التحالف يتهم الحوثيين بمخالفة القانون الدولي عبر إعاقة الإغاثة

قطع إمدادات الانقلابيين إلى دمت الضالع... ومقتل 40 انقلابياً بينهم قيادات في باقم صعدة

مقاتل من قوات الشرعية أمام مستشفى 22 مايو في الحديدة (أ.ف.ب)
مقاتل من قوات الشرعية أمام مستشفى 22 مايو في الحديدة (أ.ف.ب)
TT

التحالف يتهم الحوثيين بمخالفة القانون الدولي عبر إعاقة الإغاثة

مقاتل من قوات الشرعية أمام مستشفى 22 مايو في الحديدة (أ.ف.ب)
مقاتل من قوات الشرعية أمام مستشفى 22 مايو في الحديدة (أ.ف.ب)

أعلن تحالف دعم الشرعية، أمس الجمعة، عن استمرار تقديم التسهيلات والتصاريح لتحرك المنظمات الأممية والإغاثية داخل اليمن. وقال في بيان له إنه تم إصدار 157 أمراً لتأمين تصاريح المنظمات الإنسانية خلال الـ72 ساعة الماضية داخل اليمن، وشملت التصاريح 125 تصريحاً لمنظمات الأمم المتحدة (التصاريح شملت 24 تصريحاً لـ«الصليب الأحمر»، و5 تصاريح لـ«أطباء بلا حدود»، و3 تصاريح لـ«مركز الملك سلمان»). وأكد انتهاكات الميليشيات للقانون الدولي الإنساني، بتعمد إعاقة عمل المنظمات الإغاثية.
ميدانيا، قطعت قوات الجيش الوطني اليمني خطوط إمداد ميليشيات الحوثي الانقلابية إلى داخل مدينة دمت بمحافظة الضالع جنوبا، من خلال إطباق الحصار على الانقلابيين من عدة اتجاهات داخل المدينة.
وقتل خلال اليومين الماضيين نحو 40 انقلابيا، بينهم قيادات ميدانية بارزة، في محيط مركز مديرية باقم، شمال غربي محافظة صعدة، الواقعة شمال البلاد، في الوقت الذي تواصل ميليشيات الحوثي الانقلابية فيه اقتحام منازل المواطنين، في مدينة الحديدة والمؤسسات، وزرع الألغام فيها، وتفخيخ المباني القريبة من سيطرة قوات الجيش الوطني شرق وجنوب الحديدة، علاوة على استمرارها في مسلسل خطف المدنيين، والدفع بتعزيزات عسكرية إلى عدد من المواقع.
وأكد قائد محور إب، العميد الركن أحمد البحش، أن «قوات الجيش الوطني نفذت عملية التفاف مباغتة، على مدينة دمت من الجهة الشمالية الغربية للمدينة، استطاعت من خلالها محاصرة الميليشيات الحوثية وقطع خطوط الإمداد الرئيسة عنها داخل المدينة»، طبقا لما نقل عنه المركز الإعلامي للجيش الوطني.
وذكر أن «قوات الجيش الوطني حررت مناطق استراتيجية شمال غربي المدينة، ابتداء من السلسلة الجبلية لحصون الحقب إلى الجبال المطلة على دمت، باتجاه دار الحسن في الجهة الشمالية الغربية للمدينة»، كما «تمكنت قوات الجيش الوطني من تحرير تبتي الحريوة والقاضي جنوب مدينة دمت.
وقال العميد البحش إن «ميليشيات الحوثي الانقلابية أصيبت بحالة من الذعر والهلع نتيجة العملية المباغتة التي نفذها الجيش الوطني، وبادرت بسحب آلياتها وأسلحتها الثقيلة من المدينة، فيما لا تزال المعارك على أشدها بين الجيش الوطني والميليشيات الانقلابية، وسط تقدم كبير لقوات الجيش من ميمنة جبهة دمت وميسرتها».
وفي صعدة، معقل الانقلابيين، سقط عشرات القتلى والجرحى في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية، بينهم قيادات بارزة، بنيران أبطال الجيش الوطني وطيران تحالف دعم الشرعية، بمحيط مركز مديرية باقم شمالي غرب محافظة صعدة.
وأكد قائد اللواء 102 قوات خاصة، العميد ياسر الحارثي، أن «أكثر من 40 عنصراً من ميليشيات الحوثي الانقلابية لقوا مصرعهم خلال الـ48 ساعة الماضية، بينهم قيادات بارزة، هم: القيادي المدعو أبو يوسف السالمي، والقيادي المدعو أبو عادل الشويع، وقائد ما يسمى بكتائب الحسين المقرب من زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي، ويدعى أبو حسين الستين، بالإضافة إلى سقوط عدد من الجرحى خلال المعارك التي دارت بمحيط مركز مديرية باقم».
وقال العميد الحارثي، طبقا لما نقل عنه مركز إعلام الجيش، إن «كثيراً من المغرر بهم لاذوا بالفرار بعد مقتل كثير من قياداتهم البارزة»، وأن «قيادات الميليشيات اكتفت بإجلاء جثث أتباعها من فئة القناديل، فيما لا يزال كثير من جثث عناصرها من المغرر بهم من أبناء القبائل، ملقاة في جبال ومزارع آل دمنان، والمواقع الأخرى».
وأضاف أن «الجيش الوطني يواصل استنزاف ميليشيات الحوثي الانقلابية في معارك ضارية بمحيط مركز مديرية باقم»، مشيدا في الوقت ذاته «بالدور الفاعل لطيران التحالف العربي، وبالأخص طائرات (الأباتشي) التي دمّرت تعزيزات ميليشيات الحوثي، ودكت تحصيناتها، وألحقت بها خسائر بشرية ومادية كبيرة».
ووجه العميد الحارثي دعوة إلى أبناء القبائل بمحافظة صعدة، والمحافظات المجاورة «بعدم الزج بأبنائهم في معارك خاسرة مع ميليشيا الحوثي الانقلابية».
كما أشاد «بالالتفاف الكبير لأبناء صعدة بمختلف فئاتهم وتكويناتهم حول قوات الشرعية، في مختلف الجبهات المحيطة بالمحافظة، الذين يسعون لتخليص السكان من ظلم واضطهاد الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.