السعودية فرضت نفسها واحدة من أهم الأسواق في مجال الترف

فنجان قهوة مع ألبان دو مسنيل دو بويسون المدير الإداري لـ«كارتييه»

ألبان دو مسنيل دو بويسون المدير الإداري لـ«كارتييه»
ألبان دو مسنيل دو بويسون المدير الإداري لـ«كارتييه»
TT

السعودية فرضت نفسها واحدة من أهم الأسواق في مجال الترف

ألبان دو مسنيل دو بويسون المدير الإداري لـ«كارتييه»
ألبان دو مسنيل دو بويسون المدير الإداري لـ«كارتييه»

كانت مدينة جدة مؤخرا مسرحا لحفل ضخم من إخراج وتنظيم دار «كارتييه». فالدار الفرنسية العريقة تريد أن تعزز مكانتها في السوق وفي الوقت ذاته تأمل في كتابة فصل جديد في علاقتها معها... بلغة أكثر حميمية. المايسترو وراء هذا الحفل هو ألبان دو مسنيل دو بويسون، المدير الإداري لـ«كارتييه»، الذي يعيش في السعودية وبالتالي أكثر من يفهم ذوقها ومتطلباتها وأيضا التغيرات التي شهدتها المنطقة كسوق مهمة للترف. في دردشة خفيفة معه، لم يخف أن الحفل كان مناسبة للتذكير بتلك العلاقة المتينة التي تربط الدار الفرنسية بالمنطقة «وتعود إلى أزيد من قرن من الزمن» حسب ما تؤكده قواميس الموضة. كان أيضا مناسبة لتقديم مجموعتي «كاكتوس دو كارتييه» و«پانتير دو كارتييه» المتميزتين بروحهما الإبداعية الجريئة، لزبونات تعرف الدار جيدا مدى تذوقهن للجمال وفنونه بغض النظر عن الجيل الذي ينتمين إليه. استهل حديثه بالإشارة إلى تلك العلاقة الحميمة التي تربط «كارتييه» بالمنطقة منذ زمن طويل، وتحديدا منذ القرن الثامن عشر، قائلا:
- كتب التاريخ تذكر أن جاك كارتييه، أحد أبناء المؤسس قام بزيارة مهمة إلى المنطقة في عام 1912. وليس خفيا أنه كان لهذه الزيارة تأثيرات كبيرة لا تزال ملامحها متجلية إلى اليوم في الكثير من التصاميم. في ذلك الوقت كانت المنطقة مصدرا رئيسيا لأجود أنواع اللؤلؤ في العالم، وبما أن الدار كانت ولا تزال دائمة البحث عن كل ما هو فريد ومتميز، كان من البديهي أن يشد الرحال إليها. ما لم يكن يتوقعه جاك كارتييه أنه سينبهر ويُبهر العالم بما سيكتشفه. لم يعد مُحملا باللؤلؤ فحسب، بل أيضا بمخزون جمالي فني يُثري أرشيف الدار إلى اليوم. منذ ذلك العهد، أصبحت المنطقة مصدر إلهام لا ينضب، بدليل أن الكثير من تصاميمنا تومض بجماليات من الشرق بأسلوب عصري. هذه الومضات الشرقية أصبحت جزءا من إرثنا ولا يمكن تجاهلها في أي مرحلة من تاريخنا. يمكنك القول إننا نتقاسم مع أهل الخليج العربي فكرة أن من «فات ماضيه تاه».
- طبعا لا تقل المنطقة أهمية من الناحية التجارية، فهي تقدر مفهوم الترف، بمعنى الحرفية والتميز واحترام التقاليد، وهذا ما أخذناه بعين الاعتبار عندما نظمنا فعاليتنا الأخيرة بمدينة جدة. جاء اختيارنا لجدة تحديدا لعدة أسباب، على رأسها أن المدينة تضج بروافد فنية وثقافية متنوعة وبعيدة، كما يمكن القول إنها تعيش حاليا نهضة فنية لا يمكن تجاهلها. وهذا ما يثيرنا في «كارتييه» ونرى أنه يقربنا من المنطقة أكثر. فالشغف بالفنون والثقافة عموما يُؤدي دائما إلى خلق تلاقح حضاري أو على الأقل فرص ثمينة لتبادل الأفكار والتفاعل. ولا يختلف اثنان على أن مثل هذه الفعاليات تُخلف ذكريات لا تُنسى، لا سيما عندما تحمل لمسة شخصية حميمة. من خلال تفاعلنا مع زبوننا في المملكة، مثلا، اكتشفنا أنه يريد أن يعيش نفس التجربة التي توفرها محلاتنا في باريس أو نيويورك أو لندن، لهذا سعينا لتوفيرها له بكل تفاصيلها. مثلا فكرنا أنه عوض أن تقتصر الحفلات الضخمة على عواصم بعيدة لم لا نقرب له المسافات ونأتي بها إليه؟ فهذا مهم لكي تستمر العلاقة بشكل صحيح.
- أنا أعيش في المملكة العربية السعودية منذ فترة، ويشد انتباهي كيف فرضت نفسها كواحدة من أهم الأسواق العالمية في مجال الترف. هذا الأمر كنا نعرفه في «كارتييه» قبل آخرين، وربما هذا ما شجعنا على اتخاذ قرارنا بالتعامل مع هذه السوق بشكل مختلف وجديد، مثل تنظيم فعاليات محلية بمستوى عالمي. طبعا تواجدي في السعودية، كان في صالحي لأنه منحني فرصة التقرب أكثر من زبائننا، أسمع لهم وأفهم متطلباتهم، وهو ما كان له دور كبير في اتخاذنا قرار تفصيل كل الخدمات حسب متطلباته ورغباته وأيضا مفهومه لمعنى الترف.
- يُعجبني كثيرا أن جيل الشباب لا يقل تقديرا للجمال واحتراما للحرفية والماضي عن الأجيال السابقة. فخلال سنواتي هنا، لاحظت كم أن الأغلبية متمسكة بالجذور وتُرحب بكل ما يحمل لمسات ثقافية وحضارية مصوغة بالتقاليد والتاريخ. ولا أخفي أن هذا يروق لنا كثيرا، لأنه يجعل مهمتنا في غاية السهولة. فمجوهراتنا الرفيعة تُوفر كل هذا وأكثر، بحيث إن كل قطعة نطرحها تتضمن عنصر الاستثمار، بحيث تزيد قيمتها مع الوقت. كما أنها غالبا ما تتضمن قصة مثيرة وتصاميم أنيقة يمكن توريثها من جيل إلى آخر من دون أن تبدو وكأنها ترتبط بزمن أو موضة معينة. كل ما في الأمر أن الجيل الجديد يمكنه أن يتعامل معها ويستعملها بطريقة عصرية أكثر تعكس أسلوبه. وأعتقد أن تركيز «كارتييه»، ومنذ البداية، على التصميم الأنيق واستباق الموضة كانت له نتائج إيجابية، بدليل أن الموجة الأخيرة التي تميل إلى الأحجار الضخمة، لم تؤثر علينا بأي شكل من الأشكال، لسبب مهم وهو أن هذه الأحجار وأحجامها كانت حاضرة في الكثير من تصاميمنا. وأستشهد على هذا بالممثل الراحل ريتشارد بيرتون الذي قدم خاتما بتوقيع «كارتييه» تتوسطه ماسة زنتها 10.5 قيراطا عندما طلب يد إليزابيث تايلور للزواج. نحن نفهم تماما أن الأذواق تختلف وكذلك الرغبات، لكننا نبقى دائما أوفياء للأناقة والحرفية العالية. وربما هذا ما ساعد الدار على البقاء في الصدارة رغم مرور الزمن وما مر على الأسواق من تذبذبات وغيرها.
- قوتنا كانت ولا تزال تكمن في استباقنا الموجات ورغبتنا في التفرد من دون أن نتجاهل الماضي والتقاليد. فكل مجموعة نطرحها تراعي هذه العناصر كلها. الجميل فيها أنها مترسخة في الحاضر وتحترم الماضي إلا أنها لا تعترف بزمن معين، مثل كل من مجموعتَي «كاكتوس دو كارتييه» و«پانتير دو كارتييه»، اللتين تم التركيز عليهما في جدة. سبب هذا التركيز أننا رأينا أن هناك قواسم مشتركة بين المجموعتين تتجلى في جمال الطبيعة الوحشي، وفي ازدواجيتهما. فبينما تجمع «پانتير دو كارتييه» القوة بالإثارة، تتميز «كاكتوس دو كارتييه» بأنها مزيج من الإغراء البعيد المنال.


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.