عودة عمليات التهجير القسري.. وإمهال سنة البصرة 72 ساعة لترك المدينة

الوقف السني ينفي ومجلس المحافظة ووكيل المرجعية الشيعية يقران بوقوع الحوادث

عودة عمليات التهجير القسري.. وإمهال سنة البصرة 72 ساعة لترك المدينة
TT
20

عودة عمليات التهجير القسري.. وإمهال سنة البصرة 72 ساعة لترك المدينة

عودة عمليات التهجير القسري.. وإمهال سنة البصرة 72 ساعة لترك المدينة

في الوقت الذي ازدادت فيه حوادث القتل لعدد من أئمة الجوامع والمصلين السنة في مناطق أبو الخصيب والزبير والهارثة في محافظة البصرة جنوب العراق، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تحمل تهديدا للسنة في المدينة وتخيرهم بين مغادرة البصرة خلال 72 ساعة أو القتل.
ومع إنكار مديرية الوقف السني إغلاقه لأي جامع أو تلقيه لتهديد بالتهجير، أقر مجلس المحافظة ووكيل المرجعية الشيعية في المدينة بحدوث عمليات قتل للسنة في البصرة.
وقالت كتلة «البصرة أولا» التي تضم ممثلي المجلس الأعلى والتيار الصدري وأحزابا أخرى وينتمي إليها محافظ البصرة ماجد النصراوي في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن: «حكومة البصرة المحلية تتابع بقلق بالغ ما يتعرض له البعض من مواطنيها ومن أهل السنة والجماعة، في مناطق الزبير وأبي الخصيب وغيرها من المناطق».
وأضاف البيان أن «الحكومة المحلية تدين وبشدة جرائم القتل والتهديد الأخيرة التي تعرض لها المصلون في مساجد مهيجران والهارثة والزبير على أيدي عصابات ما زالت مجهولة لديها وتعد بملاحقة الجناة والكشف عن هوياتهم أو الأجندات التي يعملون بموجبها».
وتوعد البيان «مروجي الفتن والمنشورات، التي تهدد أبناء مدينتنا ومن أهل السنة بالذات، وتعدُ ما يقوم به هؤلاء لا يختلف عما تقوم به عصابات داعش في الموصل من تهجير وترويع للأشقاء المسيحيين والتركمان والشبك»، مشيرا إلى أن «البصرة مدينة الجميع، وهي موطن أهل السنة مثلما هي موطن أهل الشيعة والمسيحيين والصابئة والقوميات والطوائف الأخرى».
وناشد البيان أبناء البصرة من أبناء السنة والطوائف كافة «ألا يعيروا انتباها للمنشورات التي قامت بتوزيعها عناصر مسلحة مجهولة، تحاول ترويع السكان وبذر الفرقة بين أبناء المدينة التي عرفت منذ القدم بتنوع الانتماءات وتعدد المذاهب».
وخاطبتهم بالقول إن: «البصرة مدينة أهلكم وآبائكم وأجدادكم مثلما هي منذ مئات السنين دونما تمييز أو مفاضلة، فالمعايير والموازين إنما تقوم على أساس المواطنة والانتماء والعيش الآمن الكريم وليس على أساس الأكثرية والأقلية والقوة أو الضعف».
إلى ذلك استنكر إمام وخطيب جامع الشويلي بقضاء الزبير، غرب البصرة، الشيخ محمد فلك ما تعرض له بعض المواطنين في المحافظة من أبناء المذهب السني من اغتيالات خلال الأيام الماضية.
وقال وكيل المرجعية الدينية الشيعية في البصرة الشيخ محمد فلك المالكي خلال خطبة صلاة الجمعة، إن: «عمليات الاغتيال التي طالت أبناء السنة في البصرة وكذلك عمليات التهجير لأبناء الطائفة المسيحية في الموصل، ما هي إلا أساليب يتخذها تنظيم داعش الإرهابي من أجل بث روح التفرقة وجر أبناء الشعب الواحد إلى حرب أهلية»، داعيا في الوقت ذاته المواطنين إلى «التكاتف وعدم الانجرار وراء هذه الأساليب».
وكان مسلحون هاجموا، فجر الثاني والعشرين من شهر يوليو (تموز) الحالي، جامع مهيجران في قضاء أبي الخصيب جنوب البصرة وأطلقوا النار من أسلحة رشاشة مما أسفر عن مقتل مؤذن الجامع وأحد المصلين فيما اختطف المسلحون ثلاثة مصلين واقتادوهم معهم، كما قتل في حوادث أخرى في الهارثة والزبير 11 مصليا وإصابة 15 آخرين.
ونشرت بعض مواقع التواصل الاجتماعي رسائل تهديد إلى أبناء السنة في البصرة وإعطاء مهلة إلى الوقف السني مدة 72 ساعة بغلق المساجد وتهجير أهلها من البصرة.
من جهتها، نفت مديرية الوقف السني في المنطقة الجنوبية إغلاق المساجد في محافظة البصرة على خلفية هجمات ذات دوافع طائفية، كما نفت ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن إمهال المواطنين السنة 72 ساعة لمغادرة المحافظة.
وقال مدير الوقف السني في الجنوب الشيخ محمد الجبوري في تصريحات صحافية، إن «ما تناقلته بعض وسائل الإعلام المغرضة عن إغلاق جميع مساجدنا في البصرة بسبب أعمال قتل وتهجير إنما هي شائعات خبيثة لا أساس لها من الصحة، حيث لا يوجد لدينا أي مسجد مغلق، وأكثر المساجد ممتلئة بالمصلين خلال أيام شهر رمضان المبارك»، مضيفا أن «ما تم تداوله عبر شبكات التواصل الاجتماعي عن تلقي مديرية الوقف السني تهديدات تنذر أبناء السنة بالقتل ما لم يغادروا المحافظة خلال 72 ساعة هي الأخرى شائعات كاذبة تهدف إلى تمزيق وحدة العراقيين».
وأضاف الجبوري، وهو قيادي في جماعة علماء العراق التي يتزعمها الشيخ خالد الملا المقرب من رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، أن «الوضع مستقر في البصرة إلى حد ما في ظل تطمينات كثيرة من قيادة قوات الشرطة وجهات سياسية وتيارات إسلامية»، مبينا أن «ما حدث في الآونة الأخيرة كانت اعتداءات ارتكبتها عصابات تكفيرية تقتل السني والشيعي على حد سواء».
وتضم محافظة البصرة، المطلة على الخليج العربي، ست مدن كبيرة، يبلغ عدد سكانها نحو مليونين ونصف مليون نسمة، تشكل خليطا اجتماعيا بين السنة والشيعة والمسيحيين والصابئة، كان العرب السنة يعدون فيها أغلبية.
وقال محمد الغانم، مواطن من سكان البصرة، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إنه: «وجدنا الأوراق في كل مكان تدعونا للرحيل، وأين نذهب فهذه أرضنا ولدنا وعشنا فيها».
وأضاف أنه «من غير المعقول أن تسكت الحكومة والقوات الأمنية، على تهجير مئات الآلاف من المحافظة، مع بدء بعض العائلات النزوح من البصرة وخاصة نحن سكان المدينة الأصليون».



«حماس»: لن نرفع الراية البيضاء ومستعدون لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بشروط

قيادي في «حماس» يقول: «لن نرفع الراية البيضاء» (أ.ف.ب)
قيادي في «حماس» يقول: «لن نرفع الراية البيضاء» (أ.ف.ب)
TT
20

«حماس»: لن نرفع الراية البيضاء ومستعدون لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بشروط

قيادي في «حماس» يقول: «لن نرفع الراية البيضاء» (أ.ف.ب)
قيادي في «حماس» يقول: «لن نرفع الراية البيضاء» (أ.ف.ب)

أكّد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، سهيل الهندي، أن الحركة لن ترفع الراية البيضاء، مشدداً على أن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة لن يتم إلا عبر صفقة تبادل عادلة وشاملة.

وقال الهندي، في تصريحات لقناة «الجزيرة مباشر»، إن «حماس» جاهزة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، ولكن بشرط وقف الحرب، وفتح المعابر، وإعادة إعمار قطاع غزة، الذي يعاني من دمار واسع جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأضاف أن الحركة تدعو العالم إلى الوقوف مع الحقّ الإنساني لأهالي غزة، من خلال رفع الحصار المفروض على القطاع، ووقف سياسة التجويع التي يتعرض لها السكان، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري ومنتظم.

وأشار القيادي في «حماس» إلى أن الحركة رفضت ما وصفه بالشروط التعجيزية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تضمنت تسليم سلاح المقاومة وخروج قادة الحركة من غزة.

وفي إشارة إلى موقف «حماس»، قال الهندي: «لن نرفع الراية البيضاء»، مؤكداً أن أي عملية لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لن تتم إلا عبر صفقة تبادل، تضمن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.

يأتي هذا التصريح في وقت تستمر فيه الهجمات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وسط تعثر الجهود الدولية للتوصل إلى هدنة دائمة أو اتفاق تبادل أسرى بين الجانبين.