النمو القوي في مصر غير قادر على كبح البطالة

النمو القوي في مصر غير قادر على كبح البطالة
TT

النمو القوي في مصر غير قادر على كبح البطالة

النمو القوي في مصر غير قادر على كبح البطالة

أظهرت بيانات رسمية في مصر اتجاه معدلات البطالة للارتفاع خلال العام الحالي، رغم الخطط المستهدفة للبلاد لرفع معدلات النمو الاقتصادي، الأمر الذي يعكس محدودية قدرة النمو الراهن على خلق فرص العمل في ظل دوران مستويات البطالة حول معدل الـ10 في المائة.
وقال الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر الخميس إن نتائج بحث القوى العاملة أظهرت ارتفاع معدل البطالة إلى 10 في المائة من إجمالي قوة العمل خلال الفترة من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول) 2018. مقابل 9.9 في المائة في الربع الثاني من العام، وأشار الجهاز إلى أن الربع الثالث شهد زيادة في أعداد المشتغلين ولكنها تزامنت مع ارتفاع أعداد قوة العمل أيضا.
وارتفع حجم قوة العمل في مصر خلال الربع الثالث إلى 29.2 مليون فرد، بزيادة 179 ألف فرد عن الربع الثاني، بسبب بداية تدفق الخريجين في هذا الربع والظروف الموسمية لسوق العمل، وبلغ عدد المتعطلين 2.9 مليون، بارتفاع قدره 45 ألف متعطل عن الربع الثاني من العام 2018. وتعكس مؤشرات البطالة في الربع الثالث من العام الحالي تحسنا نسبيا عن الفترة المماثلة في العام السابق وقت أن كان مستواها 11.9 في المائة. وتتوقع الحكومة أن يسجل الاقتصاد المصري معدل نمو في العام المالي الذي بدأ في يوليو بنسبة 5.8 في المائة، بينما قدر استطلاع لوكالة «رويترز»، نشرته في أكتوبر (تشرين الأول) النمو في هذا العام بنحو 5.3 في المائة.
وقالت وزيرة التخطيط المصرية، هالة السعيد، في تصريحات أخيرة إن الحكومة المصرية تأمل في أن يرتفع النمو تدريجيا إلى 10 في المائة في 2029 - 2030.
وتعكس بيانات النمو التي ينشرها البنك المركزي المصري، وفقا لتكاليف عوامل الإنتاج، أن أعلى القطاعات الاقتصادية نموا في العام المالي السابق (2017 - 2018) هي السياحة، بنسبة 37.7 في المائة، والغاز الطبيعي، 17.9 في المائة، تلاهما قطاعا الاتصالات، 10.4 في المائة ثم التشييد والبناء، بنسبة 10 في المائة.
ويبدو أن سوق العمل تعول في الوقت الراهن على نشاط التشييد والبناء، وهو الأقل نموا بين القطاعات المذكورة سابقا، حيث تصدر القطاع قائمة الأنشطة الاقتصادية التي اجتذبت أكبر نسبة من الداخلين في سوق العمل أو المتحولين من أنشطة أخرى، وفقا لتقرير التعبئة والإحصاء، ليزيد عدد المشتغلين فيه 455 ألف مشتغل عن الربع الثاني.
وقال الجهاز إن إجمالي عدد المشتغلين في نشاط التشييد والبناء بلغ 3.4 مليون مشتغل، بنسبة 13.2 في المائة من إجمالي المشتغلين.
أما عن أكثر القطاعات التي تتركز فيها العمالة المصرية فهي في قطاع الزراعة وصيد الأسماك، بنسبة 21.4 في المائة من إجمالي المشتغلين، وهو قطاع ينمو بمعدلات محدودة بلغت 3.1 في العام المالي الماضي وفقا لبيانات البنك المركزي.
بينما استحوذ نشاط التجارة على حصة مقاربة لقطاع التشغيل والبناء ثم تأتي الصناعة التحويلية بنسبة 12.7 في المائة.
وتتركز البطالة في مصر بين الإناث، وفقا لبيانات جهاز الإحصاء عن الربع الثالث، حيث تصل بينهن إلى 22.8 في المائة مقابل 6.8 في المائة بين الذكور.
كما ترتفع مستوياتها بين الشباب (بين 20 - 24 عاما) بنسبة 39 في المائة وتنخفض قليلا بين الشباب الأعلى سنا (بين 25 - 29 سنة) بنسبة 31.8 في المائة.
وتزيد البطالة في مصر بين الأفضل تعليما، حيث إن 92.5 في المائة من إجمالي المتعطلين من حملة المؤهلات، وفقا لبيانات جهاز الإحصاء.
وتفاقمت معدلات البطالة في مصر منذ 2011 لتصعد من 8.9 في المائة في الربع الأخير من 2010 إلى 11.9 في الربع الأول من العام التالي، ولكن معدلات النمو الاقتصادي خلال الفترة الأخيرة أسهمت في الحد منها.
وأعلنت وزيرة التخطيط المصرية، في يوليو، نمو الاقتصاد المصري بنسبة 5.3 في المائة في السنة المالية 2017 - 2018 المنتهية في 30 يونيو (حزيران) الماضي، مسجلا أعلى معدل سنوي في 10 سنوات.


مقالات ذات صلة

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مصريون يلجأون للمعارض لشراء احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار (الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية)

الغلاء يُخلخل الطبقة الوسطى في مصر... رغم «التنازلات»

دخلت الطبقة الوسطى في مصر مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، بعدما لم يعد تقليص الرفاهيات كافياً لاستيعاب الزيادات المستمرة في الأسعار، فتبدلت معيشتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بالعاصمة الإدارية الجديدة (رويترز)

تحويلات المصريين بالخارج زادت بأكثر من 100 % في سبتمبر

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري، اليوم الاثنين، أن تحويلات المصريين بالخارج ارتفعت لأكثر من مثليها على أساس سنوي في سبتمبر (أيلول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الاقتصاد البريطاني ينكمش بشكل غير متوقع بـ0.1 % في أكتوبر

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
TT

الاقتصاد البريطاني ينكمش بشكل غير متوقع بـ0.1 % في أكتوبر

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)

انكمش الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.1 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول)، في الفترة التي سبقت أول موازنة للحكومة الجديدة، وهو أول انخفاض متتالٍ في الناتج منذ بداية جائحة «كوفيد - 19»، مما يؤكد حجم التحدي الذي يواجهه حزب العمال لتحفيز الاقتصاد على النمو.

فقد أظهرت أرقام مكتب الإحصاء الوطني أن الانخفاض غير المتوقع في الناتج المحلي الإجمالي كان مدفوعاً بتراجعات في البناء والإنتاج، في حين ظلَّ قطاع الخدمات المهيمن راكداً.

وكان خبراء الاقتصاد الذين استطلعت «رويترز» آراءهم يتوقَّعون نمو الاقتصاد بنسبة 0.1 في المائة. ويأتي ذلك بعد انخفاض بنسبة 0.1 في المائة في سبتمبر (أيلول) ونمو بطيء بنسبة 0.1 في المائة في الرُّبع الثالث من العام، وفقاً لأرقام الشهر الماضي.

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الأسبوع الماضي، إن «هدف الحكومة هو جعل المملكة المتحدة أسرع اقتصاد نمواً بين دول مجموعة السبع، مع التعهد بتحقيق دخل حقيقي أعلى للأسر بحلول عام 2029».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (إ.ب.أ)

لكن مجموعة من الشركات قالت إنها تخطِّط لإبطاء الإنفاق والتوظيف بعد موازنة حزب العمال في أكتوبر، التي تضمَّنت زيادات ضريبية بقيمة 40 مليار جنيه إسترليني.

وقال خبراء اقتصاديون إن الانكماش الشهري الثاني على التوالي في الناتج المحلي الإجمالي يعني أن الاقتصاد نما لمدة شهر واحد فقط من الأشهر الخمسة حتى أكتوبر، وقد يعني ذلك أن الاقتصاد انكمش في الرُّبع الرابع ككل.

وقالت وزيرة الخزانة راشيل ريفز، إن الأرقام «مخيبة للآمال»، لكنها أصرَّت على أن حزب العمال يعيد الاقتصاد إلى مساره الصحيح للنمو.

أضافت: «في حين أن الأرقام هذا الشهر مخيبة للآمال، فقد وضعنا سياسات لتحقيق النمو الاقتصادي على المدى الطويل، ونحن عازمون على تحقيق النمو الاقتصادي؛ لأنَّ النمو الأعلى يعني زيادة مستويات المعيشة للجميع في كل مكان».

واشتكت مجموعات الأعمال من أن التدابير المعلنة في الموازنة، بما في ذلك زيادة مساهمات التأمين الوطني لأصحاب العمل، تزيد من تكاليفها وتثبط الاستثمار.

وانخفض الناتج الإنتاجي بنسبة 0.6 في المائة في أكتوبر؛ بسبب الانخفاض في التصنيع والتعدين والمحاجر، في حين انخفض البناء بنسبة 0.4 في المائة.

وقالت مديرة الإحصاءات الاقتصادية في مكتب الإحصاءات الوطنية، ليز ماكيون: «انكمش الاقتصاد قليلاً في أكتوبر، حيث لم تظهر الخدمات أي نمو بشكل عام، وانخفض الإنتاج والبناء على حد سواء. شهدت قطاعات استخراج النفط والغاز والحانات والمطاعم والتجزئة أشهراً ضعيفة، وتم تعويض ذلك جزئياً بالنمو في شركات الاتصالات والخدمات اللوجيستية والشركات القانونية».

وقال كبير خبراء الاقتصاد في المملكة المتحدة لدى «كابيتال إيكونوميكس»، بول ديلز، إنه «من الصعب تحديد مقدار الانخفاض المؤقت، حيث تم تعليق النشاط قبل الموازنة».

وأضاف مستشهداً ببيانات مؤشر مديري المشتريات الضعيفة: «الخطر الواضح هو إلغاء أو تأجيل مزيد من النشاط بعد الميزانية... هناك كل فرصة لتراجع الاقتصاد في الرُّبع الرابع ككل».

وأظهرت الأرقام، الأسبوع الماضي، أن النمو في قطاع الخدمات المهيمن في المملكة المتحدة تباطأ إلى أدنى معدل له في أكثر من عام في نوفمبر (تشرين الثاني)؛ حيث استوعبت الشركات زيادات ضريبة الأعمال في الموازنة.

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)

وسجَّل مؤشر مديري المشتريات للخدمات في المملكة المتحدة الذي يراقبه من كثب «ستاندرد آند بورز غلوبال» 50.8 نقطة في نوفمبر، بانخفاض من 52.0 نقطة في أكتوبر.

وفي الشهر الماضي، خفَض «بنك إنجلترا» توقعاته للنمو السنوي لعام 2024 إلى 1 في المائة من 1.25 في المائة، لكنه توقَّع نمواً أقوى في عام 2025 بنسبة 1.5 في المائة، مما يعكس دفعة قصيرة الأجل للاقتصاد من خطط موازنة الإنفاق الكبير لريفز.