انتصارات للحكومة اليمنية في حجة... وقذيفة حوثية تقتل أربعة من أسرة واحدة

عبده مجلي لـ «الشرق الأوسط»: الميليشيات لم تلتزم الهدوء وزرعت ألغاماً في الحديدة

جانب من تقدم القوات إلى مثلث عاهم بمحافظة حجة أمس (المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية اليمنية الخامسة)
جانب من تقدم القوات إلى مثلث عاهم بمحافظة حجة أمس (المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية اليمنية الخامسة)
TT

انتصارات للحكومة اليمنية في حجة... وقذيفة حوثية تقتل أربعة من أسرة واحدة

جانب من تقدم القوات إلى مثلث عاهم بمحافظة حجة أمس (المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية اليمنية الخامسة)
جانب من تقدم القوات إلى مثلث عاهم بمحافظة حجة أمس (المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية اليمنية الخامسة)

أحكمت قوات الجيش الوطني في محافظة حجة المحاذية للسعودية سيطرتها على مثلث عاهم الاستراتيجي الرابط بين مديريتي مستبا وحرض من جهة الجنوب شرق، وعبس وحرض من جهة الجنوب، وست قرى مجاورة للمثلث، في عملية عسكرية شنّتها قوات الجيش الوطني على ميليشيات الحوثي الانقلابية، فجر أمس (الأحد)، بالتزامن مع استمرار المعارك غرب تعز، وتحرير مواقع جديدة ومقتل عدد من الانقلابيين، بينهم مَن يُسمّى بقائد الأمن الوقائي للانقلابيين.
وقال المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة، نقلاً عن مصدر عسكري، إن «الجيش الوطني في المنطقة الخامسة، شنّ، فجر (أمس) الأحد، عمليةً عسكريةً مباغتة، وبإسناد من طيران (التحالف)، وتمكَّن من إحكام السيطرة على قلب مثلث عاهم وست قرى مجاورة وهي: بني الهيج، الطين، الرد، الدريحيه، شعب البز، الشباتية»، وإن «فلول ميليشيات الحوثي الانقلابية تفر إلى شمال منطقتي الشعاب وكرس وهان، بمديرية حرض، في الاتجاه الشمالي الشرقي لمثلث عاهم، وذلك بعد إحكام سيطرة قوات الجيش الوطني على المثلث وتأمينه».
وأشار إلى «سقوط العشرات من عناصر الميليشيات بين قتيل وجريح، وأَسْر ثلاثة آخرين، واستهداف ثلاثة أطقم عسكرية وعربتين وثلاثة عيارات مختلفة تابعة للانقلابيين»، وإلى أن «غارة جوية لطيران التحالف استهدفت طاقماً عسكرياً تابعاً للميليشيات الحوثية بمحيط قرية الخمج التابعة لمديرية مستبأ، وغارة أخرى أحرقت عربةً تابعة للميليشيات وأخرى استهدفت طاقماً عليه رشاش عيار 23».
ومن جهته، قال قائد المنطقة العسكرية الخامسة اللواء الركن يحيى صلاح، إن «ميليشيا الحوثي في تقهقر مستمر، ولن يكون لها موطئ قدم في اليمني».
هذا وكانت قوات الجيش الوطني نفذت مطلع الشهر الحالي عملية عسكرية باتجاه مثلث عاهم الاستراتيجي، تمكنت خلالها من قطع الخط الإسفلتي الرابط بين مثلث عاهم ومديرية مستبأ، لتستكمل، أمس (الأحد)، السيطرة على قلب المثلث وعدد من القرى.
وارتكبت ميليشيات الحوثي الانقلابية مجزرة جديدة في حيران، غرب حجة، جراء سقوط قذيفة حوثية على منزل أحد المواطنين في قرية الظهر بمديرية حيران، ما أسفر عن مقتل المواطن علي خميس الحيراني وزوجته وبناته الاثنتين ونجاة طفله ذي الثمانية أشهر بعد إصابته بشظايا متفرقة في جسده، إضافة إلى إصابة امرأة من الأسرة المجاورة لمنزل علي خميس.
يأتي ذلك في الوقت الذي سقط فيه عدد من ميليشيات الحوثي الانقلابية بين قتيل وجريح في معاركهم مع الجيش الوطني، وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية في مختلف جبهات القتال، أبرزها الساحل الغربي والحديدة، المطلة على البحر الأحمر، وصعدة والبيضاء ومأرب ونهم وتعز.
وشنت مقاتلات تحالف دعم الشرعية، أمس، غاراتها المركزة على أحياء متفرقة في صعدة استهدفت مواقع الانقلابيين في سحار ورازح، ونقطة عسكرية للانقلابيين على الطريق الرابط بين صنعاء ومارب، طبقاً لما أكده مصدر عسكري قال إن المقاتلات استهدفت، أيضاً، مواقع متفرقة للانقلابيين غرب محافظة مأرب، بعد استهداف ميليشيات الحوثي الانقلابية، مساء السبت، مدينة مأرب بثلاثة صواريخ باليستية تم اعتراضها من قبل دفاعات تحالف دعم الشرعية في سماء مأرب، قبل أن تحقق أهدافها.
إلى ذلك، نجا قائد اللواء 17 مشاة العميد الركن عبد الرحمن الشمساني، من محاولة اغتيال إثر اعتراض موكبه من قبل مسلحين في مدينة النشمة، جنوب تعز، وإصابة أربعة من مرافقيه، حيث تعد المحاولة الثانية لاغتياله في أقل من أسبوعين، بعد محاولة فاشلة تعرض لها في العاشر من الشهر الحالي، عقب خروجه من اجتماع مع اللجنة الأمنية ومحور تعز عندما أقدم مجموعة من المسلحين على إطلاق وابل من النيران صوب سيارته.
جاء ذلك بعد أقل من 24 ساعة من نجاة قائد اللواء 35 مدرع العميد عدنان الحمادي من محاولة اغتيال، بعدما استهدف مجهولون موكبه بإطلاق النار أثناء مروره في مديرية المعافر الواقعة إلى الجنوب الغربي من مدينة تعز. ولم تكشف المصادر عن هوية المسلحين الذين أطلقوا النار على موكب الحمادي، لكنها أكدت إلقاء القبض على اثنين من المتورطين في العملية التي لم تسفر عن أي إصابات.
ومع استمرار العملية العسكرية التي أطلقتها قوات الجيش الوطني، السبت، غرب تعز، وأفضت إلى تحرير عدد من المواقع الاستراتيجية التي كانت خاضعة لسيطرة الانقلابيين في مديريتي مقبنة وجبل حبشي، قال مصدر عسكري في اللواء 17 مشاة إن «قوات الجيش الوطني في اللواء تصدت لهجوم عنيف شنته ميليشيات الانقلاب على عدد من المواقع في مقبنة، غرب تعز، ومواقعهم في معسكر المطار القديم، من شمال وغرب المعسكر، غرب، وتحت تغطية نارية كثيفة، غير أن القوات أجبرتها على التراجع والفرار بعد سقوط قتلى وجرحى من الانقلابيين».
وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «الفرق الهندسية التابعة للجيش الوطني باشرت عملية نزع الألغام في المناطق التي حررتها قوات الجيش الوطني، السبت، أبرزها مناطق القوز والقاعدة والمدافن في جبهة الاشروح بمديرية جبل حبشي».
وفي الحديدة، تتواصل المعارك التي تراجعت حدتها حديثاً، وعمدت ميليشيات الحوثي إلى قصف على مواقع الجيش ومنازل المواطنين في مدينة التحيتا، جنوب الحديدة.
ونقل المركز الإعلامي لألوية العمالقة عن سكان محليين في مديرية التحيتا قولهم إن «ميليشيات الحوثي تقصف منازل المواطنين في المديرية بشكل يومي، ويسقط العشرات من القتلى والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء»، وإن «القصف الصاروخي والمدفعي الهمجي لميليشيات الحوثي تسبب بتدمير مئات من منازل المواطنين وتسبب بتشريدهم من منازلهم».
واستغلّ الحوثيون الهدوء في مدينة الحديدة، واستهدفوا بالقذائف مصانع ومخازن، ونشطوا في تهجير سكان من منازلهم لتفخيخها وتخزين الأسلحة فيها، ما دفع قوات الجيش الوطني اليمني والمقاومة المشتركة إلى الرد عليها. ويأتي ذلك قبيل عقد مشاورات السويد بخصوص اليمن.
وأوضح العميد عبده مجلي المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني لـ«الشرق الأوسط»، أن الميليشيا الانقلابية لم تلتزم بالهدوء النسبي من قوات الجيش والمقاومة المشتركة في مدينة الحديدة، الذي جاء بهدف فتح طرق آمنة للمواطنين الذين اتخذتهم الميليشيا الحوثية دروعاً بشرية، والسماح للمنظمات الإنسانية للقيام بواجبها، وإزالة الألغام التي زرعتها الميليشيا، واستهدفت تلك الميليشيا بشكل عشوائي مناطق عدة في الحديدة، منها منطقة 7 يوليو وغليل وشارع جمال ومصانع ألبان تابعة لمجموعة «إخوان ثابت» وعدد من المخازن التي تضم مواد غذائية وإغاثية.
وأضاف مجلي: «رغم التزامنا، فإننا لن نبقى مكتوفي الأيدي، وندافع عن المواطنين في الحديدة والميناء، فنحن حريصون على سلامة المواطنين والمنشآت الوطنية والاقتصادية والمقدَّرات الحيوية في اليمن، ولن نسمح لتلك الميليشيات بمزيد من العبث في الحديدة ومينائها الاستراتيجي والبحر الأحمر».
ولفت إلى أن الميليشيا الانقلابية استغلَّت الهدوء النسبي في زراعة المزيد من الألغام في الطرقات والأماكن العامة واللوحات الإعلانية وقرب ميناء الحديدة، وأيضاً منازل المواطنين والحارات السكنية، كما أدخلت المزيد من التعزيزات إلى مدينة الحديدة ومحيطها وتهجير بعض السكان وخطف البعض الآخر.
وأكد مجلي أن الجيش الوطني والمقاومة المشتركة بدعم من التحالف لدعم الشرعية في اليمن يحققون انتصارات مهمة وحاسمة في محافظة صعدة وتعز والبيضاء والضالع وكذلك الحديدة، مضيفاً أن هذه الانتصارات الكبيرة جعلت الميليشيا الانقلابية تفرّ من مواقعها، وتنهار أمام الاصطفاف للشعب اليمني وعزيمة الجيش الوطني والمقاومة.
على صعيد متصل، أشاد نائب رئيس الجمهورية نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق الركن علي محسن الأحمر، بتضحيات الجيش الوطني بمحافظة البيضاء، وسط اليمن، مثمناً في الوقت ذاته مساندة التحالف العربي، بقيادة السعودية.
جاء ذلك خلالَ لقائِه قيادات جبهة قانية بحضور محافظ محافظة البيضاء قائد المحور اللواء ناصر الخضر السوادي، وقائد محور بيحان قائد اللواء 26 مشاه اللواء مفرح بحيبح، طبقاً لما أوردته وكالة «سبأ» التي قالت إن الأحمر اطلع على «المستجدات في جبهة قانية وفي المحافظة بشكل عام والانتصارات التي يحرزها الجيش في المحافظة».
واستمع الأحمر إلى «تقارير عن الأوضاع الميدانية، وأوضاع الوحدات العسكرية وجهود استكمال التحرير وتثبيت الأمن والاستقرار»، وأكد أن «خيار السلام هو المبدأ الذي تنتهجه الشرعية بقيادة فخامة رئيس الجمهورية منذ البداية، وخاضت في سبيل ذلك العديد من المشاورات في وقت يستمر فيه الحوثي بتعنته وصلفه وخروجه عن إرادة وإجماع اليمنيين والعالم تنفيذاً لرغبة وتوجيهات إيران ومشروعها التخريبي في اليمن والمنطقة».


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».