مالكي هذه السيارات دخولهم فيه، غير أنّه ليس مذكورا في أي من كتيبات التشغيل الخاصة بالسيارة، فقد أرادت شركة جنرال موتورز منحها بعض الوقت لتنقيح النظام وزيادة عدد الجهات التجارية التي تتعامل معها، ولكنّها اليوم بدأت بتسويقه لزبائنها.
يتفاعل «ماركت بليس» مع نظام «جنرال موتورز» للمعلومات والترفيه ويدخل في حوار مع مالك السيارة. ففي حال نفدت السيارة من الوقود مثلاً، يزوّد النظام المالك بالاتجاهات الصحيحة التي تقوده إلى أقرب محطة للمحروقات. كما يسمح النظام للسائق بأن يسجل دخوله في برامج المكافأة التي تقدّمها العلامات التجارية، ويرشده إلى الأماكن التي يحصل فيها على تخفيضات على الوقود. وهنا، لا حاجة إلى تمرير بطاقة مصرفية في المضخّة لأنّ «ماركت بليس» يتولى عملية الدفع وتشغيل المضخة.
يتواصل «ماركت بليس» عبر مودم 4GLT الذي يمكنه الاتصال بشبكة خلوية أو واي فاي. واتخذت «جنرال موتورز» قراراً حكيماً باعتماد هذه التقنية، خاصة أن سياراتها مجهّزة بأجهزة المودم منذ إصدار سيارة «أون ستارز» عام 1996.
قدّمت شركات أخرى أجهزة اتصال تعتمد على تقنية المودم، ولكنّ «جنرال موتورز» قامت بالنقلة الكبرى في عالم الاتصال المحمول والتسويق.
- تحكم مرئي وصوتي
وأشار ريك راسكين، مسؤول تنفيذي من «جنرال موتورز» يتولى إدارة قسم تجربة اتصال الزبون، إلى تركيز الشركة على مسألة الحدّ من تشتيت السائق أثناء القيادة.
وقال: «يتيح (ماركت بليس) للسائقين القيام بما اعتادوا القيام به سابقاً على هواتفهم عبر سياراتهم، ما يضمن لهم وضعاً أكثر أماناً من الإمساك بالهاتف في يد وتحريك عجلة القيادة باليد الأخرى».
لا طالما اعتمد صنّاع السيارات هاتف السائق واتصال البلوتوث تقنيةً رئيسيةً لتقديم ميزات الراحة، لكنّ عدداً متزايداً من الشركات والمحللين يرون أنّ هذا الحلّ محدود وغير أنيق.
يقول دايفيد لينيادو، نائب رئيس قسم النمو الحديث والتقنية في شركة «كوكس أوتوموتيف» للأبحاث، إنّ المودم الموجود في تصميم السيارة مع بطاقة «SIM» الخاصة به سيصبح أخيرا الوسيلة الجديدة والوحيدة لتواصل السيارات مع بعضها، ومع البنى التحتية، ومع أجهزة السائق، والجهات التجارية التي توفّر خدمات متحرّكة.
وبحسب لينيادو، فإنّ بطاقات «SIM» التي تحمل أرقام تعريف خاصة بمالكها متوافرة في نحو 130 مليون سيارة حول العالم، معتبرا أنّ «البلوتوث والهاتف أصبحا من الماضي». ويستطيع السائق أو الراكب الجالس في المقعد الأمامي أن يتفاعل مع «ماركت بليس» من خلال لمس شاشة لوحة التحكّم.
من جهته، كشف ستيفان كروس، المتحدّث باسم «جنرال موتورز» أنّ الشركة بصدد تطوير تقنية التحكّم الصوتي بهذا النظام. وقد تساهم الأعمال التي تتطلّب تركيزا كاملا كحجز غرفة في فندق في تشتيت السائق، إذ لا يمكن إتمامها إلا بعد التوقف عن القيادة.
ويعمل «ماركت بليس» أيضا على حصر خيارات مالك السيارة، فيستطيع زبون «ستارباكس» مثلا أن يقوم بطلبه من سيارته وهي تسير، من خلال بضع خيارات متاحة فقط، ومبنية على خياراته السابقة، تعرض أمامه على الشاشة. ودائما ما يكون العرض موحّدا حتى يتمكن السائقون من معرفة أين ينظرون وما عليهم أن يقوموا به على اختلاف الصفحات التي توفرها الجهة التسويقية، لمساعدتهم في الحفاظ على تركيزهم أثناء القيادة.
- تصاميم متعددة
تستفيد شركات تصنيع سيارات أخرى من الاتصالات المدمجة في تصاميم السيارة على نطاق متواضع.
> تتيح «بي أم دبليو كونيكتد» اليوم لمالكي السيارات أن يتواصلوا مع المساعد الصوتي «أليكسا» من داخل السيارة عبر المودم الموجود في نظامها ودون الحاجة إلى هاتف ذكي. ولم تضف الشركة إلى نظامها تعاوناً مع أي جهة تجارية، ولكن يمكن لمالك السيارة أن يطلب من «أليكسا» أن يقوم بالطلب نيابة عنه.
> يتواصل نظام «لاند روفر تاتش برو ديو» عبر مودم موجود داخل السيارة، ويمكنه أن يحدد مواقع محطات تعبئة الوقود، وأن يوفّر معلومات حول حركة المرور.
> من جهتها، تقدّم «مرسيدس بنز» نظاماً يعرف باسم «مرسيدس مي»، وهو عبارة عن تطبيق يوفّر وظائف تحكّم محمّلة على هاتف محمول أو جهاز شخصي آخر، لتتواصل السيارة مع السائق عبر المودم الموجود فيها. يتيح هذا النظام رسم حدود «سياج جغرافي» افتراضية، ويعمد النظام إلى إرسال رسالة فورية إلى صاحب السيارة في حال تحرّكت خارج هذه الحدود.
> بدورها، أضافت «أودي» ميزة تعرف باسم «ترافيك لايت إنفورميشن» «تتحدّث» إلى إشارات المرور، وتستطيع أن تبلغ السائق بالفترة التي عليه أن ينتظرها قبل أن يتحوّل الضوء إلى الأخضر.
تعمل هذه الميزة في بضع مدن فقط، من بينها لاس فيغاس وفينيكس وواشنطن، التي نشرت الأجهزة اللازمة لها.
- مخاطر الاتصالات من السيارة
> في الوقت الذي يدرس فيه صناع السيارات والمستشارون في هذا المجال مدى فعالية الاتصال داخل السيارة، يفكّر آخرون كبراين ريمر، الباحث في معهد ماساتشوستس للتقنية، بطرق تضمن لهم ألا تؤدي هذه الميزات إلى بروز مخاطر جديدة.
وقال ريمر: «لتوفير معلومات للسائق، علينا أن ننسجها بشكل استراتيجي. يجب أن يحظى السائق بالوقت الكافي لينظر إلى طريقه، إذ لا يمكنه أن ينظر بعيدا عنه، ولو لوقت قصير». ويضيف ريمر أنّ المهندسين يعملون على تطوير أنظمة تستطيع تحديد عدد ومدّة المرات التي يجب على السائق أن ينظر فيها إلى الطريق، لإصدار إنذارات وتحذيرات في حال تشتت انتباهه.
أمّا بالنسبة لمن يقودون سيارات أقلّ حداثة، فإن لديهم فرصة لبعض التعديل التحديثي. فتقدّم شركة «فيرايزون» جهاز مودم ومجموعة من الميزات يعرف باسم «هام»، يشبه ما تحمله تصاميم السيارات الحديثة اليوم، ولكنّه يتصل بالمنافذ الموجودة في السيارات القديمة التي تم تصنيعها منذ عام 1996، كما يعمل موزّعو «مرسيدس بنز» في بريطانيا حالياً على تحديث تقنية الاتصال في كثير من السيارات التي تمّت صناعتها منذ عام 2002.


مقالات ذات صلة

«طلاء شمسي» لشحن السيارات الكهربائية

علوم «طلاء شمسي» لشحن السيارات الكهربائية

«طلاء شمسي» لشحن السيارات الكهربائية

عجينة رقيقة تؤمن السفر مجاناً آلاف الكيلومترات

ديدي كريستين تاتلووكت (واشنطن)
الاقتصاد صفقة استحواذ «ارامكو» على 10 % في «هورس باورترين» بلغت 7.4 مليار يورو (رويترز)

«أرامكو» تكمل الاستحواذ على 10 % في «هورس باورترين المحدودة» بـ7.4 مليار يورو

أعلنت «أرامكو السعودية» إكمال شراء 10 في المائة بشركة «هورس باورترين» المحدودة الرائدة في مجال حلول نقل الحركة الهجين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص «بي واي دي»: نخطط للاستثمار في مبادرات تسويقية وتعليمية لزيادة الوعي بفوائد النقل الكهربائي (BYD)

خاص «بي واي دي»... قصة سيارات كهربائية بدأت ببطارية هاتف

من ابتكارات البطاريات الرائدة إلى المنصات المتطورة، تتماشى رؤية «بي واي دي» مع الأهداف العالمية للاستدامة، بما في ذلك «رؤية المملكة 2030».

نسيم رمضان (الصين)
الاقتصاد ترمب يلقي خطاباً خلال تجمع انتخابي في أرينا سانتاندر في ريدينغ بنسلفانيا (رويترز)

تعريفات ترمب الجمركية تضع شركات عالمية في المكسيك تحت المجهر

مع تزايد المخاوف من اندلاع حرب تجارية، ستواجه العديد من الشركات التي لديها حضور تصنيعي في المكسيك تحديات جديدة، وخاصة تلك التي تصدر إلى الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (عواصم )
يوميات الشرق شعار العلامة التجارية للسيارات الفارهة «جاغوار» (أ.ب)

حتى ماسك انتقده... إعلان ترويجي لسيارات «جاغوار» يثير غضباً

أثار مقطع فيديو ترويجي لتغيير العلامة التجارية للسيارات الفارهة «جاغوار» انتقادات واسعة بظهور فتيات دعاية يرتدين ملابس زاهية الألوان دون وجود سيارة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
TT

«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)

أعلنت شركة «غوغل» اليوم (الأربعاء) بدء العمل بنموذجها الأكثر تطوراً إلى اليوم في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي «جيميناي 2.0» Gemini 2.0 الذي تسعى من خلاله إلى منافسة شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى في قطاع يشهد نمواً سريعاً، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتوقّع رئيس مجموعة «ألفابت» التي تضم «غوغل» سوندار بيشاي أن تفتح هذه النسخة الحديثة من البرنامج «عصراً جديداً» في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي القادر على أن يسهّل مباشرة الحياة اليومية للمستخدمين.

وأوضحت «غوغل» أن الصيغة الجديدة من «جيميناي» غير متاحة راهناً إلا لقلّة، أبرزهم المطوّرون، على أن تُوفَّر على نطاق أوسع في مطلع سنة 2025. وتعتزم الشركة دمج الأداة بعد ذلك في مختلف منتجاتها، وفي مقدّمها محركها الشهير للبحث، وبأكثر من لغة.

وشرح سوندار بيشاي ضمن مقال مدَوَّنة أعلن فيه عن «جيميناي 2.0» أن هذه الأداة توفّر «القدرة على جعل المعلومات أكثر فائدة، مشيراً إلى أن في وِسعها فهم سياق ما وتوقّع ما سيلي استباقياً واتخاذ القرارات المناسبة للمستخدم».

وتتنافس «غوغل» و«أوبن إيه آي» (التي ابتكرت تشات جي بي تي) و«ميتا» و«أمازون» على التوصل بسرعة فائقة إلى نماذج جديدة للذكاء الاصطناعي التوليدي، رغم ضخامة ما تتطلبه من أكلاف، والتساؤلات في شأن منفعتها الفعلية للمجتمع في الوقت الراهن.

وبات ما تسعى إليه «غوغل» التوجه الجديد السائد في سيليكون فالي، ويتمثل في جعل برنامج الذكاء الاصطناعي بمثابة «خادم رقمي» للمستخدم وسكرتير مطّلع على كل ما يعنيه، ويمكن استخدامه في أي وقت، ويستطيع تنفيذ مهام عدة نيابة عن المستخدم.

ويؤكد المروجون لهذه الأدوات أن استخدامها يشكّل مرحلة كبرى جديدة في إتاحة الذكاء الاصطناعي للعامّة، بعدما حقق «تشات جي بي تي» تحوّلاً جذرياً في هذا المجال عام 2022.

وأشارت «غوغل» إلى أن ملايين المطوّرين يستخدمون أصلاً النسخ السابقة من «جيميناي».

وتُستخدَم في تدريب نموذج «جيميناي 2.0» وتشغيله شريحة تنتجها «غوغل» داخلياً، سُمّيت بـ«تريليوم». وتقوم نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل أساسي على معدات تصنعها شركة «نفيديا» الأميركية العملاقة المتخصصة في رقائق وحدات معالجة الرسومات (GPUs).