بروتين «مُنظم للمناعة» يُمهّد لمحاصرة الأورام السرطانية

بروتين «مُنظم للمناعة» يُمهّد لمحاصرة الأورام السرطانية
TT

بروتين «مُنظم للمناعة» يُمهّد لمحاصرة الأورام السرطانية

بروتين «مُنظم للمناعة» يُمهّد لمحاصرة الأورام السرطانية

قاد اكتشاف مُفاجئ بشأن أحد البروتينات الموجودة بالجسم فريقا بحثيا مشتركا بين مستشفى بوسطن للأطفال ومعهد التكنولوجيا الحيوية الجزيئية (IMBA) في فيينا، لاكتشاف ربما يقود إلى محاصرة الأورام السرطانية.
وتعاون فريق المعهد النمساوي مع نظيره الأميركي، وفق تقرير نشره أول من أمس، موقع «ميديكال إكسبرس» الأميركي، في التوصل إلى نتائج دراسة نشرت بدورية نيتشر في عدد الشهر الحالي، أفادت بالتوصل إلى منع تكاثر «الخلايا المناعية مختبريا في نماذج السرطان عن طريق محاصرة مسار بروتين BH4 دوائيا، وتمكنوا من تعزيز استجابات الخلايا المناعية عن طريق رفع مستوياته».
واكتشف الفريق البحثي من مستشفى بوسطن في عام 2013 أن رباعي هيدروبيروبترين - وهو بروتين يعرف أيضا بـBH4 هو المسؤول عن الإحساس بالألم، وفيما كان الباحثون يستعدون للعمل على آلية لتثبيط إنتاجه في الجسم بما يمنع تطور الألم الحاد إلى مزمن في ملايين المرضى دون الحاجة إلى العقاقير المخدرة التي تستخدم لهذا الغرض، كشفت دراسات لمعهد التكنولوجيا الحيوية الجزيئية ( (IMBAفي فيينا عن فائدة أخرى للبروتين ربما تكون أكثر نفعا، وهي أنه يعمل كمنظم مناعي في الجسم، مما يؤدي إلى رفع وخفض مستويات النشاط في الخلايا المناعية، التي تعرف باسم «الخلايا التائية»، وهو ما ينعكس إيجابيا على محاصرة الأورام السرطانية.
ووجد الباحثون، أن الميتوكوندريا (مصنع الطاقة في الخلية) تحتاج إلى هذا البروتين لإنتاج عنصر الحديد المطلوب لها، وتوصلوا إلى أنه عندما تكون مستوياته منخفضة، لا يمكن للميتوكوندريا أن تحصل على الحديد الذي تحتاج إليه ويتم كبت نشاط الخلايا المناعية، وفي المقابل عندما تكون مستوياته مرتفعة، يمكن للميتوكوندريا أن تحصل على الحديد الذي تحتاج إليه وبالتالي تنشط الخلايا المناعية.
وتوصلوا إلى أن جزيئات تنتجها الأورام تعمل على منع هذا البروتين مما يعوق تنشيط الخلايا المناعية، ووجدوا أن هذه المشكلة يمكن مواجهتها عن طريق زيادته.


مقالات ذات صلة

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يوميات الشرق التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية مثلاً بين النوم والاستيقاظ (رويترز)

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يشعر معظمنا بقرب عملية التثاؤب. تبدأ عضلات الفك بالتقلص، وقد تتسع فتحتا الأنف، وقد تذرف أعيننا الدموع عندما ينفتح فمنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

أحياناً لا يستطيع بعضنا النوم رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك 323 قارورة من فيروسات معدية متعددة اختفت من المختبر (أ.ف.ب)

اختفاء عينات فيروسات قاتلة من أحد المختبرات بأستراليا

أعلنت حكومة كوينزلاند، الاثنين، عن اختفاء مئات العينات من فيروسات قاتلة من أحد المختبرات في أستراليا.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة (رويترز)

3 مراحل بالحياة يتقدم فيها الدماغ في السن

كشفت دراسة جديدة أن الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».