في عيدها الـ83 تحية تكريمية لفيروز من محبيها في «بيت بيروت»

عيد ميلاد فيروز الـ83 في 21 نوفمبر الجاري
عيد ميلاد فيروز الـ83 في 21 نوفمبر الجاري
TT

في عيدها الـ83 تحية تكريمية لفيروز من محبيها في «بيت بيروت»

عيد ميلاد فيروز الـ83 في 21 نوفمبر الجاري
عيد ميلاد فيروز الـ83 في 21 نوفمبر الجاري

أجواء «بيت بيروت» أحد المراكز الثقافية في وسط العاصمة اللبنانية ستتعطر بتحية تكريمية موجهة إلى فيروز في مناسبة عيد ميلادها الـ83. هذه اللفتة التي تعدّ بمثابة مبادرة فردية تنظمها كل من جمعية «فيروزيين» و«فيروز مختارات من الأرشيف» هدفها إيصال كمية الحب التي يكنها اللبنانيون لسفيرتهم إلى النجوم. فابتداء من السادسة من بعد ظهر الأربعاء 21 الجاري ولغاية التاسعة مساء سيقام في بيت بيروت في منطقة السوديكو حفل خاص بالمناسبة يتضمن عرض صور فوتوغرافية وملصقات من أسطواناتها المعروفة وأخرى لأفلامها السينمائية. كما سيخصص هذا المعرض ركنا في المركز لعرض مقتطفات من أحاديث فيروز في إطلالات تلفزيونية وإذاعية سابقة لها.
«لقد كنا ننوي إقامة عرض بصري لإحدى حفلات السيدة فيروز طيلة مدة الحفل إلا أننا ارتأينا استبدالها بمقاطع من أغانٍ مختلفة لها كونها سبق واستهلكت في الأسواق اللبنانية. فلفتتنا التكريمية البسيطة هذه لقامة فنية لا تقدر ترتكز على عرض مقتنيات خاصة سبق وجمعها محبوها على مدى سنوات طويلة ولم يتسنَ لكثيرين مشاهدتها». تقول ربى حجازي المشرفة على إقامة هذا الحفل وواحدة من المعجبات الكبيرات بفيروز.
وتأخذ جمعية «فيروزيين» على عاتقها عرض جميع هذه الأغراض دون المس بخصوصية مركز «بيت بيروت» الثقافي، بحيث ستركن إلى استخدام قواعد خشبية (chevalet)تتوزع على أنحاء البيت لعرضها بدل تعليقها على جدران البيت. وإضافة إلى البوسترات وعددها نحو 20 ملصقا تتعاون مجموعة «فيروزيين» مع مجموعة «فيروز مختارات من الأرشيف» لعرض صور لفيروز وحوارات وأقوال نادرة لها. «لقد اهتممنا كثيرا بموضوع الجودة التي يجب أن تتمتع بها الأشياء المعروضة كي تحدث الفرق ما بينها وبين الموجودات في الأسواق. ولذلك جمعنا ما استطعنا من رسوم زيتية وصور فوتوغرافية يقتنيها أصدقاء لنا من جمهور فيروز العريض ليتضمنها هذا المعرض» توضح ربى حجازي التي تتمنى أن يلاقي هذا الحدث رضا فيروز. وتتابع: «إننا نحضر لتقديم مفاجأة لها تدل على مدى تعلقنا بأيقونة الفن فيروز رغم ندرة إطلالاتها. وسأترك تفاصيل هذه المفاجأة إلى موعد الحفل بحيث ستأخذ مكانها في بدايته لتكون بمثابة افتتاحية لهذه اللفتة التي نعيرها اهتماما كبيرا».
وكانت ربى حجازي قد حصلت على موافقة مسبقة من محافظ مدينة بيروت زياد شبيب لإقامة هذا الحفل الذي رحب بالفكرة. وعما إذا تم الاتصال بعائلة فيروز للمشاركة بهذه اللفتة ترد ربى: «لقد وجهنا دعوات إلى ابنتها ريما وابنها زياد ونتمنى بأن يحضر أحدهما الحفل لأن ذلك سيضفي إليه تمثيلا رسميا للسيدة فيروز ليقف على الجهد الذي قمنا به لاستكمال لفتتنا التكريمية هذه».
أما الإعلامي جورج صليبي الذي يشارك في هذا الحفل كأحد المعجبين المعروفين بفيروز من ناحية وكمنسق له من ناحية ثانية، فيشير إلى أن هذا الحدث هو الأول من نوعه الذي يقام بمبادرة فردية لفيروز. ويعلق في حديثه إلينا: «لقد سبق وتم إضاءة قلعة بعلبك منذ نحو السنتين بصور فيروز تكريما لها في هذه المناسبة برعاية محافظ بعلبك بشير خضر وكنت أيضا مشاركا فيها. ففيروز بالنسبة لنا هي بمثابة الضوء الوحيد الباقي في عتمة هذه الأيام والظروف التي نعيشها. ولذلك نتمسك بهذا الضوء وهو ما لمسناه منذ ثلاث سنوات حتى اليوم إذ تكتسب ذكرى عيد ميلادها الأهمية أكثر فأكثر إن في وسائل الإعلام أو على صفحات التواصل الاجتماعي». ويختم: «إنها بمثابة حدث استثنائي في حياتنا وهي مناسبة لنوفيها جزءاً من حقها ونقدم لها باقة حب ولو متواضعة».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».