العاهل المغربي يعين إدريس الكراوي رئيساً لمجلس المنافسة

إدريس الكراوي رئيساً لمجلس المنافسة.
إدريس الكراوي رئيساً لمجلس المنافسة.
TT

العاهل المغربي يعين إدريس الكراوي رئيساً لمجلس المنافسة

إدريس الكراوي رئيساً لمجلس المنافسة.
إدريس الكراوي رئيساً لمجلس المنافسة.

عين العاهل المغربي، الملك محمد السادس، إدريس الكراوي رئيساً لمجلس المنافسة، خلفاً لعبد العالي بنعمور، وفق ما ذكره بيان للديوان الملكي المغربي، أمس.
وقال البيان إن الملك محمد السادس استقبل، أمس، في القصر الملكي بالرباط، إدريس الكراوي، وعينه رئيساً لمجلس المنافسة، خلفاً للرئيس السابق عبد العالي بنعمور، موضحاً أن العاهل المغربي أكد بهذه المناسبة على أهمية المهام التي أناطها الدستور والقانون بمجلس المنافسة، بما يجعل منه مؤسسة مستقلة، مكلفة بضمان الشفافية والإنصاف في العلاقات الاقتصادية، خصوصاً من خلال تحليل وضبط وضعية المنافسة في الأسواق، ومراقبة الممارسات المنافية لها، وعمليات التركيز الاقتصادي والاحتكار.
وأشار البيان إلى أن الملك محمد السادس أعطى توجيهاته للرئيس الجديد، ومن خلاله للأعضاء المكونين للمجلس كافة، من أجل السهر على نهوض هذه المؤسسة بالمهام الموكولة إليها على الوجه الأمثل، بكل استقلالية وحياد، والمساهمة في توطيد الحكامة الاقتصادية الجيدة، والرفع من تنافسية الاقتصاد الوطني، ومن قدرته على خلق القيمة المضافة ومناصب الشغل. وأضاف البيان أن الملك محمد السادس عين أيضاً محمد أبو العزيز في منصب الكاتب العام (وكيل) لمجلس المنافسة، مشيراً إلى أن هذا المجلس يتكون، علاوة على الرئيس، من 12 عضواً يعينون بمرسوم لرئيس الحكومة، بناء على اقتراحات كل من المجلس الأعلى للسلطة القضائية، فيما يتعلق بعضوين قاضيين، وكذا السلطة الحكومية المعنية، فيما يخص باقي الأعضاء.
وكان الكراوي يتولى قبل هذا التعيين مهام الكاتب العام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، وذلك منذ تعيينه في هذا المنصب من طرف العاهل المغربي سنة 2011. وقبل ذلك، شغل الكراوي منصب مستشار بالوزارة الأولى، مكلفاً بالقضايا الاجتماعية منذ 1998، خلال الحكومات التي ترأسها كل من عبد الرحمن اليوسفي، وإدريس جطو، وعباس الفاسي. كما يعمل الكراوي أيضاً أستاذاً باحثاً في جامعة محمد الخامس أكدال بالرباط، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس (1982 - 1998)، والمدرسة المركزية بمدينة ليون الفرنسية (1980 - 1982)، والمعهد الوطني للعلوم التطبيقية بليون (1980 - 1982)، وجامعة لوميير بليون 2 (1978 - 1982)، وهو حاصل على شهادة دكتوراه الدولة من جامعة لوميير بليون 2 بفرنسا (1982)، في العلوم.
وللإشارة، فإن مجلس المنافسة دخل مرحلة تجميد منذ سنة 2014، وهي السنة التي عدل فيه القانون المنظم له، بمنحه مزيداً من الصلاحيات والسلطات في مجال ضبط وتقنين الأسواق، وذلك في انتظار تعيين رئيس جديد وأعضاء جدد، بناء على مقتضيات القانون الجديد.
واستقبل العاهل المغربي أيضاً عمر الشغروشني، وعينه رئيساً للجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي.
وتم إحداث هذه اللجنة بموجب القانون رقم 08 - 09، المتعلق بحماية الأشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي. وتسهر هذه اللجنة على التأكد من سلامة وشرعية معالجة المعطيات الشخصية للأفراد، وعدم إلحاق الضرر بحياتهم الخاصة أو بحرياتهم وحقوقهم الأساسية.
وخلال هذا الاستقبال، أصدر الملك محمد السادس توجيهاته للرئيس الجديد بقصد العمل على تعزيز آليات، ووسائل اللجنة من أجل مواكبة التطورات التكنولوجية والقانونية، قصد ضمان أفضل حماية لحقوق المواطنين وللمعطيات ذات الطابع الشخصي المتعلقة بهم.
وتتكون اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، علاوة على رئيسها، من 6 أعضاء يعينهم الملك، باقتراح من كل من رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس المستشارين.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.