حديث عن اعتقال عسكريين بتهمة الانقلاب في شرق ليبيا... ومسؤول ينفي

TT

حديث عن اعتقال عسكريين بتهمة الانقلاب في شرق ليبيا... ومسؤول ينفي

استبعد مسؤول أمني ليبي، ما أُشيع، أمس، عن «اعتقال ضباط عسكريين بتهمة تدبير انقلاب عسكري» في شرق البلاد، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كل الأنباء المتداولة في هذا الشأن غير صحيحة على الإطلاق». وكانت وكالة الأنباء الألمانية قد نقلت أمس، عن مصادر ليبية سمتها بـ«المطلعة»، القبض على عدد من الضباط العسكريين في شرق ليبيا، بتهمة محاولة تدبير انقلاب عسكري. وقالت المصادر للوكالة إن كتيبة «طارق بن زياد»، التابعة للواء 106 مجحفل بالقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، اعتقلت، مساء أول من أمس، عددا من الضباط العسكريين في شرق ليبيا بتهمة محاولة تدبير انقلاب عسكري. لكن العقيد محمد عبد السلام المصينعي قال لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن كتيبة طارق بن زياد، وأجهزة الشرطة في شرق البلاد، ألقوا القبض على جنود عسكريين وليسوا ضباطاً، لاتهامهم في جرائم أخلاقية، تتعلق بالسطو المسلح على آخرين. مضيفا أن «الأمور عادية، بل إنها طبيعية وممتازة... حتى إنه لا يوجد تفتيش على البوابات الأمنية في المسافة الممتدة من بنغازي حتى مقر سكاني في مدينة البيضاء، التي تبلغ نحو 200 كلم».
في السياق ذاته، قال سعيد أمغيب، عضو مجلس النواب، إن المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني المسيطر على الشرق الليبي «يتمتع بشعبية كبيرة جداً من جميع أفراد الجيش، سواء كانوا ضباطا أو جنوداً، وهذا الشيء يلمسه الجميع. فللمشير قبول كبير لدى عامة المواطنين».
وتداول رواد على مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا صورا لثلاث جثث، بدا عليها آثار تعذيب وإطلاق رصاص، قالوا إنه تم العثور عليهم قرب مصنع الإسمنت بحي الهواري في بنغازي، تعود لأشخاص كانوا معتقلين.
وكانت الشرطة العسكرية في بنغازي، اعتقلت آمر غرفة عمليات عمر المختار السابق، اللواء سالم مفتاح الرفادي، من منزله، نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، واقتادته، بحسب وسائل إعلام محلية مختلفة إلى منطقة الرجمة، حيث مقر القيادة العامة للجيش الوطني، دون معرفة مصيره، وفقاً لذويه. كما خطف نائب رئيس جهاز الاستخبارات العامة اللواء أحمد العريبي ونجله في الخامس من أكتوبر الماضي، ولم يعرف مصيرهما إلى الآن.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.