الرئيس المصري توعد قتلة «جنود الفرافرة» بالقصاص ويعد بمحاربة الفقر

الإخوان دعوا لانتفاضة جديدة في ذكرى «رابعة العدوية» منتصف الشهر المقبل

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يقلد أحد الطلبة الفائزين في احتفالية ليلة القدر «رويترز»
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يقلد أحد الطلبة الفائزين في احتفالية ليلة القدر «رويترز»
TT

الرئيس المصري توعد قتلة «جنود الفرافرة» بالقصاص ويعد بمحاربة الفقر

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يقلد أحد الطلبة الفائزين في احتفالية ليلة القدر «رويترز»
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يقلد أحد الطلبة الفائزين في احتفالية ليلة القدر «رويترز»

توعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالقصاص من قتلة الجنود المصريين في حادث الفرافرة غرب البلاد، ووعد المواطنين بمحاربة الفقر، منددا بـ«فصائل» قال إنها أساءت إلى الدين الإسلامي «بشكل بالغ»، في إشارة على الأرجح لجماعة الإخوان المسلمين وقوى إسلامية متحالفة معها. ودشنت تلك القوى المنضوية تحت مظلة التحالف الوطني لدعم الشرعية أسبوعا احتجاجيا جديدا أمس، تحت شعار «عيد الشهداء»، وتعهدت بإطلاق «انتفاضة القصاص» في الذكرى الأولى لسقوط مئات القتلى خلال فض اعتصامين لأنصار الإخوان أغسطس (آب) الماضي.
وشدد السيسي، في كلمته في الاحتفال بليلة القدر التي بثها التلفزيون المصري مساء أول من أمس، في ثاني ظهور له خلال اليومين الماضيين، على أن «كل من قتلنا (جنود الجيش) إما قبضنا عليه أو قتلناه.. نحن مستعدون للموت دون وطننا.. ودون ديننا»، وأضاف قائلا: «والله لن نتركهم.. والله لن نتركهم.. ونحن متأكدون من نصر ربنا، لأن ربنا ينصر الحق على أهل الباطل، وهم أهل الباطل».
وقتل 22 من أفراد القوات المسلحة وأصيب أربعة آخرون قبل أسبوع، عندما استهدفت «مجموعة إرهابية» إحدى نقاط حرس الحدود قرب واحة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، وقال بيان رسمي للجيش إنه «حادث إرهابي».
وأشار السيسي إلى أنه يجب التصدي لأي محاولة للإساءة للدين الإسلامي ليس فقط بالحلول الأمنية ولكن بالمعالجات السمحة، لافتا إلى أن الأزهر مؤسسة دينية لها دور عظيم ولها كل الدعم.
وفيما يتعلق بصندوق «تحيا مصر»، الذي أطلقه الرئيس المنتخب حديثا لدعم اقتصاد بلاده، قال «إحنا عندنا مشكلة كبيرة وهي العوز ونحن مصممون على أن نتغلب عليها.. أنا لن أتخلى عن مجابهة الفقر في مصر، لأنه أحد أسباب ما نحن فيه»، مطالبا الجميع بالوقوف إلى جانب مصر في أزمتها والمساهمة في الصندوق.
ولم يشر الرئيس المصري إلى العدوان الإسرائيلي على غزة، خلال كلمته مساء أول من أمس بمناسبة ليلة القدر، لكنه تطرق إليها في خطابه بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو 1952، الأربعاء الماضي.
ويشن الجيش الإسرائيلي، منذ السابع من الشهر الحالي، حربا ضد قطاع غزة، أطلق عليها اسم «الجرف الصامد»، وتسببت الحرب منذ بدئها وحتى صباح أمس في قتل 815 فلسطينيا، وإصابة نحو 5260 آخرين بجراح، بحسب مصادر طبية فلسطينية. وقفزت غزة خلال الأسبوعين الماضيين إلى واجهة الفعاليات الاحتجاجية التي تنظمها جماعة الإخوان بشكل شبه يومي منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي للجماعة. ودعا تحالف دعم الشرعية إلى تدشين أسبوع احتجاجي تحت شعار «عيد الشهداء»، استعدادا لـ«انتفاضة القصاص» في ذكرى فض اعتصامي رابعة العدوية (شرق القاهرة)، ونهضة مصر (غرب القاهرة) يوم 14 أغسطس من العام الماضي.
وتعهدت الجماعة والتحالف في ذكرى عزل مرسي، 3 يوليو الحالي، بانتفاضة كبرى لكن قوات الأمن تصدت ولا تزال لمظاهرات أنصار الإخوان في مختلف المدن. ويسقط في الغالب قتلى نتيجة تلك المواجهات.
وفي كلمة لأنصاره قال بيان للتحالف الوطني لدعم الشرعية لـ«تنطلقوا بتحدٍ وقوة بدءا من الجمعة (أمس) في أسبوع عيد الشهداء، لتحشدوا الحشود وتعدوا حراكا ناجزا لانتفاضة القصاص في 14 أغسطس المقبل في ذكرى المحرقة، ولتشهد وقفة العيد فعاليات في كل مكان، وخصوصا أمام منازل الشهداء، لنحيي الذكرى الأولى لمذبحة المنصة». ونظم أنصار الإخوان أمس، فعاليات احتجاجية في عدة مدن، تندد بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وبارتفاع الأسعار في أعقاب رفع أسعار المواد البترولية والكهرباء، وردد المشاركون في الاحتجاجات هتافات ضد الرئيس السيسي، وضد الشرطة، ورفعوا صورا لمرسي، كما رددوا هتافات تطالب بعودته إلى الرئاسة.
وفضت قوات الأمن مسيرات لجماعة الإخوان في العاصمة القاهرة وعدة محافظات على رأسها الجيزة والفيوم، وهما المحافظتان اللتان تشهدان في العادة مواجهات دامية بين قوات الأمن والمتظاهرين.
وعلى صعيد الأوضاع الأمنية، اغتال مسلحون مجهولون ضابطا في الأمن المركزي التابع للشرطة في شمال سيناء، وقال مصدر أمني إن المسلحين استهدفوا ضابطا برتبة عميد، بنيران أسلحتهم.



الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.