محامي «إل تشابو» يتّهم رئيس المكسيك وسَلَفه بتلقّي رشاوى من موكّله

الرئاسة المكسيكية سارعت إلى نفي الاتهامات

جيفري ليختمان محامي زعيم المخدّرات المكسيكي خواكين غوسمان بعد مغادرته قاعة المحكمة يوم أمس (ا.ب)
جيفري ليختمان محامي زعيم المخدّرات المكسيكي خواكين غوسمان بعد مغادرته قاعة المحكمة يوم أمس (ا.ب)
TT

محامي «إل تشابو» يتّهم رئيس المكسيك وسَلَفه بتلقّي رشاوى من موكّله

جيفري ليختمان محامي زعيم المخدّرات المكسيكي خواكين غوسمان بعد مغادرته قاعة المحكمة يوم أمس (ا.ب)
جيفري ليختمان محامي زعيم المخدّرات المكسيكي خواكين غوسمان بعد مغادرته قاعة المحكمة يوم أمس (ا.ب)

اتّهم أحد محامي زعيم المخدّرات المكسيكي الشهير خواكين غوسمان، المعروف باسم "إل تشابو"، في افتتاح محاكمة موكّله في نيويورك يوم أمس (الثلاثاء)، كلاًّ من الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو وسلفه فيليبي كالديرون بأنّهما تلقّيا رشاوى بمئات ملايين الدولارات من كارتل سينالوا الذي كان يتزعمه موكّله ويعتبر من بين الأقوى في البلاد.
وما هي إلّا دقائق حتى سارع كل من بينيا نييتو وكالديرون إلى نفي هذه الاتّهامات.
وفي مستهلّ محاكمة إل تشابو قال محاميه جيفري ليختمان في مرافعة افتتاحية، إنّ الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو الذي تولى السلطة في نهاية 2012 وتنتهي ولايته في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري وسلفه فيليبي كالديرون (2006-2012) قبضا رشاوى بمئات ملايين الدولارات من كارتل سينالوا، مؤكّداً أنّ المسؤول عن تسليمهما هذه الأموال كان اسماعيل "إل مايو" زامبادا الذي يحاكم غيابياً مع إل تشابو كونه فارّاً من العدالة.
وقال المحامي إنّ موكّله "لم يكن في الحقيقة يسيطر على شيء" بل كان "كبش محرقة" للحكومة المكسيكية.
وأضاف: "لماذا تحتاج الحكومة المكسيكية إلى كبش محرقة؟ لأنها جنت أموالاً طائلة من رشاوى بارونات الكارتلات".
وتشتبه السلطات في أنّ "إل مايو" تولّى إدارة كارتل سينالوا في غياب "إل تشابو" الذي اعتقل في يناير (كانون الثاني) 2016 وما زال خلف القضبان.
وسارعت الرئاسة المكسيكية إلى نفي تلك الاتهامات، حيث قال المتحدّث باسم الرئاسة إدواردو سانشيز في تغريدة على حسابه في "تويتر"، إنّ "حكومة إنريكي بينيا نييتو قامت بملاحقة واعتقال وتسليم المجرم خواكين غوسمان لويرا. إنّ التصريحات المنسوبة لمحاميه هي محض كذب وتشهير".
وبدوره قال الرئيس السابق فيليبي كالديرون نافياً اتّهامات محامي إل تشابو، إنّ "التصريحات التي أدلى بها محامي خواكين غوسمان، الملقّب بـ"إل تشابو"، زائفة تماماً وغير مسؤولة. لا هو ولا كارتل سينالوا ولا أي كارتل آخر، دفعوا لي أي مبلغ من المال".
ويواجه "إل تشابو" عقوبة السجن المؤبّد إذا ما أدين في نيويورك بالتهم الموجّهة إليه في محاكمة يتوقّع أن تستمر أكثر من أربعة أشهر .
ويحاكم تاجر المخدرات الأشهر في العالم والبالغ من العمر 61 عاماً في الولايات المتحدة التي تسلّمته من بلده المسكيك لمحاكمته بتهمة إدخال 154 طنّاً من الكوكايين إلى الأراضي الأميركية.
وإذا كان خواكين "إل تشابو" غوسمان قد نجح مراراً في الهرب بطرق مبتكرة من سجنه في المكسيك، إلا أنه هذه المرّة يواجه واقعاً قاسياً، إذ إنّه قد يمضي ما تبقى من أيامه وراء القضبان الأميركية.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.