المحامون التونسيون يرفضون تعديلاً على قانون مكافحة الإرهاب

زيادة في ميزانيتي وزارتي الدفاع والداخلية

TT

المحامون التونسيون يرفضون تعديلاً على قانون مكافحة الإرهاب

احتج المحامون التونسيون ضد تعديل لقانون مكافحة الإرهاب وغسل الأموال لتعارضه مع «أسرار المهنة»، ويتعلق هذا التعديل المثير للجدل بإلزام المحامي بالتصريح بأي شبهة حول تبييض أموال من قبل موكليه، وهذا ما فسرته هيئة المحامين على أنه «إفشاء لأسرار المهنة»، وهو ما يتعارض مع قسم المحامي عند مباشرته لمهنته.
واعتبرت هيئة المحامين في تونس أن هذه التعديلات المرتبطة بمهنة المحامي مخالفة للدستور التونسي وللقسم الذي يؤديه المحامون. وقال عامر المحرزي عميد المحامين التونسيين في وقفة احتجاجية ضد مشروع التعديل: «إنه يعكس خضوع الحكومة التونسية لضغوطات المنظمات المالية الدولية، بهدف إخراجها من القوائم السوداء والرمادية للملاذات الضريبية». وتابع المحرزي: «لا يمكن للمحاماة التونسية أن تقبل بهذه الشروط التعجيزية» على حد تعبيره.
وأشار المحرزي إلى أن المحامي التونسي لا يمكن أن يتحول إلى «مخبر» يعمل لصالح الأجهزة الأمنية، وأكد على أن السر المهني لا يمكن المساس به باعتباره أحد أركان المحاكمة العادلة على حد تعبيره.
على صعيد متصل، كشفت المداولات الحالية داخل لجان البرلمان التونسي حول ميزانية تونس المتعلقة بسنة 2019، عن زيادة مرتقبة على مستوى وزارتي الدفاع والداخلية اللتين ما زالتا في مقدمة المواجهين لتحديات التنظيمات الإرهابية. وقدرت الزيادة بنحو 31 في المائة بالنسبة لوزارة الدفاع التونسية ونحو 7.4 في المائة بالنسبة لوزارة الداخلية. وسيوجه قسط هام من ميزانيتي وزارتي الدفاع والداخلية لمزيد تعزيز العنصر البشري ومن المنتظر انتداب قرابة 20الف عنصر جديد.
وفي هذا الشأن، أكد هشام الفراتي وزير الداخلية التونسية خلال الاستماع له أمام أعضاء لجنة القوات الحاملة للسلاح بالبرلمان التونسي، السعي لتنفيذ قسط ثان من كاميرات المراقبة بكلفة مقدرة بنحو 75 مليون دينار تونسي، وهو يهدف لتركيز ألف كاميرا لتغطية بقية المناطق السياحية التي تبقى مهددة من قبل التنظيمات الإرهابية، وسيمكن هذا القسط الجديد من تقديم نتائج جد إيجابية، على حد تعبيره، وأشار إلى أن مشروع تركيز كاميرات المراقبة في الشوارع التونسية الرئيسية أعطى نتائج إيجابية جدا على حد قوله. وقال إن الزيادة في ميزانية الوزارة مقدر بنحو 7.4 في المائة مقارنة مع ميزانية السنة الحالية، وتقدر ميزانية الوزارة لسنة 2019 بنحو 3093.3 مليون دينار تونسي مقارنة بسنة 2018، حيث كانت في حدود 2879 مليون دينار تونسي، وكشف الفراتي عن تخصيص برنامج حكومي لتدعيم منظومة الحدود البحرية والبرية والتصدي للتهديدات الإرهابية والهجرة غير الشرعية.
واقترحت وزارة الداخلية التونسية برمجة اعتمادات تقدر بنحو 7 ملايين دينار تونسي، لتدعيم البنية الأساسية للوحدات الحدودية البرية وتخصيص أربعة ملايين دينار للنهوض بوسائل العمل بالوحدات البحرية الحدودية وسيوجه جزء هام منها لاقتناء زوارق سريعة وخافرات للسواحل البحرية. ولفت وزير الداخلية النظر إلى أن ميزانية الوزارة ستخصص نسبة 51 في المائة منها لفائدة وحدات الأمن الوطني و30 في المائة لصالح الحرس الوطني التونسي ونحو 19 في المائة من نفس الميزانية للقيادة والمساندة. وفي السياق ذاته، من المنتظر أن تقع الزيادة في ميزانية وزارة الدفاع التونسية خلال السنة المقبلة بنسبة 31 في المائة مقارنة مع السنة الحالية، وستكون في حدود 2.93 مليار دينار تونسي. وسيوجه جزء هام منها لاقتناء معدات عسكرية متطورة تساعد على ملاحقة التنظيمات الإرهابية المتحصنة في المناطق الغربية التونسية، ودعم قدرات المؤسسة العسكرية التي تلاحق العناصر الإرهابية.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.